ما لم يُعرف عن اتفاقية سايكس – بيكو (3-3)

  • 7/2/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دراسة: يعقوب يوسف الإبراهيم | لا تزال ارتدادات أصداء ما كتب عن الاتفاقية الغبية، كما وصفها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج (1916 – 1922) قبل أكثر من ثمانية عقود في كتابه «الحقيقة وراء معاهدات السلام» تتفاعل طوال قرن انسلخ، وكأن الماضي ظل مراوحاً لا يريد أن يرحل أو يلوذ بذمة التاريخ، كذلك ما برحت الحكايات تتوالد عن الاتفاقية بوتيرة غير معهودة، منطلقة من مخيلات سكنها الهوس، وخليط من ضباب الأوهام وظلمات الأساطير، ما جعلها لا تلتزم بمادة معقولة يمكن الركون إليها والاستفادة من عبرتها.. ومما يزيد الطين بلة، أن من يكتب وينظّر قد لا يعرف عن دواخل الموضوع الا عناوينه، ولا يجتهد في كشف ما خفي منه مما تطفح به دفائن الوثائق، وتعج به كتب السير ومذكرات شخصيات لعبت أدواراً رئيسية في صياغة أحداثه وتفعيلها. كما لم نر في الأفق محاولةً لسد هذه الثلمة، التي أحدثتها سريان أفكار القتامة التي ألقت بظلالها على الذاكرة المتبلدة بغثاث التكرار والنمطية حتى تشربت عروقها بالجهل. وفي الأثر الشريف الذي جاء محذراً: «لاتشربوا من ثلمة فإنها مركب الشيطان». من هو مارك سايكس؟ في ما يلي ننقل باختصار ما كتبه عن مارك سايكس ابنه الأكبر كريستوفر سايكس في كتاب «دراستان في الفضيلة» عام 1953: ولد مارك في 17 مارس 1879، في لندن، وكان الابن الوحيد للسير تاتون الإقطاعي الثري الذي كان محباً للأسفار الطويلة حول العالم، مصطحباً زوجته وابنه، مما أدى إلى عدم انتظام الابن بدراسة معينة، نتيجة تنقله في مدارس متعددة بأقطار مختلفة، ففقد الصبي الانضباط والمثابرة، وهو في سن مبكرة، مما أثر على سلوكياته المستقبلية. اعتنقت الأم المذهب الكاثوليكي، حينما كان في الثالثة من العمر، وبحكم رعايتها له والتصاقه بها لخشونة طبيعة الأب وحدة مزاجه وتصرفه العصبي، فقد شب الابن على مذهب أمه في جو عائلي قلق لم يجد فيه الصبي ما يفرح، فكانت ذكريات طفولته منصبة على كرهه لتلك الأيام، ومنها بداية تعليمه، ولازمه ذلك الشعور طوال حياته. وما إن بلغ سن المراهقة، حتى بلغت الخلافات بين والديه درجة الانفصال، فانتقلت الأم للسكن في لندن، وكانت قد أدمنت شرب الخمر ولعب القمار، مما أدى إلى خسارة مبالغ مالية كبيرة، كان الأب يدفعها صاغراً مرغماً. فإذا ما امتنع عن دفعها، اتجهت إلى الاقتراض من المرابين بفوائد كبيرة، ما حدا الأب بأن يعلن في الصحف عدم مسؤوليته عن تسديد ديون زوجته. فتعقد الأمر حتى وصل إلى المحاكم. أما مارك، فقد قضى تلك الفترة متنقلاً ومتعثراً بدراسته في معاهد داخلية بين لندن وموناكو وبروكسل من دون الحصول على مؤهلات مرضية لمتابعة تحصيل جامعي، ولكن من خلال وساطات مؤثرة انضم إلى جامعة كمبردج «كلية يسوع» في ربيع 1897، وعمره 18 سنة، فلم يستمر فيها طويلاً، فقد رسب في الامتحان المبدئي بعد سنتين غير منتظمتين في الدراسة. وعلى إثر فشله في التحصيل العلمي، اختار القيام برحلات