برلين - سمير عواد: كشفت تقارير ألمانية عن مؤامرة إسرائيلية، يقوم بها اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ويقودها جاريد كوشنر، زوج ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقالت التقارير إن خلافاً يدور في واشنطن بين وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، وبين كوشنر، المعروف بأنه يهودي متطرف، قام خلال السنوات الماضية بجمع تبرعات للمستوطنين اليهود، ساهم فيها ترامب شخصياً. وجاء في تقرير نُشر في ألمانيا أورده الصحفي مارتن كيليان من واشنطن، أن تيلرسون يعاني كثيراً من عواقب السياسة الخارجية التي يمارسها ترامب وتتناقض مع نهج وزارة الخارجية الأمريكية، لكونها تتصف بالشراسة وضعف معرفة الأوضاع في الخليج والشرق الأوسط بالذات. ويُعتقد أن نشوء خلاف بين تيلرسون وكوشنر، يعود إلى تدخل الأخير في قضايا السياسة الخارجية، ويوصف كوشنر بأنه «الرجل الذي يهمس بأذن ترامب». والدليل على ذلك تراجع اهتمام الرئيس الأمريكي بوزارة الخارجية الأمريكية، فبعد أن خفض ميزانيتها السنوية، غض الطرف عن تعيين سفراء جدد في بلدان هامة منها ألمانيا وقطر. كما يتدخل كوشنر في مهام وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس. ويعتقد المراقبون أن هذه الصلاحيات التي منحها ترامب إلى زوج ابنته، تُعتبر تدخلاً في صلاحيات وزير الخارجية الأمريكي الأمر الذي يجعل النزاع بينهما حتمياً. فعندما قدمت دول المقاطعة مطالبها الجائرة أيد تيلرسون جهود دولة الكويت للتوسط بين الأشقاء العرب وأراد السعي لحفظ الموازين مع دول المنطقة، لكن ترامب قطع عليه الطريق واتهم في تغريدة عبر تويتر قطر بدعم الإرهاب مما جعل تيلرسون يلتزم الصمت. وأكد التقرير أن كوشنر ضالع في الأزمة ضد قطر. فالسياسة الخارجية القطرية الناجحة في العالم وقناة «الجزيرة» شوكة في حلق إسرائيل أيضاً. ونقل التقرير عن ماري بيري، الخبيرة الأمريكية في السياسة الخارجية، أن وزير الخارجية الأمريكي مقتنع بأن كوشنر على علاقة وثيقة مع يوسف العتيبة سفير دولة الإمارات العربية المثير للجدل في واشنطن، وأن كوشنر هو الذي حرض الرئيس الأمريكي على قطر. وصرح النائب الألماني أوميد نوري بور، ناطق قضايا السياسة الخارجية في حزب الخضر الألماني المعارض وهو من أصل إيراني: «إن ما نراه حالياً هو نتاج زيارة ترامب أخيراً إلى السعودية وأضاف قائلاً إن الخطوة السعودية بتهديد قطر لم تكن ممكنة لولا حصولها مُسبقاً على دعم من ترامب». وهذا هو رأي الكثير من المحللين والمراقبين الذين يعتبرون إيران هي الهدف الحقيقي للسياسة الهشة التي تمارسها الرياض بتحريض من واشنطن، كما أنها تريد إجبار قطر على السير في فلك سياساتها، فمنذ سنوات والسياسة الخارجية القطرية التي استحوذت على إعجاب وتأييد عالمي، شوكة في حلق دول الحصار ومن ضمن الأسباب التي يعتقد موتزنيش أن الحملة ضد قطر قد اندلعت بعد زيارة ترامب إلى الرياض، وأعرب النائب الاشتراكي الألماني عن اعتقاده بأن تسحب قطر جنودها الذين يشاركون في الحرب الدائرة في اليمن. وتساءل موتزنيش سبب عدم طلب السعوديين إغلاق القاعدة العسكرية الأمريكية الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، رغم مطالبتهم بإغلاق القاعدة العسكرية التركية. أما يورجن هاردت، ناطق قضايا السياسة الخارجية في الاتحاد المسيحي في البرلمان الألماني، فقد أكد أن تبادل الاتهامات بين الأشقاء في منطقة الخليج يقوي القوي التي ليس لها مصلحة في استمرار استقرار والتعايش السلمي بين دول الخليج العربية.ونقلت الصحيفة دبلوماسيين أوروبيين قولهم إن السعودية تمارس منذ فترة سياسة «شرسة» بدأتها في حرب اليمن. وكون أول زيارة إلى الخارج قام بها ترامب حيث اجتمع في الرياض مع ممثلي 50 دولة إسلامية لم تكن إيران من ضمنها، وأبرم صفقة سلاح ضخمة مع الرياض. ويعتقد كريستيان أولريسن، خبير شؤون الخليج في معهد «بيكر» الأمريكي للبحوث السياسية، أن صفقة السلاح كانت ثمن الموقف الأمريكي المثير للجدل، والذي جعل السعوديين يعتقدون أن ترامب يدعم تشكيل جبهة عربية في مواجهة إيران. ويتفق المراقبون بحسب الصحيفة على أن قطر عبارة عن «كبش فداء»، لأنها استطاعت منذ عام 1995 أن تنهج سياسة خارجية مستقلة وأقامت صلات مع جميع الأطراف بما في ذلك إيران، لكنها لا تُعتبر حليفاً لإيران.
مشاركة :