يستغل البعض شهر رمضان المبارك لإنقاص وزنه وذلك من خلال اتباع نظام غذائي ورياضي ليكون أول أيام العيد بداية جديدة لحياته خاصةً السيدات، ولكن أحياناً تنهار المقاومة للأكل في ولائم العيد التي تزخر بالحلويات والدسم، ولكن كيف يمكننا التغلب على المغريات وكثرة الولائم والاحتفالات المليئة بشتى أنواع الأطعمة، وكيف يمكننا السيطرة والمحافظة على ما خسرناه من وزن في ظل المجاملات والدعوات لولائم العيد المتكررة؟ مجاملات العيد يقول د.عبدالعزيز العثمان -أستاذ واستشاري التغذية العلاجية-: إن الحل موجود وفعّال وتطبيقه ممكن وسهل في أغلب الظروف، ويحتاج رغبة صحية أقوى من الاستسلام للشهية، ولكن هل الناس مستعدة لتنفيذه وتفادي زيادة الوزن مرة أخرى بسبب المجاملات الاجتماعية؟، مقدماً عدة نصائح للمحافظة على الوزن بالحذر من الخروج من المنزل والجوع واضح على الجسم لتلبية أي دعوة في الأعياد أو في غيرها، فالجوع يجعلك تأكل أكثر مما تحتاج بدون شعور، ومن الأفضل أن تتناول شوربة صحية أو خضاراً مطبوخة قبل خروجك أو قبل تناول وجباتك الرئيسية في البيت بساعة على الأقل، وتناول صحن من السلطة الخضراء أو سلطة فواكه، مقترحاً أن تتوفر دائماً في الثلاجة في حافظات بلاستيكية صغيرة بحيث لا تضطر إلى انتظار تجهيزها، فالوقت دائماً مهم في مثل تلك الأحوال، أو تناول تفاحة وأنت خارج من بيتك أو حتى في سيارتك مع شرب (500) مل ماء، وإذا لم تتوفر السلطات أو الفواكه فيمكنك تناول ثلاثة أقراص من بسكويت نخالة مع (500) مل ماء، مبيناً أنه من الحلول المهمة تذكر الذوق الرفيع في تلبية الدعوات من خلال التأني في الأكل وعدم الاكثار منه، مشيراً إلى أنه عادةً المضيف الكريم يردد المثل المعروف "الأكل على قدر المحبة"، وأقول نعم بشرط ألاّ يتحول الكرم إلى ضرر وهذه أجمل محبة، كذلك عند وصولك إلى مكان المضيف أو الوليمة فاحرص على شرب علبة من الماء، لكي تقلل الشهية ويخفف الأنزيمات الهاضمة، ولا تضع كل الأكل في طبق مرة واحدة، وإبدأ بالسلطات أو الشوربات أو الخضار إن توفرت، وبعد الانتهاء اختر ما يناسبك من الطبق الرئيسي، فإن رغبت في فواكه أو حلويات فاجعل لها مكاناً صغيراً في معدتك قبل ملئها، مع أخذ كمية صغيرة من نوع واحد من الحلويات. تذوق الأصناف وشدّد د.العثمان على ضرورة الحذر من تذوق كافة أو أغلب الأصناف، فسمنة أغلب السيدات في الولائم والمناسبات الاجتماعية تأتي بسبب الرغبة في تذوق الأصناف ومقارنتها بطبخات أخرى، فليس وقته اليوم أن تتذوقي الأصناف على حساب صحتك، مضيفاً: إذا أردت الصحة والعافية من الأمراض فاحرص دائماً أن تقوم من السفرة قبل الشبع، حيث إنها نصيحة مهمة جداً وفعالة في ضبط الوزن، كذلك في المساء تمرن كثيراً، فتمارين اللياقة البدنية تحرق بعض السعرات الزائدة وفي نفس الوقت تجعلك تتذكر ما أسرفت فيه من تناول السعرات عندما تحتاج مجهوداً أكبر في التمارين، إن عملت ذلك فسترى نتيجة ممتازة في كبح شهيتك في الأيام التالية. دهون وسكريات وتحدثت نسرين زقزوق -خبيرة التغذية- قائلةً: إن العيد مناسبة دينية في المقام الأول، أمرنا ديننا الحنيف بالاحتفال به، كما أنه مناسبة اجتماعية لتبادل الزيارات وتلبية الدعوات للولائم الغنية بشتى أنواع الأطعمة، وهنا يكمن السؤال: كيف يمكننا التصدي لمثل هذه المغريات وتجاوزها؟