استكشافية على غرار الرحالة في العصر الفيكتوري. سافر إلى فلسطين، وبدأ بدراسة اللغة العربية على يد أحد أساتذة اللغات الشرقية المشهورين البروفيسور إدوارد كرانفيل- براون، الذي كتب عنه بعد فترة: «يحمل أكبر قابلية لعدم الاهتمام والمتابعة للدراسة من بين من عرفتهم من طلاب». ولم يتغير الأمر قيد أنملة. فبعد عقدين من الزمان، كتب عنه ديفيد هوغارت المستشرق ومدير متحف أشمولين الذي انتدب للعمل في المكتب العربي في القاهرة 1916 – 1920، وزامله فيه، في مرثية لسايكس في فبراير عام 1919: «إن أتعس ما فيه أنه لا يتعب نفسه بالعمل لإتقان أي شيء في أي وقت، وبقى هاوياً متسرعاً طوال حياته حتى نهايتها». اتجه مارك إلى الكتابة عن تجربته في الأسفار، فنشر عام 1900 كتاب «خلال خمسة أقاليم تركية»، واتبعه عام 1904 كتاب «دار السلام». أما كتاب «القصور الخمسة لآل عثمان»، فنشر عام 1909 أثناء عمله في السفارة البريطانية بإسطنبول كملحق فخري. وأخيراً كتاب «تركة الخليفة الأخيرة» عام 1915. رحلاته دخل المعترك السياسي بعد وفاة والده عام 1911، فانتخب نائباً في مجلس العموم عن مدينة هِل، مرشحاً لحزب المحافظين، فقد كانت تلك الدائرة الانتخابية كرسياً آمناً لعائلته، وانتشرت سمعته في المجلس كأحد المختصين في شؤون الشرق الأوسط لكثرة أسفاره للمنطقة والكتابة عنها، حتى أطلق عليه زملاؤه في المجلس لقب «الملا المجنون». وقد استغل ذلك ليدلف إلى دهاليز أصحاب القرار السياسي، مدعياً خبرته وإلمامه بما يحدث في شؤون الدولة العثمانية التي كانت موضع اهتمام للسياسة البريطانية في الشرق، مستمراً بإلحاح في عرض خدماته وإظهار إمكاناته، إلى أن أثمرت تلك الجهود إثر التصاقه بمدير مكتب اللورد كتشنر، إذ عين بمركز قيادة الجنرال السير جون ماكسويل قائد القوات العسكرية في مصر، وابتدأ نجم مارك سايكس في الصعود، خصوصاً حينما عيّنه الوزير ممثلاً له في لجنة دي بونسين (كما مر بنا في الحلقة الأولى). كانت ميول سايكس في البداية مضادة لليهودية وتغلغلها، ولكنه بعد زيارته لروسيا في مارس 1916 مع بيكو حول إجراء المباحثات النهائية للاتفاقية، ابتدأت ميوله التقرب إلى الصهيونية. فقام في أبريل 1916 بالاتصال باليهودي هربرت صموئيل وزير الداخلية السابق ذي الميول الصهيونية الذي قدمه بدوره إلى الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين في بريطانيا موزز كاستنر الذي قال عنه سايكس لاحقاً: «هو الذي فتح أمام بصيرتي معنى الصهيونية». وفي 7 فبراير 1917، اجتمع سايكس في منزل الحاخام بلندن بخمسة من زعماء الصهيونية في بريطانيا هم: كاستنر، ويلتر روثشايلد، هيربرت صموئيل ، حاييم وايزمن، وناحوم سوكالو. ويمكن أن يقال عن ذلك الاجتماع أنه حفل تعميد سايكس ودخوله في فلك الصهيونية. وكان أول من بشر حاييم وايزمن بإعلان بلفور في 7 نوفمبر 1917 بقوله: «إنه صبي». وقد كتب حاييم وايزمن عن سايكس «إنه أثمن ما وقعت عليه الصهيونية». استمر سايكس في رحلاته إلى بلاد العرب خلال الحرب، ولكن دوره بدأ بالتضاؤل نسبيا خاصة بعد موت كيتشنر، كما أثر