الوضع في العراق ينذر بحرب أهلية

  • 6/19/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت أمس بقصر المؤتمرات بجدة أعمال الدورة الـ 41 لمؤتمر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي تستضيفه المملكة تحت عنوان "استشراف مجالات التعاون الإسلامي" بحضور الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية، وأياد بن أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تستمر يومين بمشاركة الدول الأعضاء. ثم ألقى لونسي فال وزير خارجية غينيا رئيس الدورة الـ 40 لمؤتمر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، كلمة أكد فيها أهمية العمل الإسلامي المشترك وتعزيز أوجه التعاون، والتركيز على سياسة الدول الأعضاء، ومواجهة الظواهر التي تواجه العالم الإسلامي. إثر ذلك ألقى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية لمؤتمر مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي كلمة نقل خلالها للجميع تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ونائبه الأمير سلمان بن عبد العزيز وتمنياتهما لأعمال الدورة كل التوفيق والنجاح. وقال: نجتمع اليوم على خلفية تطورات ومستجدات عمت أرجاء عالمنا الإسلامي وبالذات البلدان في منطقتنا العربية والتي ما زال البعض منها يعاني من حالات الاضطراب السياسي والأمني في حين تمكن البعض الآخر من سلوك الطريق الذي نأمل أن يعيد لها أمنها واستقرارها وينقلها إلى مرحلة البناء والنماء. وأكد وزير الخارجية أن المملكة اتخذت موقفًا ثابتًا تجاه جميع البلدان الشقيقة التي خاضت غمار الاضطراب السياسي والعنف الداخلي الذي عصف بها، قوامه الدعوة إلى نبذ الفتن والفرقة وتلبية المطالب المشروعة لشعوب هذه البلدان وتحقيق المصالحة الوطنية بمنأى عن أي تدخل أجنبي أو أجندات خارجية والحيلولة دون جعل هذه البلدان ممرًا أو مستقرًا لتيارات التطرف وموجات الإرهاب. الرئيس محمود عباس يلقي كلمته في المؤتمر. وأضاف: المملكة التي يسعدها استضافة مؤتمركم في هذه الحقبة الدقيقة المتخمة بالتطورات والمتغيرات تجد في هذه المناسبة الطيبة ما يتيح لها التأكيد على ضرورة توحد الصف وتكثيف الجهد من أجل الخروج بنتائج تسهم في معالجة الأزمات التي تعصف بمنطقتنا على النحو الذي يعيد لها الاستقرار ويساعد على دفع عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية فيها. وأبرز وزير الخارجية ما جسده خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمفهوم التضامن والتعاضد بين الأشقاء العرب والمسلمين من خلال دعوته لعقد مؤتمر أشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدة هذا البلد الشقيق في التغلب على التحديات الاقتصادية الكبيرة التي يواجهها لاسيما بعد أن قال شعب مصر كلمته واختار قيادته لتقود بلاد نحو مستقبل زاهر ومستقر. وأشار إلى أن موقف المملكة المساند لمصر ينطلق من شعورها العميق بأن استقرار مصر ركيزة لاستقرار العالمين العربي والإسلامي، متمنياً أن يخرج هذا المؤتمر بموقف قوي يشجع أشقاء وأصدقاء مصر على الاستجابة لهذه الدعوة والمشاركة بفعالية في أي جهد يعيد لمصر دورها العربي والإقليمي في المنطقة. وقال الأمير سعود الفيصل: لا أجدني بحاجة إلى الخوض في تفاصيل القضايا السياسية التي تعرفونها جيداً وأصبحت تشكل بنوداً ثابتة في جدول أعمالنا مثل القضية الفلسطينية وموضوع القدس وتحديات الإرهاب والتطرف ومخاطر الانتشار النووي وسلبيات التدخل الأجنبي وأوضاع الأقليات الإسلامية التي ما زالت تواجه ضغوطاً واضطهاداً من كل نوع وموجات عنف تقترب من مستويات التطهير العرقي والفرز المذهبي في بلدان وأقطار مختلفة ويكفي هنا أن استعرض معكم بعض مستجدات هذه القضايا من باب التذكير بما يتعين علينا الالتفاف إليه في سياق تناولنا لهذه المسائل. