في الوقت الذي يتحدث فيه المصطافون المتسوقون في بسطات الفاكهة بالهدا عن مبالغات في أسعار الرمان والتوت والعنب والمشمش يشكو أصحاب هذه البسطات من ارتفاع الإيجارات والتي قفزت من 20 ألفا في السنة إلى 50 ألف ريال... وذلك في إشارة لا تخفى إلى أن ارتفاع أسعار الفاكهة مرده إلى الإيجارات...ورغم ذلك يؤكد المتسوّقون أن السوق مكان مناسب لشراء فواكه موسمية، ربما لا توجد في مكة وجدة. «المدينة» التقت عددًا من الباعة والمتسوقين خلال جولتها على تلك البسطات. يقول المواطن فهد العتيبي: هذه البسطات الممتدة مغرية بما تحويه من خضار وفواكه، مختلف ألوانها ويُعدُّ الشراء منها عادة لا بد أن يقوم بها من يتجه لمكة وجدة، حتى لو كان ما فيها موجودا في حلقات الخضار في مكة، ولكن تعتبر هذه البسطات واجهة تراثية، ولكن للأسف الأسعار هنا غالية جدًّا، ولكن الشراء منها عادة اعتدنا عليها نحن أهل مكة، إذ لها جاذبية رغم ارتفاع أسعارها، إلاّ أنها تعتبر واجهة جميلة لعرض منتجاتنا من الخضار والفواكه، وأيضًا مجال لعمل شبابنا فيها، فأغلب الباعة هنا سعوديون، وهذا شيء جميل ومشرف. المواطن شرف الزائدي يقول: الأسعار مبالغ فيها جدًّا وخاصة من يريد أن يأخذ هدايا خاصة من الرمان والعنب، والمشمش والتوت نجد أسعارًا مبالغًا فيها هنا، فالأسعار لو قارناها بحلقات الخضار في مكة، أو جدة، أو الطائف لوجدنا الغلاء هنا بشكل كبير، ولكن رزق هؤلاء الشباب، وأيضًا هذا التنوّع من الخضار والفواكه مغرٍ بالشراء ونحن نشجع أبناء الوطن على العمل في مثل هذه المواقع. ويقول رياض الشريف صاحب بسطة: أنا أعمل هنا منذ (17) سنة ومستأجر بـ50 ألف ريال، وذلك بعقد مع البلدية، حيث إن البسطة الواحدة التي لم يتجاوز مساحتها عشرين مترا بهذا المبلغ ولا يوجد أي خدمات تقدم غير الكهرباء وعلى حسابنا الخاص ولكن الحمد لله الخير كثير والعمل يحتاج صبرا وكفاحا فالربح لا يأتي في يوم وليلة ونحن نشتغل على طول العام ولكن أكثر المواسم شغل من الآن إلى بعد الحج أما باقي العام خاصة وقت دوام الطلاب يكون هناك ركود وعن الأسعار متفاوتة تختلف من صنف إلى آخر ففيه من لبنان ومن تبوك ومن الجوف ومن الطائف. وأكد رياض أن أغلب المتسوقين يرغبون في شراء منتجات الطائف.. ويضف: لذا تجد أسعارنا متفاوتة حسب المواسم، وزبائن يكثرون ويتوافدون علينا، وهذا سبب تفاوت الأسعار، إذ أن السوق تحكمه عملية العرض والطلب لهذا يرى المتسوقون أن أسعارنا غالية، ونحن لا نرحم ولا يعلمون أن االسبب الرئيس في ارتفاع أسعار الفواكه والخضراوات نتيجة ارتفاع إيجارات البسطة الواحدة. وفي بسطة أخرى التقينا أحد الباعة فايز الهذلي يقول أنا أعمل في هذا الموقع من عام 1408هـ وكنت بمفردي والآن ولله الحمد والشكر عندي ما يقارب 12 شخصا بعضهم من طلاب المدارس، حيث يتم المناوبة بينهم وأنا مشرف عليهم. وعن الفاكهة قال: نذهب للحلقة الرئيسية بالطائف ونحضر الحراج أو من بعض المزارع من صاحب المرزعة نفسه وفاكهتنا متنوعة من تبوك والجوف والطائف ،وعن المعوقات قال: إيجار البسطات مرتفع جدا ولا يوجد أي خدمات هنا ونأمل من البلدية توفير دورات مياه ومصلى لنا وللزوار ومراقبة الأجانب وعدم تمكينهم من العمل حتى لو كانوا نظاميين. أما الشاب صقر الحساني فيقول: أشتغل في المواسم مع والدي في البسطة، حيث ابدأ في العمل من بعد الظهر إلى منتصف الليل والعمل هنا عرفنا على كثير من الناس خاصة من دول الخليج، وعن الأسعار قال: تعتمد على نوعية الفاكهة ومصدرها ففاكهة الطائف أغلى ثم تبوك والجوف واليمن فيوجد لدينا توت طائفي ومشمش وتين وبرشومي وخوخ ومن تبوك الخوخ والمشمش، وكذلك الجوف غير أن المصطافين يفضلون فاكهة الطائف. ويقول مستور عطية الله الحساني صاحب بسطة: هذا العام الأسعار أفضل من العام الفائت، فهي أسعار مرتفعة، والبضائع كثيرة، فلو جئنا للمقارنة لوجدنا أن الرمان العام الكرتون بـ250 ريالًا، هذا العام بـ300 ريال، والكرتون الوسط العام الفائت بـ120، هذا العام بـ200 ريال، ونحن نبيع حسب ظروف السوق دون مغالاة، أيضًا البرشومي من 30 ريالًا، قفز هذا العام إلى 50 ريالًا، والبخاري من 35 ريالا إلى 50 ريالا والخوخ من 25 إلى 45 ريالا ونحن نكسب ما يتراوح بين 20 ريالًا إلى 10 ريالات، وأضاف: أنا مستأحر بسطتين والإيجارات غالية، وبالتالي لابد أن تكون الأسعار محققة لما نبحث عنه من مكسب بسيط يرد ولو جزءًا من عملنا المرهق يوميًّا، وعن مصدر الفواكه التي يبيعونها قال: نأتي بها من حراج الحلقة ومن بعض المزارع بالهدا.