رأى مسؤول خليجي بارز في الخطوات الكويتية لحل الأزمة الخليجية مدخلاً للوصول إلى حل توافقي يرضي جميع الأطراف، قائلاً لـ «الراي» إن ما تتطلع إليه الكويت هو رأب الصدع بين الأشقاء، في إطار دور الوساطة الذي تلعبه، وهذه سياسة رسمها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وهي تدعم أيضاً توجه وقف تمويل الإرهاب والكف عن دعم التنظيمات الإرهابية بشكل كامل، ورفض كل سياسات التحريض.وكانت محركات «الماكينة» الديبلوماسية الكويتية دارت، أمس، على مسارات عدة، بدءاً من استقبال سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وزير خارجية سلطنة عُمان يوسف بن علوي، مروراً بقيام مبعوث سموه المستشار بالديوان الأميري خالد يوسف الفليج بزيارة إلى الدوحة، وصولاً إلى قيام وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله بزيارة ليلاً إلى جدة. واستقبل سمو الأمير، في قصر بيان، صباح امس، وبحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، والشيخ صباح الخالد، الوزير بن علوي، في حين زار مبعوث سمو الأمير الدوحة، وسلم رسالة جوابية من سموه إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني.وتوازياً، زار الشيخ محمد العبدالله مدينة جدة، حيث التقى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وفقاً لقناة «العربية»، في حين يستقبل اليوم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريال الذي يزور البلاد.ونفى المسؤول الخليجي لـ «الراي» ما تردد من معلومات عن احتمال مشاركة الخالد في الاجتماع الوزاري المقرر اليوم في القاهرة لوزراء خارجية الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، مؤكداً أن الكويت ليست طرفاً وإنما وسيط يعمل على تقريب وجهات النظر.وفي الدوحة التي وصلها مساء أمس بعد زيارته أبوظبي صباحاً في إطار جولته الخليجية، أجرى غابريال محادثات مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، واتفقا على أن لا حل للأزمة إلا بالحوار مع الحفاظ على سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، والتفاهم على مكافحة الإرهاب.وفي مؤتمر صحافي مشترك، أكد وزير خارجية قطر أن الرد على مطالب الدول الأربع (الذي سلمته الدوحة للكويت أول من أمس) جاء في الإطار العام لمبادئ احترام سيادة الدول ومبادئ القانون الدولي، مشيراً إلى أن لائحة المطالب «غير واقعية» و«غير قابلة للتطبيق».وثمن دور دولة الكويت وسائر الأطراف التي تساعد على حل الأزمة، التي أكد أن حلها لن يكون إلا من خلال الحوار مهما بلغت الإجراءات التصعيدية.من جهته، قال غابريال إن قطر أظهرت ضبط النفس في رد فعلها، وإنه «سيكون جيداً أن تقبل دول الخليج الأخرى الدعوة إلى الحوار»، معتبراً أن «مثل هذه الصراعات لا يمكن أن تُحل إلا على طاولة المفاوضات وليس من خلال المواجهة».وأعلن أن ألمانيا وأوروبا مستعدتان للمساعدة في طرح أنواع آليات الحل الدولي المطلوبة لرعاية حوار، نظراً لأن ألمانيا لها مصالح قوية في المنطقة وتريد ضمان حماية سلاسل إمداداتها.الوزير الألماني الذي أكد وقوف بلاده على مسافة واحدة من جميع دول مجلس التعاون الخليجي، كان قد زار صباحاً أبوظبي، حيث أجرى محادثات مع وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد، الذي اعتبر أن الحديث عن اجراءات جديدة محتملة ضد قطر «سابق لأوانه» لأن الدول الأربع لا تزال تنتظر رد الدوحة عن طريق الوساطة الكويتية.وأكد أنه «تقديراً لصاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد» فإن رد الدول الأربع سيكون «عقب الاتصالات المباشرة والتنسيق مع سموه والمبعوث الكويتي وليس من خلال وسائل الاعلام».واتهم مجدداً الدوحة بالضلوع في الارهاب، قائلاً «للأسف اكتشفنا أن قطر سمحت وآوت وحضت على الارهاب. نأمل بمساعدة شركائنا وبينهم ألمانيا، أن تعود القيادة القطرية إلى الحكمة والعقل».من جهته، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن المسألة باتت «مصيرية»، قائلاً «نحن أمام مفصل تاريخي لا علاقة له بالسيادة، جوهره نهج الجماعة والتزاماتها، فإما أن نحرص على المشترك ونمتنع عن تقويضه وهدمه، وإما الفراق». (عواصم - وكالات)
مشاركة :