يجب أن نكون أنفسنا...! - ثقافة

  • 1/26/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ربما تكون الحالة قد وصلت بالبعض إلى درجات مبالغ فيها من التوجس والخوف، بعد النجاح غير المتوقع الذي حققه ترامب في الانتخابات الأميركية الأخيرة، ووصوله إلى رئاسة أكبر دولة في العالم- الولايات المتحدة الأميركية. وأرى أن أسباب هذا التوجس... تعود إلى فقدان الثقة في النفس، أو لعدم القدرة على التصرف بمعزل عن الانتماء أو الاحتماء بقوى يُعتقد أنها هي التي توزع الخير والشر على البشر أجمعين، فقد تنوعت اهتمامات مجتمعات العالم بحدث تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية- خصوصا في مجتمعاتنا العربية- بين متخوف من هذا الرئيس الذي جاء عن طريق الانتخابات إلا أنه يحمل في أفكاره بعض العنصرية والعداء للآخرين، إلى جانب ما شهدته تصريحاته اثناء حملته الانتخابية، والتي تنم عن شخص يتصرف بغوغائية أو بتعال على الآخرين- غير الأميركيين- أو أنه يناصب بعض المجتمعات العداء، ويحابي مجتمعات أخرى، خصوصا في علاقته مع العرب، والتي بدت متوترة وقلقة، في ما بدت علاقته- مثلا - مع روسيا أو إسرائيل- منسجمة تماما. بينما يحرص البعض على ألا يعطي الأمر أهمية لأن السياسة الأميركية فيها الكثير من الثوابت التي يصعب على أي رئيس يحكمها أن يتخطاها، بينما هناك أمور أخرى قابلة للتحرك حسب المصالح الأميركية المشتركة، فالإدارة الأميركية لا تقبل بأي حال من الأحوال المساس بثوابتها التي تؤمن بها، وترى أنها دعائم تقوم عليها دولتهم سواء كانت هذه الثوابت خارجية أم داخلية. وبين هذا وذلك ستجد المجتمعات تنظر بشيء من الترقب إلى الرئيس الأميركي الجديد المثير للجدل، والذي رغم بعض فضائحه التي طفحت على السطح إلا أنه سائر في إدارة أميركا. وما يهمني في هذه المسألة المجتمعات العربية، التي نراها تتحاور وتتفق وتختلف في حقيقة ترامب، مع أنه لا يحكم سوى بلده، ولكن بسبب فرقتنا وغياب الوعي القومي العربي لدينا، اندفعنا إلى أميركا، لنصب في محتواها محتوانا، بغض النظر عن خصوصياتنا وأحلامنا العربية، ومن ثم أصبح ترامب هو المحور الذي ندور حوله، اتفاقا واختلافا، وما كنت أتمناه أن يكون اهتمامنا بترامب وأي رئيس أميركي، أو حتى أوروبي أو روسي... هو اهتمام من باب العلم بالشيء وليس من باب المصير، رغم معرفتي بأن أميركا جعلت من نفسها وصيا على العالم، ولكني أتحدث عن العربي بصفته عربي، وليس مسؤولا أو صاحب منصب سياسي. ففي حقيقية الأمر لستُ من أولئك الذين يميلون- بوعي أو من دون وعي- إلى وضع مصائر أوطانهم تحت رحمة أي أيديولوجية أجنبية، ولكني أميل كل الميل لأن أكون على وعي تام بالحياة السياسية المحيطة بي، مع ثقتي التامة في انتمائي ووطني ومحيط حياتي، ولا أرغب أبدا في أن أستلهم أحلامي من الآخر، بل إنني أحرص على أن تكون أحلامي مستلهمة من وطنيتي وحبي لعروبتي. وخلاصة القول... أن ترامب لا يعنيني في شيء... وأرى أن يكون التعامل معه من خلال ما يبديه من خير أو شر تجاه مجتمعاتنا، من دون أن نعوّل عليه في أي شيء، مثلما هم في أميركا لا يهتمون بانتخاباتنا ولا يعنيهم إلا مصالحهم. * كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت alsowaifan@yahoo.com

مشاركة :