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال الأمير سعود الفيصل: إن الأمر ما زال يصطدم فيها بذات العقبات والتحديات المتمثلة باستمرار التعنت الإسرائيلي وإمعان حكومة إسرائيل في سياسة الاستيطان وإجراءات التهويد إضافة إلى الأخذ بمبدأ يهودية الدولة الإسرائيلية، لافتاً إلى أن تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وتشكيل حكومة الوفاق الفلسطينية يعتبر خطوة مهمة وضرورية نحو بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس وتستحق هذه الحكومة التي تمثل الشعب الفلسطيني من كافة أطراف المجتمع الدولي مؤازرتها والتعامل معها لتحقيق التسوية النهائية وحل الدولتين. الأمير عبد العزيز بن عبد الله خلال المؤتمر. وبين أن موضوع القدس المرتبط بتاريخ نشوء منظمة التعاون الإسلامي أصبح يشكل هو الآخر رمزاً ثابتاً ليس فقط لحدود الصلف والعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين بل وتحدياً سافراً للأمة الإسلامية برمتها مع استمرار عبث إسرائيل بهوية وإرث هذه المدينة المقدسة ومحاولات تغيير وضعها الجغرافي والديمغرافي وتعريض المصلين في الحرم الشريف لأشكال الاستفزاز والتضييق. وقال: تنعقد دورتنا الراهنة بعد أن اجتازت الأزمة السورية منعطفًا نحو الأسوأ في أعقاب فشل مؤتمر جنيف الثاني في التوصل إلى حل يستند إلى بنود إعلان جنيف الأول وهذا الفشل أدى إلى تعاظم أعمال العنف والإبادة التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه الأعزل وانحسار فرص الحل السياسي لهذه الأزمة نتيجة لاختلال موازين القوى على الأرض لصالح النظام الجائر بسبب ما يتلقاه من دعم مادي وبشري متصل من أطراف خارجية بلغت حدود الاحتلال الأجنبي وساعد على ذلك كله فشل مجلس الأمن في التحرك لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية التي لم يشهد له التاريخ مثيلاً. وأضاف: إن هذا الوضع مرشح للتدهور أكثر فأكثر مع كل انعكاساته الإقليمية الخطيرة ما لم يحزم المجتمع الدولي أمره باتخاذ موقف حازم يضع حداً لهذه المجزرة الإنسانية البشعة ويوفر للشعب السوري ما يمكنه من الدفاع عن نفسه والعمل على حماية المدن والمؤسسات السورية من الدمار ويتعين عليها في هذا السياق الالتفات إلى معالجة الوضع الإنساني البالغ الخطورة والناجم عن تزايد أعداد النازحين واللاجئين السوريين داخل وخارج سوريا وهذا ما يستدعي تدخلاً دولياً سريعاً بمعزل عن الاعتبارات السياسية وحسابات التنافس الدولي. وتابع: يبدو أن إفرازات الوضع السوري قد أوجدت مناخاً ساعد على تعميق حالة الاضطراب الداخلي السائد أصلاً في العراق نتيجة الأسلوب الطائفي والإقصائي الأمر الذي نجم عنه تفكيك اللحمة بين مكونات شعب العراق وتمهيد الطريق لكل من يضمر السوء لهذا لكي يمضي قدماً في مخططات تهديد أمنه واستقراره وتفتيت وحدته الوطنية