فضح الثورة البلشفية لاتفاقيته السرية في نوفمبر 1917، فأصبح على هامش الأحداث بعدما كان في قلبها. ولكن ذلك لم يمنع تحركاته حتى انتهاء الحرب، حيث كانت سفرته الأخيرة في بداية نوفمبر 1918 متنقلا بين مصر وسوريا وفلسطين لمدة قاربت ثلاثة اشهر عاد على إثرها إلى بريطانيا في أواخر يناير 1919، وقد بانت عليه علامات الإرهاق والإحباط، ولكنه بقي مصرا على الظهور في دائرة الأضواء كعادته، فسافر إلى باريس في بداية فبراير للمشاركة في مؤتمر السلام ومات فيها لإصابته بوباء الإنفلونزا الأسبانية في 19 فبراير 1919 عن عمر بلغ 39 سنة فقط، ودفن في ضيعته بشمال إنكلترا. ولكنه لم ينم بسلام، فقد نبش قبره في 17 سبتمبر 2008 بموافقة عائلته بعد ما يقارب 100 سنة من وفاته ليتسنى لأحد العلماء المتخصصين الكشف عن نوع الفيروس الذي أدى إلى موته. وقال سوكولو في رثاء سايكس: «إنه رجل فاز بمعلم في بانثيون الشعب اليهودي سوف تحكى الأساطير عنه في فلسطين وبلاد العرب وأرمينيا وتفسح له مراح الخلود في سجل تاريخ الصهيونيه». جورج بيكو ولد فرانسوا – ماري جورج بيكو في باريس يوم 21 ديسمبر 1870. أبوه هو المؤرخ والمحامي الفرنسي جورج بيكو (1838 – 1909) عضو الأكاديمية الفرنسية ومؤلف كتاب «التاريخ العام للدولة» الذي فاز بجائزتين منها عام 1873م و1874، «وسيرة غلادستون» عام 1904. من عائلة فرنسية عريقة جدته الحفيدة الكبرى لعشيقة الملك لويس الخامس عشر، وأخته هي جدة الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكارد ديستان. كان الأب من مؤسسي كتلة أفريقيا الفرنسية ومن غلاة الاستعماريين الفرنسيين بصفته عضوا مؤسسا وناشطا في الحزب الكولونيالي الفرنسي، شب الابن معجبًا بأبيه فاشتهر باسم جورج لكي لا يترك مجالاً للشك بأن الابن سر أبيه، وتبعه بدراسة القانون ومارس مهنة المحاماة وعمل في محكمة الاستئناف في باريس عام 1893م، ثم اتجه للعمل بالإدارة القانونية في وزارة الخارجية عام 1895. صادف عمله في ديوان الوزارة تداعيات حادثة فاشودا عام 1898 اللصيقة في الذاكرة الفرنسية، التي أصبحت المرتكز الأساسي لكتلة الأب عندما كثر النقاش، حيث اشعلت الرأي العام وتناولتها الصحافة الفرنسية كرأس حربة في الهجوم على بريطانيا لوقوفها بوجه فرنسا في أفريقيا ومزاحمتها لها، وأعادت إلى الأذهان مقولة نابليون لتصبح صرخة حرب ناجزة: «لا توقف سبيلالإنكليز عثرة، ولكنهم عثرة في كل سبيل، لا يعطون شيئاً ويأخذون الكل». بعدها انتقل بيكو إلى السلك الخارجي، فعمل في السفارة الفرنسية في كوبنهاغن حتى عام 1901، ومنها إلى بكين بدرجة سكرتير أول إلى عام 1909، عاد إلى باريس، ثم البرازيل حتى مارس 1914، بعدها نقل إلى بيروت، وكان ذلك أول عمل له في الشرق الأوسط بمنصب قنصل عام، حيث استطاع في فترة وجيزة أن يبني ويوطّد علاقات قوية مميزة مع الناقمين على الحكم العثماني والحالمين بالاستقلال عنه، برفقته للمسيحيين خاصة، مما دفع مطران الطائفة المارونية البطريرك إلياس حويك إلى كتابة رسالة إلى وزير الخارجية الفرنسي، يعبّر فيها عن ارتياحه لما