، كيف لنا أن نقاوم كل ما يقدم أمامنا من حلويات ومختلف أنواع الأطعمة التي أغلبها غني بالسعرات الحرارية والتي مصدرها السكريات والدهون، مضيفةً: نصيحتي بأنه لا بأس بأن نعطي أنفسنا فسحة من الوقت لأول ثلاثة أيام من العيد بعد شهر من الالتزام في رمضان والاستمتاع بتناول مختلف أنواع الأطعمة، لكن دون إسراف قال تعالى: "وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا"، فعلينا بالتدرج في تناول الأطعمة المختلفة من حيث الكمية والنوعية والأوقات حتى لا نربك جهازنا الهضمي ونعرض أنفسنا لمشاكل في الهضم وتلبك في المعدة وانتفاخ في القولون، نظراً لاختلاف نوعية الطعام وأوقات تناول الوجبات عن ما سبق في رمضان، مبينةً أنه يكثر في العيد تناول الحلويات والأطباق غير المتوازنة غذائياً والمعتمدة أغلب مكوناتها على الدهون والسكريات والنشويات، كما نلاحظ غياباً للفاكهة التي أخذت محلها الحلويات وغياب لأطباق والخضروات والسلطة مع الأسف، وهنا علينا أن نبدأ في قراءة ماهو أمامنا من طعام من حيث تنوعه وقيمته الغذائية وأن يكون لدينا الوعي الكافي بأن ننتقي الأنسب صحياً والأخف في السعرات الحرارية، حتى لا نهدر أو نضيع مجهود شهر رمضان الذي فقدنا فيه عدداً من الكيلوجرامات، وألا ننساق وراء كل ما يقدم لنا من طعام من دون وعي غذائي وصحي. التدرج في الأكل وقدمت نسرين بعض النصائح والإرشادات التي تساعد في المحافظة على الوزن دون الحرج من تلبية دعوات الأهل والأصدقاء وهي التدرج في تناول نوعيات مختلفة من الطعام، ومراعاة أن الجسم اعتاد خلال شهر رمضان على الصيام لساعات طويلة خلال النهار، وكذلك تجنب الإسراف في الطعام والقيام من على المائدة بمعدة غير ممتلئة الأكل بوعي، مراقبة أنواع الطعام واختيار الأخف هضماً والأقل سعرات حرارية، إضافةً إلى المحافظة على انتظام مواعيد تناول الطعام، والحرص على شرب الكثير من الماء، والذي سيشعرك بالامتلاء ويساعد في رفع كفاءة معدل الحرق في جسمك، مع تجنب المشروبات الغازية والعصيرات، يمكن توفير هذه السعرات الموجودة في كوب العصير لتناول أحد أصناف الطعام الأخرى، مُشددةً على أهمية تجنب الكسل والخمول وممارسة أي نشاط بدني لإيجاد بعض من التوازن بين ما نستهلكه من طعام ونستهلكه من طاقة، مع تجنب وتناول العشاء متأخراً، وفي حال تلبية دعوة على العشاء لا تذهب وأنت جائع، بل أحرص على تناول وجباتك خلال اليوم بانتظام حتى لا تصاب بالجوع وتفقد السيطرة على ما تأكله، واسمح لنفسك بصنف من الأصناف المغرية وليس أكثر من ذلك. وقالت نسرين: اجعل (30%) من وجباتك لرغباتك و(70%) وجبة صحية ومتوازنة غذائياً، مضيفةً: بعد الثلاثة أيام العيد ابدأ في تطبيق نظام صحي للمحافظة على ما فقدته من وزن أو لمتابعة ما بدأته في شهر رمضان، وأخيراً تذكر: صحتك أمانة بين يديك سيسألك عنها الله فحافظ عليها، وزيادة الوزن من أكثر المشاكل الصحية التي تسبب العديد من الأمراض فحافظ على وزنك الصحي لتحافظ على صحتك، تذكر بأن المعدة هي بيت الداء وأن الحمية رأس الدواء، فما تضعه في معدتك سينعكس على صحتك. نحتاج إلى توازن غذائي بعد الصيام
مشاركة :