وإزالة انتمائه العربي وترتب على ذلك كله هذا الوضع البالغ الخطورة الذي يجتازه العراق حالياً والذي يحمل في ثناياه نذر حرب أهلية لا يمكن التكهن بمداها وانعكاساتها على المنطقة. واستعرض الأمير سعود الفيصل ما يعانيه العالم الإسلامي من جراحه التي ما زالت تنزف يوماً بعد يوم والكوارث والأزمات التي تتنقل ضد المسلمين من بلد إلى آخر على غرار ما يحدث في ميانمار وأفريقيا الوسطى وغيرها من البلدان ولم يقتصر الأمر على ذلك ان الإساءات والاعتداءات أصبحت تطال ديننا الإسلامي الحنيف وشخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويصدر هذا الأمر من جهات وأفراد ووسائل إعلام إما من باب الجهل بحقيقة الإسلام أو من منطلق التحامل والكره لهذا الدين ومعتنقيه. وقال: إن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين الرحمة والعدالة والوسطية والله عز وجل جعل الأمة الإسلامية أمة وسطاً فقال تعالى "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً" وجاء الإسلام ليقيم حضارة إنسانية تقوم على قيم الحوار والوسطية والتسامح والعدل ونبذ الظلم والإقصاء والغلو والعنف والتطرف مما جعلها حضارة إنسانية تخدم البشرية جمعاء. وأضاف أن هذه المبادئ شكلت ركائز دعوة خادم الحرمين الشريفين التي أطلقها من منبر الأمم المتحدة لاستصدار قرار يمنع الإساءة للرموز والمقدسات الدينية من مختلف الجهات ومحاسبة المتورطين في هذا الأمر المشين، وحرصاً من خادم الحرمين الشريفين على إزالة مسببات التصادم بين الحضارات والثقافات فقد جاءت دعوته حفظه الله للأخذ بمبدأ الحوار والتعايش بين أتباع الديانات والعقائد في مختلف الأمم والشعوب وعلى أساس ما يجمعها والابتعاد عما يفرقها وعمق التناقضات فيما بينها، وجاء التأكيد على نبذ العنف والتطرف والإرهاب في قمة مكة الإسلامية الاستثنائية لعام 1433 هـ إضافة إلى جملة التحديات السابقة التي ما زلنا بصدد التصدي لها والتعامل معها، يتبقى أمامنا تحدٍ هام لابد من مواجهته والتعامل معه وهو تحدي التنمية الاقتصادية والثقافية لبلداننا والعمل على إنهاض أمتنا الإسلامية لترقى إلى مصاف الأمم المتقدمة وتتبوأ المركز الذي أراده الله لها بأن تكون بحق "خير أمة أخرجت للناس". زاد قائلاً: إذا كنا قد وضعنا لأنفسنا برنامجاً عشرياً يرتبط بعملية التحول التي نتطلع إليها فمطلوب منا إجراء مراجعة لما أنجزنا من هذا البرنامج على امتداد الفترة الماضية وما تبقى علينا إنجازه وقد يتطلب الأمر منا إعادة تقيم برامج الخطة على أساس تجربتنا في تطبيق برامجها وقد تكون هناك حاجة لإعادة صياغة الأولويات من منطلق ما نواجهه من معطيات ونصادفه من مستجدات، وأن اختيار شعار "استشراف مجالات التعاون الإسلامي" لهذا المؤتمر يضعنا جميعاً أمام مسئولية بحث تفاصيل هذا "الاستشراف" وأدواته في مختلف جوانب العمل الإسلامي المشترك. وأعرب الأمير سعود الفيصل عن بالغ تقدير حكومة المملكة العربية السعودية للدول الشقيقة الأعضاء لاختيار مدينة جدة لتستضيف المقر الدائم" للهيئة الدائمة والمستقلة لحقوق الإنسان"، مؤكدًا أن المملكة ستقوم بواجب الضيافة لهذه الهيئة وتقدم لها كل ما من شأنه أن يمكنها من القيام بعملها وأداء دورها على النحو الذي يحقق تطلعات الدول الأعضاء. وتوجه في ختام كلمته بالشكر للجميع، متطلعاً إلى أن يخرج هذا