لن تقتصر فرحة لاعبي المنتخب الألماني لكرة القدم على حصدهم للقب بطولة كأس القارات وحصولهم على تقدير المدير الفني يواخيم لوف وحسب، بل ستتعداها إلى الجوائز المالية الكبيرة وأبواب النجومية التي فتحت أمام لاعبيها الشباب.وضمن كل لاعب في المنتخب الألماني الحصول على 50 ألف يورو (57 ألف دولار) كجائزة مالية، إلا أن ذلك قد يبدو ثانويا بالنسبة للنجوم الشباب الذي ذاع صيتهم بعد التتويج بكأس القارات. وقال المدافع الألماني أنطونيو روديغر خلال احتفالات الفوز 1 - صفر على تشيلي في نهائي كأس القارات: «الأمر لا يتعلق بالمال بالنسبة لي، إنه أول ألقابي».وأشار رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم رينارد غريندل، إلى رصد نحو مليون يورو كجوائز للاعبين، وقال: «مبلغ الجوائز معقول بعض الشيء... الأمر سيكون مختلفا في كأس العالم».وكان الاتحاد الألماني قد قدم لكل لاعب من الـ23 الفائزين بلقب مونديال 2014 جائزة مالية تقدر بـ300 ألف يورو.ويمنح الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» منتخب ألمانيا أربعة ملايين ومائة ألف دولار جائزة الفوز بكأس القارات، فيما تحصل تشيلي، صاحبة المركز الثاني، على ثلاثة ملايين و600 ألف دولار.وقبل ثلاث سنوات، حصل الاتحاد الألماني لكرة القدم على 35 مليون دولار بمناسبة حصده للقب مونديال البرازيل 2014.ورغم غياب أبرز عناصره ونجومه الكبار، توج المنتخب الألماني بكأس القارات بسجل خال من الهزائم طوال مباريات البطولة. وأعرب لوف عن شعوره بالفخر بلاعبيه الجدد الذي حلوا مكان نجومه المخضرمين بعد أن آثر المدرب الألماني منحهم قسطا وافرا من الراحة استعدادا لرحلة الفريق للدفاع عن لقبه في المونديال في العام المقبل.وقال لوف: «بالتأكيد، إنني فخور للغاية بهذا الفريق الذي لم يجتمع ليلعب سويا سوى ثلاثة أسابيع ونصف الأسبوع».وأوضح لوف: «بغض النظر عما كان يحدث في التدريبات أو خلال المباريات، فقد كنا نشعر جميعا بروح الفوز، هذا هو السبب الذي يجعلني أرى أن فريقي يستحق التتويج باللقب». وتحدث لوف عن النهائي قائلا: «بالنسبة لنا وللاعبين الشبان، فقد قدمنا مباراة رائعة حقا وأظهرنا حجم رغبتنا في تحقيق الانتصار».واستطرد قائلا: «قبل المباراة فيدال (لاعب وسط تشيلي) قال إن فوزهم بهذا اللقب يعني أنهم أفضل فريق في العالم، حسنا، هذه الكأس تعني أنه في اللحظة الحالية أن ألمانيا لا تزال الفريق الأفضل في العالم».وعاد المنتخب الألماني أمس إلى بلاده دون أي مراسم احتفالية حيث يبدأ اللاعبون على الفور الاستمتاع بفترة إجازتهم قبل الانضمام لأندينهم استعدادا للموسم الجديد.وحمل جوليان دراكسلر قائد المنتخب، كأس البطولة عقب هبوط الطائرة ثم التقط لاعبو الفريق وأعضاء الجهاز الفني صورة جماعية.وسيحصل اللاعبون على إجازة لمدة 3 أسابيع، قبل انطلاق منافسات الموسم الجديد من الدوري الألماني منتصف أغسطس (آب) المقبل.وتستأنف التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا في سبتمبر (أيلول)، حيث يلتقي المنتخب الألماني نظيريه التشيكي والنرويجي، ويمكنه حسم بطاقة التأهل من خلالهما ليخوض مشوار الدفاع عن اللقب.وحصدت ألمانيا اللقب رغم بسط منتخب تشيلي سيطرته على مجريات لقاء وحتى وقع الخطأ الكارثي من قبل مدافعه مارسيلو دياز والذي كلفه استقبال الهدف الوحيد في اللقاء بأقدام اللاعب الألماني لارس ستيندل.وبلغت نسبة استحواذ منتخب تشيلي 61 في المائة ونفذ لاعبوه 20 تسديدة على مرمى المنتخب الألماني، وكان بمقدوره حسم النتيجة لصالحه بقليل من الدقة في الفرص التي سنحت له.ورغم الهزيمة، لم يفقد الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، المدير الفني لتشيلي، نظرته الإيجابية للأمور وقال: «نحن أيضا راضون لأننا نستطيع أن ننافس أفضل فريق في العالم».ولم تكن ألمانيا فقط هي التي خرجت فائزة من كأس القارات بل أيضا روسيا، مستضيفة الحدث بنجاحها بامتياز في تجربة التنظيم قبل مونديال 2018.وظهرت الملاعب الأربعة التي جرت عليها مباريات كأس القارات وهي سبارتك في موسكو وكريستوفسكي في سان بطرسبرغ وكازان أرينا في كازان وفيشت بمدينة سوتشي، بشكل مميز ومن دون معوقات كبيرة، إلا فيما يتعلق بحالة أرضية ملعب سان بطرسبرغ التي طالتها بعض الانتقادات البسيطة. ولا يزال ملعب لوجنيكي بالعاصمة الروسية موسكو، الذي يستضيف حفل افتتاح كأس العالم 2018 يخضع لعمليات التجديد، ولكن كل الأمور تشير إلى أنه لن يكون هناك أي مشاكل مع انطلاق هذا الحدث الرياضي الضخم.وأبدى الفيفا شعورا بالارتياح كبير من الاستعدادات الروسية للمونديال مقارنة بما حدث قبل أربعة أعوام في البرازيل، التي شهدت أثناء بطولة كأس القارات موجات متلاحقة وساخنة من الاحتجاجات الشعبية.أما على الصعيد الفني فقد اعتمد الفيفا لأول مرة تقنية الفيديو لحسم الخلافات التحكيمية، ورغم الارتباك والكثير من اللغط الذي أحدثته خلال بعض المباريات، إلا أنها أثبتت جدواها في تحقيق العدل. وأظهر السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم حماسا كبيرا لهذه التقنية التي ينتظر تطبيقها في بطولة كأس العالم، وقال: «طبقا لوجهة نظري لا يوجد ما يدعو لعدم استخدامها».
مشاركة :