تصاعد جرائم الكراهية يربك مسلمي بريطانيا

  • 7/4/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لندن – ارتفعت "جرائم الكراهية" ضد المسلمين في المملكة المتحدة مؤخرا وخاصة عقب هجومي "مانشستر" و"لندن" الإرهابيين، الأمر الذي بات يثير مخاوف الكثير من المسلمين البريطانيين. ورغم مسارعة المسلمين في بريطانيا لإدانة كل اعتداء تشهده البلاد، وتأكيدهم براءتهم من الهجمات الإرهابية وأنها تستهدف المجتمع البريطاني برمته وهم من ضمنه، إلا هذه المحاولات لا يبدو أنها استطاعت أن تشفع لهم عند بعض البريطانيين، وتضاعفت معدلات الجرائم التي تحركها "الكراهية" ضدهم. وفي 21 حزيران يونيو ذكرت صحيفة "الغارديان" أن الشرطة في مدينة مانشستر ولندن سجلت تزايدا في جرائم الكراهية الموجهة ضد المسلمين، في الفترة التي أعقبت التفجير في قاعة مانشستر و"لندن بريدج". وذكر التقرير أن الهجمات المعادية للمسلمين زادت بنسبة خمسة أضعاف في مانشستر، حيث سجل 139 حادثا، بحسب منظمة "تيل ماما"، التي تقوم برصد الهجمات المعادية للمسلمين، مشيرا إلى أنه رقم كبير مقارنة مع الهجمات التي رصدت، وعددها 35 حادثا، قبل التفجير بأسابيع. وشهدت لندن في الثالث من يونيو/حزيران هجوما مزدوجا أسفر عن سقوط سبعة قتلى، ونحو خمسين مصاباً، فيما تمكنت الشرطة من قتل منفذي الهجوم الثلاثة. وفي 22 مايو/أيار استهدف تفجير إرهابي قاعة حفلات في مدينة مانشستر أودى بحياة 22 شخصًا، بينهم أطفال، وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي. وتصاعدت بشكل ملحوظ الهجمات التي تستهدف المسلمين في بريطانيا عقب هذه الهجمات حتى أنها أثارت حفيظة صادق خان، رئيس بلدية لندن، الذي أعلن في الثامن من حزيران عن ازدياد الجرائم التي تستهدف مسلمين في العاصمة البريطانية بخمسة أضعاف منذ اعتداء جسر لندن بريدج، محذرا من أن الشرطة لن تتسامح تجاه هذا النوع من الجرائم. ومن بين الاعتداءات التي طالت المسلمين في بريطانيا الحادث الذي جرى في الـ18 من يونيو/حزيران والذي استخدم فيه مهاجم شاحنته لدهس مصلين خارج مسجد "فينسبري بارك" شمالي لندن ما أسفر عن مقتل مواطن بريطاني من أصل بنغالي، هو مكرم علي (51 عاما). وأوضحت الشرطة أن منفذ الهجوم، هو "دارين أوزبورن" (47 عاما)، وكانت له وجهات نظر عدائية متزايدة تجاه المسلمين في الأيام، التي تلت الهجمات على جسر لندن. ونقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن محمد كوزبار، رئيس مسجد "فينسبري بارك"، قوله: "نحن نسمي ذلك هجوماً إرهابياً كما أطلقنا التسمية ذاتها على هجومي لندن ومانشستر". وأضاف أن "هدف هؤلاء المتطرفون، هو تقسيم مجتمعاتنا، ونشر الكراهية والخوف والانقسام بين مجتمعاتنا". وأعرب كوزبار عن شعوره بالقلق من احتمال وقوع هجوم آخر، وذلك على خلفية وصول رسالة تهديد تقول إن "الهجوم على المصلين أمام مسجد فينسبري بارك باستخدام الشاحنة كان البداية فقط". وتضمنت الرسالة تهديدًا صريحًا للمسلمين، قائلة إن "المرح سيستمر في أغسطس/آب المقبل". وأضافت "سيكون هناك أنهار من الدماء تتدفق في الشوارع، سنتأكد من حدوث ذلك. ولن ينجو منكم