المؤتمر بروح تعكس إصراره وحرصه على بلوغ ما يصبو إليه قيادة الدول وتتطلع إليه شعوبها من غايات وأهداف تتفق مع مكانة الأمة الإسلامية ورسالتها الخالدة. ثم ألقى الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين كلمة قال فيها: "هذا اللقاء هو فرصة لأن نضعكم في صورة آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية ونغتنم ذلك ونقدم لكم الشكر على وقفتكم المشرفة إلى جانب دولة فلسطين والتصويت لرفع مكانتها حتى أصبحت عضواً مراقباً في الأمم المتحدة". ودعا منظمة التعاون الإسلامي إلى وقفة جادة لحماية القدس التي تتعرض للتهويد والعدوان الإسرائيلي، مؤكداً أن المنظمة مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بوقفة صارمة وجادة إزاء ممارسات إسرائيل في القدس الشريف. وتحدث عن الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي التي تقوم بها إسرائيل في مدينة القدس وما تتعرض له من هجمات استيطانية والانتهاكات بحق المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة والاقتحامات اليومية التي يتعرض لها المسجد الأقصى من قبل غلاة المستوطنين، تحت حماية وسمع وبصر جيش الاحتلال الإسرائيلي والشرطة، بهدف الوصول إلى التقسيم الزماني والمكاني للأقصى المبارك. وأضاف الرئيس الفلسطيني: "إن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مجتمعة وعلى انفراد، تستطيع عمل الكثير من أجل القدس في هذه المرحلة المظلمة والخطيرة في تاريخها جراء الاحتلال الإسرائيلي. وتابع: "إن الدعوة الدائمة لزيارة القدس الشريف تأتي بهدف التأكيد على حق العرب والمسلمين والمسيحيين في زيارتها والصلاة فيها، وإظهار الدعم لأهلها الصامدين"، مؤكداً أن زيارة السجين لا تعتبر تواصلاً مع السجان ولا تطبيعاً معه. إثر ذلك ألقى إياد بن أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي كلمة استعرض فيها الأزمات والصراعات ذات الصلة بالدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ومنها تداعيات الموقف السياسي والأمني في كل من ليبيا والعراق وسورية والقضية الفلسطينية وواقع القدس الشريف، لافتاً الانتباه إلى المشاغل الأساسية للمنظمة في التوجه والتعامل مع ظاهرة الإرهاب وملف التطرف الديني والمذهبي وحقوق الأقليات المسلمة خارج العالم الإسلامي وحقوق الأقليات غير المسلمة في العالم الإسلامي. وقال: "إن الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي تدفع بفكرة إنشاء شركات استثمارية وإنتاجية مشتركة بين الدول الأعضاء على نحو الشركات متعددة الجنسية نأمل أن يكون لها القدرة على التنافس في استثمار الموارد الطبيعية والبشرية بين الدول الأعضاء وتحمي ثروات بعض الدول من الاحتكار الأجنبي الصرف الذي هو في بعض الأحيان امتداد لنفوذ استعماري مباشر سابق". وأشار إلى أن الأمانة العامة تسعى لتحقيق إطار أكثر وضوحاً فيما يخص معايير الأغذية الحلال واعتماد وإصدار الشهادات استناداً إلى معايير وقواعد منظمة التعاون الإسلامي للأغذية الحلال حتى لا يصبح هذا المجال الهام والمربح دون بيئة تنظيمية تحكمه وتقننه. وقال: يتطلب منا النشاط الاقتصادي أن نقدم على تبني الأدوات والوسائل والقنوات التي تم الاتفاق عليها والبدء فيها، لتشجيع التبادل التجاري البيني، وتعميق الشراكة مع القطاع الخاص للمساهمة في