يقوم به بيكو من جهود لخدمة طائفته، يقول فيها: «لا يوجد شيء يمنع المسيو بيكو أن يتولى قيادة الموقف الأخلاقي للدفاع عن حقوقنا المدنية». وهذا ما بينه آرثر نيكلسون لاحقاً، حينما ترأس أول جلسة لقاء مع بيكو بلندن في 23 نوفمبر 1915: «إنه (بيكو) يتحدث عن سوريا ولبنان وفلسطين في اجتماعه بلجنة دي بونسين، كأنها قطعة من فرنسا كنورماندي، ويذكّرنا دائماً بحادثة فاشودا» . مما حدا بسايكس لاحقا إلى أن يلقب بيكو بـ«جان دارك فاشودا». مغادرة بيروت كان بيكو يكرّس معظم اهتمامه لما ستحصل عليه فرنسا بضم الفرع، كما كان يرى سوريا، إلى الأصل، بتشجيع العمل السري للمثقفين العرب وتجمعاتهم، التي انتشرت في باريس في بداية القرن العشرين، والعمل لانسلاخها من الحكم العثماني، وتكثيف النشاط في الساحة المحلية بترويج أفكار الانفصال بواسطة الدعاية والمنشورات المنادية بذلك. كما كان يحث حكومته على أن تكون مستعدة للتدخل قبل أن يستغل الفراغ من قبل جهة أخرى (يقصد بريطانيا). ولم يتوقف عند ذلك، بل بدأ الاتصال بالحكومة اليونانية قبيل دخول تركيا الحرب بجانب ألمانيا، وعمل على إرسال 15 ألف بندقية وعتاد بمليوني رصاصة إلى الميليشيات المسيحية في لبنان. عندما أعلنت الحرب في أوروبا في 4 أغسطس 1914، ودخلت الدولة العثمانية معلنةً الجهاد بجانب ألمانيا بعد مئة يوم من بدئها، وتحديداً في 11 نوفمبر، فقطعت العلاقات الدبلوماسية مما حتّم عليه المغادرة، ولكنه كان مؤمنا أن فرنسا سوف تقوم بإنزال عسكري في لبنان مباشرة، والتشجيع على إعلان الثورة ضد الحكم العثماني. فغادر بيروت على أساس العودة السريعة، وسلم مفاتيح القنصلية إلى القنصل الأميركي كيرك، حيث تولت الولايات المتحدة رعاية المصالح الفرنسية بعد إعلان الحرب، وفق ما تقتضي الأعراف الدبلوماسية، مودعاً موظفيه، واعداً إياهم بالعودة خلال أسبوعين، تاركاً كل وثائق وأسانيد الاتصالات بزعماء الحركة الانفصالية وديعة فيها. زلزال تركي لم يتحقق الإنزال الفرنسي الموعود، بل حل زلزال تركي بشخص جمال باشا، الذي عيّن حاكماً عسكرياً لسوريا، وقائد الفيلق الرابع وراعي خطة تحرير مصر بعد احتلال قناة السويس. وحينما فشل في تحقيق ذلك انقلب بإعلان حملة إرهاب طال شره عموم سوريا، عندما وجد ضالته في «وديعة بيكو»، التي كانت كارثة بالغة، عندما رفض بيكو نصيحة القنصل الأميركي بحرق الوثائق المحتوية لتقارير ومراسلات متعلقة باتصالاته المناوئة للحكم مع شخصيات عربية من سوريا ولبنان وفلسطين بل أخفاها معتبرا أنها في موقع أمين، بعهدة قنصلية الولايات المتحدة المحايدة وتحت حمايتها. ولكن حينما هاجمت بريطانيا وفرنسا تركيا في حملة الدردنيل 25 يناير1915 تغير الأمر عندما قامت أجهزة تشكيلات مخصوصة (تحريات الأمن العام) باقتحام القنصلية الفرنسية في بيروت ودمشق، فوقعت تلك العهدة بيد جمال الذي يقول في مذكراته ص212: «في يوم وصولي دمشق أخبرني خلوصي باشا مساعد الحاكم العام بأن لديه أموراً خطيرة يريد محادثتي عنها، فاجتمعنا مساء ذلك اليوم في دار الحكومة وسلم إلي عهدة وثائق مهمة