أحدًا يا حشرات، أنا أعني من سينجو من (القتل بواسطة) الخنقً بالغاز، أو قطع الرأس، أو التفجير". الاعتداء بالحمض ومن بين الأساليب الأخرى التي اعتمدت في الاعتداءات الأخيرة على المسلمين ببريطانيا توجه البعض لاستخدام مواد حارقة للهجوم. إذ تمت إصابة رجل مسلم بتشوهات جراء إلقاء مواطن بريطاني "حمض الكبريت" عليه في العاصمة البريطانية لندن، في 21 يونيو/حزيران. وفي حديث لـ"القناة الرابعة" البريطانية (تشانال 4)، قال "جميل مختار" (37 عاماً)، إن المواطن البريطاني "جون توملين"، اقترب منه وهو في سيارته مع قريب له يدعى "ريشام خان" (21 عاماً)، وألقى عليهما "حمض الكبريت"، وتسبب بإصابتهما بتشوهات دائمة. في سياق متصل، رصدت مجلة "ورد برس" (مدونة متخصصة) تزايد الاعتداءات اللفظية والجسدية والمضايقات، التي تستهدف غالبية المسلمين في بريطانيا، مشيرة إلى ان أكثر من يتعرض لتلك الاعتداءات وللترهيب في هذا السياق هم من النساء. ووصفت إحدى المدونات البريطانيات المسلمات، السبت الماضي، كيف تعرضت والدتها وصديقتها للهجوم شرقي لندن. وكتبت "مادج" على المدونة "تعرضت والدتي وصديقتها لهجوم عنيف من قبل عدة رجال بريطانيين بضاحية بلاستو في نيوهام في شرق لندن أثناء عودتهما إلى منزلهما بعد المدرسة". وأضافت أن "أحد الرجال سأل والدتها لماذا ترتدين هذا النقاب (غطاء الوجه)، قبل أن يلكمها ويسحبها على الأرض". كما أظهر مقطع مصور تداولته، السبت، وسائل الإعلام المحلية هجومًا آخر في حديقة عامة بلندن، حيث أصيبت امرأة مسلمة بجروح على يد أحد المهاجمين. وفي هجوم سابق نشرت لقطات منه عبر الإنترنت، تعرّضت مجموعة من النساء والأطفال السودانيين لاعتداء من قبل عصابة من الرجال والنساء في حديقة "أكسفورد"، شمالي لندن. تخريب الملكيات وطالت هذه الجرائم أيضا بعض الممتلكات، إذ تم استهداف مطعم للوجبات الجاهزة التركية في بلفاست عاصمة ايرلندا الشمالية الأسبوع الماضي وكتب المهاجمون عبارة "الحثالة الإسلامية" بالطلاء على جدران المبنى. ووصفت الشرطة في إيرلندا الشمالية الحادث بأنه "جريمة كراهية ذات دوافع عنصرية". وأعرب مالك المطعم، حسن خضر، أردني الجنسية، عن صدمته لدى اكتشاف الأضرار التي لحقت بمطعمه. وحسب معطيات مشروع "تيل ماما" (منظمة غير حكومية) لرصد الاعتداءات ضد المسلمين في بريطانيا، فإن نسبة جرائم الكراهية ضد المسلمين، التي وقعت خلال الأسبوع التالي لهجوم "مانشستر"، ارتفعت بنسبة 471 بالمئة مقارنة مع الأسبوع الذي سبقه. ومنذ مايو/أيار 2013، استهدف أكثر من 100 مسجد ومكان عبادة للمسلمين في بريطانيا، بينما يجري الهجوم على مسجد كل أسبوعين، وفق المنظمة الرصدية ذاتها. ويبلغ عدد المسلمين في بريطانيا نحو 2.8 مليون أي ما يعادل 4.4 بالمئة من إجمالي السكان. وتفيد الصحيفة "الغارديان" بأن شرطة لندن تقول إن مستوى الجريمة المسجلة بهجمات إسلاموفوبية زادت في السنوات الأربع الماضية، لافتة إلى أن الشرطة سجلت 343 حادثا في 12 شهرا، حتى آذار/ مارس 2013، و 1109 حوادث في 12 شهرا، حتى آذار/ مارس 2016، و1260 حادثا في 12 شهرا، حتى آذار/ مارس العام الحالي.

مشاركة :