جهود التخفيف من حدة الفقر واستخدام الموارد وبناء القدرات. وفيما يتعلق بالصعيد الإنساني، قال: إننا سنعمل على تعزيز أنشطتنا الإنسانية في العالم الإسلامي وحشد الطاقات لزيادة الدعم الإغاثي في البلدان والمناطق المحتاجة انطلاقاً من روح التضامن الإسلامي لصالح المسلمين في كل الدول الأعضاء وغير الأعضاء في المنظمة، وحتى يتسنى لنا الاضطلاع بدورنا كاملاً في هذا المجال، فإننا نتطلع إلى دور الصناديق العاملة داخل منظومة المنظمة التي تعمل جميعها في المجال الإنساني والتنموي. وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي: "إن كثيراً من التحديات ذات الطابع السياسي التي تواجه الدول الأعضاء تحمل في طياتها متطلبات المعرفة والثقافة والقدرة على الابتكار ومعرفة الآخر تتم عبر التبادل الثقافي معه لذا فإن تشجيع الإبداع وفتح الأبواب أمام التبادل الثقافي ودعم كل إنتاج ثقافي يؤصل للهوية ويحميها هو ما تسعى له الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي". مسؤول عراقي: تصريحات المالكي غير مسؤولة ولا تمثل وجهة نظرنا رنا حكيم من جدة أبلغ "الاقتصادية" عضو مطلع في الوفد الوزاري العراقي أن الاتهامات التي أطلقها رئيس الوزراء المالكي ضد السعودية وقطر ودعمهما للإرهاب في العراق، تصريحات غير مسؤولة ولا تمثل وجهة النظر العراقية الرسمية، مؤكدا أن السعودية تعمل دائما على استقرار المنطقة. وأشار العضو الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أنه لا أحد يعلم من يقف خلف داعش ومن يقدم لها الدعم المالي، على حد قوله، مشددا على أن من يقتل الأطفال ويشرد الأهالي والنساء بالتأكيد لا يعتبر شخصا مسلما، متوقعاً أن من يقف خلف ذلك هو عدو خارجي هدفه زعزعة المنطقة واستغلال ثرواتها. ويناقش اجتماع وزراء الخارجية العرب المقام في جدة عددا من المحاور المهمة، ويأتي في مقدمتها تداعيات الوضع الأمني في العراق. وقال لـ"الاقتصادية" السفير جاسم المباركي، مدير إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الكويتية إن دول الخليج ليس لديها أي مانع للتحاور مع كائن من كان، شريطة احترامه سيادة الدول الخليجية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية واستقلاليتها، "وباستثناء ذلك لا يوجد أي مانع للتحاور مع إيران, وهذا ما أكدته تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وزيارة وزير الخارجية الكويتي لإيران". وبين أن دور الاجتماع الذي تشهده جدة لوزراء الخارجية للعرب لا يتعدى مجرد جلسة نصح أخوي للعراقيين، لينبه فيه الوزراء إلى خطورة استمرار التوتر العراقي الذي سينتقل للدول الأخرى ويكدر أمنها. وشدد السفير على ضرورة الالتفات لمسببات الأحداث العراقية الحالية، والعمل على ائتلاف العراق واستقرارها، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي تسعى لاستقرار العراق، لتكون دولة لها سيادتها، وتحترم حدودها. وعن الدعم المتوقع لضمان أمن العراق، استبعد السفير أي تحرك عسكري لقوات درع الخليج العربي في الفترة المقبلة، على غرار ما تم في البحرين، وشدد الوزير في حديثه أن التدخل العسكري من قبل الدول العربية، أو الخليجية، أو حتى الأجنبية أمر مستبعد، إذ إن دول العالم تتحفظ على التدخل العسكري لأن الصراع الحاصل صراع داخلي. وتطرق السفير إلى التقارير الإعلامية