قال الكرملين اليوم (السبت) إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث الأزمة بين قطر ودول عربية عدة مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في اتصال هاتفي، وأكد أهمية الديبلوماسية لإنهاء الأزمة خلال اتصال آخر مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأكد الرئيس الروسي لملك البحرين الحاجة للحوار المباشر بين كل الحكومات المعنية بالنزاع. وقال الكرملين في بيان إن زعيمي روسيا وقطر بحثا التعاون بين البلدين في مجالي الطاقة والاستثمار. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث هاتفياً مع نظيره التركي طيب أردوغان أمس، وناقشا النزاع بين قطر ودول عربية قطعت العلاقات الديبلوماسية وخطوط المواصلات مع الدوحة. وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب وأردوغان بحثا سبل حل النزاع «مع ضمان أن تعمل كل الدول معاً لوقف تمويل الإرهاب ومكافحة الفكر المتطرف». وفي شأن متصل، قال مسؤول حضر اجتماعاً لـ «منظمة التجارة العالمية» إن البحرين أبلغت المنظمة بأن القيود التجارية التي فرضتها بلاده والسعودية والإمارات على قطر يبررها الأمن القومي. وأضاف المسؤول أن ممثل البحرين الذي تحدث بالنيابة عن الدول الثلاث أبلغ مجلس تجارة السلع التابع للمنظمة أن الإجراءات جاءت متسقة مع المادة 11 من الاتفاق العام للتعرفة الجمركية والتجارة، والتي تسمح بكسر القواعد المعتادة لأسباب تتعلق بالأمن القومي. ولم تجد «رويترز» إلى الآن أي سابقة في تاريخ «منظمة التجارة العالمية» الذي يمتد إلى 22 عاماً استندت فيها دولة صراحة وبشكل رسمي إلى «الاستثناء المتعلق بالأمن القومي» لاستباق نزاع تجاري محتمل. ويقول بعض خبراء التجارة إن استخدام الأمن القومي دفاعاً، يهدد بإضعاف «منظمة التجارة العالمية» من خلال إزاحة ما يعد من المحرمات والسماح للدول بالانسلاخ من التزامات التجارة العالمية. وقال ممثل قطر لدى المنظمة أمس إن بلاده تبحث جميع السبل القانونية لمواجهة الأزمة، بما في ذلك تقديم شكوى إلى المنظمة. وأضاف أن الدفاع المستند إلى الأمن القومي من الممكن الطعن عليه على أساس الضرورة والتناسب. واندلعت الأزمة هذا الشهر حينما قطعت الدول الثلاث بجانب مصر العلاقات الديبلوماسية ووسائل النقل مع قطر، متهمة إياها بأنها تدعم الإرهاب وخصمهم الإقليمي إيران. وذكرت قطر التي طلبت مناقشة الموضوع في مجلس تجارة السلع بعد مناقشة مماثلة في مجلس تجارة الخدمات في وقت سابق من هذا الشهر، أن القيود أثرت على قطاعات ذات أهمية تجارية مثل الألمنيوم. وقال ممثل الإمارات إن هناك اتفاقات ضد تمويل أنشطة تهدد أمن الدول القومي، وحذر من تدخل «منظمة التجارة العالمية» في الموضوع بحسب ما ذكر المسؤول الذي حضر الاجتماع. وقال ممثل مصر أيضاً إن الإجراءات تقع في نطاق «الظروف الاستثنائية» ومن ثم فإنها متوافقة مع قواعد «منظمة التجارة». وأشار ديبلوماسي تجاري من الولايات المتحدة إلى أنه ينبغي على جميع الأطراف أن تبقى منفتحة على التفاوض، وإن بلاده ستواصل دعم جهود الوساطة التي يقوم بها أمير الكويت. وقال ممثل تركيا إن بلاده تأمل في حل سريع، مؤكداً «العلاقات الأخوية والقوية الممتدة لمئات السنين» بين الدول الأطراف.
مشاركة :