انتظر الملايين في الوطن وسائر البلاد العربية وحتى في جميع دول العالم الظهور الأول لممثل العرب وسفيرهم في كأس العالم البرازيل 2014. فعندما تواجه منتخب الجزائر مع نظيره البلجيكي كانت الآمال معقودة على محاربي الصحراء بتقديم وجه مشرق للخُضر يعيد تلك الصورة المشرقة التي ظهروا فيها خلال أول مشاركة في البطولة بنسخة أسبانيا 1982. كانت المواجهة الافتتاحية غاية في الصعوبة على الورق كونها ستكون أمام بلجيكا أحد الفرق الواعدة التي تملك لاعبين متميزين ومسيرة مظفرة في التصفيات المؤهلة. ولكن التحدي الجزائري جاء كبيراً على قدر القيمة التي تمثلها هذه المباراة. وأتت المقاومة في البداية ومن ثم نجح المحاربون في هز الشباك وتلا ذلك محاولات متتالية للدفاع عن النتيجة الإيجابية. لكن النصف الأخير من اللقاء سارت رياحه بما لا تشتهي السفينة العربية؛ هدفين متتاليين هزا شباك الجزائر لتنقلب النتيجة رأساً على عقب وخسر الجزائريون اللقاء بالنتيجة، ولكن خلف الأحزان تكمن الدروس المستفادة. وقياساً بفترة التحضيرات القصيرة والصعوبات التي عانى منها المنتخب الجزائري من جهة ونظراً لقوة منافسه البلجيكي، يمكن القول أن حتى رغم الخسارة يجب الفخر بما قدمه الخضر في المباراة الأولى، فلم يكونوا لقمة سائغة ولا حتى انكفأوا للدفاع وتركوا المباراة لتسير في اتجاه واحد. بل على العكس، كان الأداء متزناً ومعتمداً على إغلاق المنافذ ومن ثم الخروج بمرتدات سريعة لتهديد المنافس، والأهم من ذلك كانت الخيارات مفتوحة في المقدمة، إذ لم يكن الإعتماد على لاعب أو اثنين بحد ذاتهم وإنما كان ذلك أقرب للجماعية. وهو ما يتأكد من خلال الهجمة الضاربة التي قام بها المحاربون والتي انتهت بانتزاع ركلة جزاء؛ كرة عرضية نحو الجهة اليسرى إلى فوزي غلام الذي يعكس الكرة، وتواجد سوداني في المقدمة أربك الدفاع، فيما كانت انطلاقة فيغولي مثمرة بعد أن تعرض للجذب من يان فيرتونجين، ليحصل المنتخب الجزائري على ركلة جزاء مستحقة يترجمها فيغولي بنفسه للهدف الأول. وعن ذلك قال فيغولي بعد المباراة: "عندما تسجل الهدف الأول فهذا يعني أنك أنجزت الجزء الصعب، ولكن للأسف خسرنا اللقاء بعد ذلك لتفاصيل صغيرة، فريقنا يملك عناصر شابة وهي بحاجة للخبرة، وما حدث في (المباراة) سنتعظ منه في المباريات المقبلة بالتأكيد." يجب أن يكون فيغولي تحديداً فخوراً جداً بما حققه في المباراة، فقد أنهى حالة جفاء جزائري مع الشباك بدأت منذ نسخة المكسيك 1986 عندما هز جمال زيدان شباك أيرلندا الشمالية، أي أن الخضر لم يهزوا الشباك في المباريات الثلاث التي خاضوها في النسخة الماضية بجنوب أفريقيا 2010. ويضيف سفيان "لا يوجد شيء نخجل منه بعد هذا اللقاء، لقد لعبنا مباراة كبيرة، كانت أمام منافس مرشح للذهاب بعيداً في البطولة. يجب أن لا نلوم أنفسنا وعلينا أن نكون فخورين بالأداء." كانت نتيجة مخيبة لنا في النهاية. تقدمنا بهدف ولعبنا بشكل لم يتوقعه أحد، وكان من الممكن الخروج بالتعادل على أقل تقدير كان يمكن للجزائر أن تفتتح مشوارها الصعب في هذه المجموعة أمام منافس قوي بالحصول على نقطة واحدة، بدلاً من الخروج بيدين فارغة من أي حصيلة كانت يمكن أن تعزز الحظوظ في الجولتين المقبلتين. وقد تحدث قائد الفريق وصخرة الدفاع مجيد بوقرة عن هذا الأمر واصفاً إياه "كانت نتيجة مخيبة لنا في النهاية. تقدمنا بهدف ولعبنا بشكل لم يتوقعه أحد، وكان من الممكن الخروج بالتعادل على أقل تقدير. كنا نعلم قدرات منافسنا خصوصاً في الهجمات المرتدة، ولعبنا بعمق دفاعي أغلب فترات اللقاء، لكن العامل المناخي أدى مفعوله السلبي علينا، وشعرنا في الدقائق الأخيرة أننا لم نعد منتعشين فوق الملعب." ويؤكد مجيد "خيبتنا تأتي من واقع ما جرى. قدّمنا شوطا أول رائعا بكل المقاييس، وفي الثاني فقدنا التركيز خصوصاً في الدقائق الأخيرة والمهمة، ومصدر قوتهم كان دائماً الهجمات المرتدة ولسوء حظنا كنا خارج إطار اللعب في تلك اللحظات المهمة. لكن نحن نعلم أن هذا واقع كرة القدم الصعب وعلينا تقبله." التطلع للقادم بعد نهاية مباراة واحدة يتبقى إثنتين، فأمام الجزائر لقاءين صعبين أمام منافسين (كوريا الجنوبية وروسيا) فرضا التعادل فيما بينهما في المواجهة الثانية من المجموعة. وبالتأكيد فإن على الجزائريين التركيز عليهما إذا ما أرادوا تحقيق ما طال إنتظاره، ألا وهو التأهل للدور الثاني. ويؤكد بوقرة في هذا الإطار "لدينا لقاءين آخرين. لو حققنا الفوز سنتأهل وهو ما نتطلع له، علينا فقط الإستفادة من السلبيات التي حصلت تلافياً لتكرارها." من الناحية الهجومية قدّم العربي سوداني أداءاً جيداً في المقدمة، حيث تواجه اللاعب البالغ طوله (1.77 سم) أمام عملاقين في الدفاع البلجيكي كومباني (1.90 سم) وفان بويتن (1.96 سم) وأقلق راحتهما بسرعته وعدم ثباته في مركزه، الأمر الذي زعزع إستقرار الدفاع خصوصا في الشوط الأول الذي حصلت فيه واقعة ركلة الجزاء إثر الفراغ الذي استغله فيغولي. وعقب اللقاء علّق سوداني على ما جرى قائلاً " أديّنا شوطاً أول جيد من كل المقاييس، لكن في الثاني خانتنا الخبرة في مثل هذه المواقف الكبيرة، لقد سجلوا علينا في الدقائق الأخيرة، في كأس العالم لا يوجد مباريات سهلة. تبقى أمامنا مباراتين ويجب التركيز فيهما، وسنصعّد من التحضيرات خلال الأيام المقبلة ونأمل أن نحقق الفوز فيهما." normal 0 false false false en-us x-none ar-sa /* style definitions */ table.msonormaltable {mso-style-name:"tableau normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; }
مشاركة :