التي تتحدث عن أمريكا وعدد من الأساطيل العسكرية، مشيراً إلى أن ذلك لن يكون الحل لتهدئة المنطقة، موضحا أن الحل الصحيح هو الحوار، وجلوس الأطياف العراقية على طاولة الحوار لحل مشاكلهم، إذ إن العراقيين بلغوا مرحلة من النضج والكفاءة التي تؤهلهم للحوار، إذا ما توافرت صدق النوايا وعدم إلغاء الآخر. وأشار السفير إلى أنه لا يعلم حتى الآن من يقف خلف داعش، موضحاً أنه لا يجب أن يكون هناك نفوذ أو قوة لقتل الأبرياء وهدم البيوت، مشيراً إلى أن العراق الآن لا يواجه داعش فحسب بل يواجه أيضا بقايا البعثيين، وغيرهم من الطوائف الداخلية. .. وزيباري: هناك تهميش للسنة و«داعش» جاءنا من سورية رنا حكيم من جدة قال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي، إن معظم عناصر تنظيم داعش الموجود في العراق جاء من سورية، مشيراً إلى أن "داعش" هي واجهة وهناك جهات أخرى تقف خلفها، وأضاف: "حذرنا من الثوار في سورية خلال السنوات الثلاث الماضية، وقلنا إن الأزمة في سورية ستؤثر في المنطقة إذا لم يتم احتواؤها ومعالجتها، وما يحدث في العراق هو تبعات لذلك". وتابع وزير الخارجية العراقي خلال مؤتمر صحافي عقده أمس: "الأوضاع خطيرة حقيقة في العراق، ولا نريد أن نستهين بها برسم صورة وردية عما يحصل، وأكدت للوزراء في الاجتماع الإسلامي والعربي أن القوات العراقية ومؤسسات الدولة لم تتمكن من استيعاب الصدمة التي حصلت قبل أسبوع، من سقوط محافظات ومدن إلى انهيار قوات عسكرية في محافظات الموصل وتكريت، ولكن استطاعت الحكومة والقوات الأمنية خلال الأيام الماضية صد هذه الهجمات، واحتواء هذا الزخم الذي بدأته داعش وهي إحدى واجهات القاعدة، وبعض بقايا البعث الاستبدادي، وبعض المنظمات المسلحة الجهادية والتكفيرية، واستطاعوا خلال أيام تحقيق مكاسب على الأرض والتقدم في اتجاه بغداد، طبعا بغداد عصية عليهم؛ بسبب الاستحكامات والحشد الذي حصل أخيرا". وقال: "إن ما يحدث في العراق ليس ثورة، فإذا قامت القاعدة أو "داعش" بثورة، فنحن نباركها، في ظل وجود معاناة وشعور بالغبن والتهميش وغياب التمثيل للسنة، ونحن نؤيد ذلك ووقفنا مع هذه المطالب وسنقف، ولكن ليس من خلال هذه الأعمال، هذه وصمة للإنسانية كلها، القتل والذبح باسم الدفاع عن السنة أو مصالحهم، أعتقد أن السنة أبرياء من هذه الفظائع وتجنيد الأطفال وتزويج القاصرات، وأسميت هذا الأمر في الاجتماع الوزاري التشاوري خارجا عن العقل والمنطق أو غياب الوعي". وأكد الوزير خلال جلسات أعمال مؤتمر وزراء الخارجية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أمس، أن العراق طلب رسميا مساعدة من أمريكا وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة للمساعدة على توجيه ضربات جوية لبعض الأهداف الحيوية لهذه المجموعات لكسر هذه الحالة النفسية الموجودة حاليا، ولمساعدة القوات العراقية على دفع خطر هذه المجموعات، والتمترس والتمركز وللبدء بعملية هزيمتهم. وبالنسبة للتدخل الإيراني، قال زيباري: "الإيرانيون أعلنوا منذ بداية الأزمة أنهم مستعدون لتقديم كل أشكال الدعم والتعاون الأمني والعسكري لمساعدة الحكومة العراقية على صد هذه الهجمات، وحقيقة لا أستطيع أن أسميه تدخلا؛ لأنه لم تحصل حتى الآن مسائل أو أمور ولكن كل شيء وارد حتى أكون صريحا، كل شيء ممكن ووارد في هذا المجال".

مشاركة :