ضُبطت في القنصلية الفرنسية تدين عدداً من كبار الموظفين العرب المسلمين في بيروت ودمشق ودول أخرى، وهذه الوثائق تدل دلالة واضحة على أن ثواراً عربا كانوا يتعاملون تحت حماية فرنسا وبإرشاد الحكومة الفرنسية ولمصلحتها». حينما داهمت السلطة القنصلية الفرنسية في كل من بيروت ودمشق هالها أن تكون شخصيات بارزة لها حضورها السياسي وثقلها الاجتماعي من العرب المسلمين، لها اتصالات تآمرية مع فرنسا، وليس العرب المسيحيون فقط، بل موظفون كبار ومنهم ضباط برتب عالية في الجيش العثماني المحارب. كان غضب جمال وحقده طائشًا على الثوار العرب، لا يعرف حدوداً ولا يقدر قيماً ولا يسمع لعذر، أطلقه بوحشية قل نظيرها طالت الجميع ولم يفلت من قسوتها إلا القلة من زعمائهم. حيث أعدم كوكبة من الشهداء في كل من ساحتي المرجة والبرج خلال عامي  1915 – 1916 فاستحق بجدارة لقب «السفاح». بعد هذا الاستطراد نعود إلى بيكو ثانية. آخر أيامه إثر مغادرة بيكو لمركز عمله في بيروت انتقل إلى القاهرة وتحت وساطة وصداقة تربطه بوزير الخارجية بقي في القاهرة حتى مايو 1915. وفي أغسطس أرسل إلى لندن سكرتيرا أول لإتقانه اللغة الإنكليزية، وبطلب من السفير الفرنسي فيها بول كامبون بصفة مشاور لمتعلقات تاريخية وجغرافية بسوريا. ابتدأ العمل في الأيام الأخيرة من ديسمبر 1915 مع سايكس في لجنة دي بونسين التي أثمرت المعاهدة التي حملت اسميهما. في عام 1917 رفّع إلى درجة مستشار زار خلالها الشرق الأوسط عدة مرات برفقة سايكس متنقلاً بين القاهرة وجدة ثم القدس ودمشق وبيروت وبعد انتهاء الحرب رفّع إلى درجة وزير مفوض ثم عاد مندوباً سامياً في بيروت بداية عام 1919 حتى نوفمبر حيث عين الجنرال هنري غورو مندوبا ساميا لكل سوريا حتى عام 1932. وبعدها نقل إلى صوفيا بنفس الدرجة وفيها ابتدأ علاقاته مع ابنة أخت وزير مالية سابق كانت له علاقات وطيدة مع ألمانيا أثناء الحرب وقد توثقت علاقة بيكو معها إلى درجة حضوره مناسبة رسمية معها والامتناع عن اصطحاب زوجته، حتى اصبحت أخباره مشاعة فأدت التقولات والاتهامات على إثرها إلى نقله إلى بونس آيرس في أغسطس 1925. (انتهى) فضيحة الفندق في 16 ديسمبر 1927 بعث إليه موظف كبير في وزارة الخارجية بباريس رسالة تحذير طالباً منه أن يرسل طلباً للرجوع إلى باريس فرجع في 25 ديسمبر 1927 على أساس تدهور صحته وبقي في إجازة مرضية حتى تقاعده في 11 يناير 1932، وكان آنذاك قد بلغ منصب سفير. استمرت الفضائح تلاحقه، ووقع في إشكال مالي مع أحد الفنادق الكبيرة في باريس، حيث إنه كان يقيم مع عشيقته بصفته سفيرا فرنسيا، لكنه غادر الفندق في 26 أغسطس 1932 بدون أن يدفع الأجور، ما حدا بالفندق إقامة دعوى جزائية في محكمة باريس مطالبا بأجور الإقامة مع الفوائد والمصروفات. وانتشرت هذه الفضيحة لتختتم حياته الحافلة بإثارة الجدل كزميله الإنكليزي. توفي فرنسواز ماريا دنيس جورج – بيكو في 20 يونيو 1951 عن عمر بلغ واحدا وثمانين عاماً. الشهداء العرب في ساحة المرجة ساحة البرج في بيروت، حيث تم إعدام الثوار العرب على أيدي الأتراك

مشاركة :