أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن الإمارات ومعها الدول المقاطعة لقطر تنتظر رد الدوحة على قائمة المطالب التي قدمت لها عبر الكويت، مشيراً إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن اعتماد إجراءات إضافية ضد قطر في حال لم تستجب الدوحة للمطالب المقدمة لها، بينما شدد وزير الخارجية الألماني زيجمار غابرييل على أن بلاده تؤيد موقف الإمارات بضرورة وضع نهاية لإيواء أو تمويل الإرهاب. وجاء في تغريدة لوزير الدولة للشؤون الخارجية معالي الدكتور أنور قرقاش، «نحن أمام مفصل تاريخي.. فإما أن نحرص على المشترك ونمتنع عن تقويضه وهدمه، وإما الفراق». وشدد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني زيجمار غابرييل، على ضرورة وقف تمويل الإرهاب، وقال إنه على قطر وقف تمويل الإرهاب وإيواء الإرهابيين والمتطرفين. وتطرق سموه إلى موضوع الرد القطري على لائحة المطالب الـ13 للدول الأربع المقاطعة، قائلاً، «نحن حتى الآن في انتظار إيصال الأخوة من الكويت للرد القطري الذي تسلموه بالأمس وبعد أن نرى هذا الرد ونتدارسه فيما بيننا سيكون القرار.. وأعتقد أنه من المفيد والمجدي وتقديراً للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة أن لا يكون هذا الرد من خلال وسائل الإعلام بل عبر المبعوث الكويتي وعبر اتصالاتنا المباشرة مع سموه». وأضاف، «أعتقد من السابق لأوانه أن نتحدث عن ما هي الخطوات التالية والإجراءات التي من الممكن أن تتخذها الدول وهذا كله يعتمد على ما سنسمعه من الأخوة في الكويت والحوارات التي ستتم فيما بيننا ودراسة الردود.. فلا أريد أن أسبق الأحداث فيما يتعلق بالخطوات القادمة». وأردف سموه، «لكن أريد أن أؤكد أن أي خطوات ستقوم به هذه الدول في حال عدم استجابة دولة قطر ستكون في إطار القانون الدولي من إجراءات يحق لدول ذات سيادة أن تتخذها ضد أي طرف آخر». وأضاف سموه، «زميلي وزير الخارجية الألماني ذكر نقطة مهمة فيما يتعلق بتمويل الإرهاب الذي أريد أن أذكره بأنه من المهم جداً أن ننظر للتحديات كافة في هذا الأمر.. فالأمر لا يقتصر فقط على الإرهاب بل يتوجب مواجهة التطرف وخطاب الكراهية وتسهيل وإيواء المتطرفين والإرهابيين وتمويلهم أيضاً». وقال سموه، «لا يمكن لنا أن نكون في مجتمع دولي يريد أن يصل للقضاء على صوت التطرف وأعمال الإرهاب التي نراها اليوم دون اجتثاث هذا العمل بشكل واضح ومشترك». وأضاف سمو الشيخ عبدالله بن زايد، «نحن في هذه المنطقة نرى مع الأسف أن الشقيقة قطر سمحت وأوت وحرضت على هذا كله ولم نصل إلى هذه القرارات بسهولة لكن وصلنا إليها بعد سنوات من العمل ومحاولة إقناع الأشقاء في قطر لكن مع الأسف لما نجد الشريك الذي يريد أن يتعامل معنا بهذا الشأن لكن نأمل أنه بالخطوات التي اتخذناها بمساعدة شركائنا بما فيهم ألمانيا إيصال صوت العقل والحكمة للقيادة في قطر بأنه كفى دعماً للإرهاب وللمحرضين وكراهية خطاب المحبة والتسامح والتعايش فيما بيننا.. وكفى أن تكون قطر حاضنة لهؤلاء ومفسدة للفرحة والبسمة والاستقرار في المنطقة». من جهته، قال وزير الخارجية الألماني، نؤيد وجهة النظر الإماراتية بضرورة وضع نهاية لإيواء أو تمويل الإرهابيين، مشيراً إلى أن «الإمارات لديها رؤية شاملة في مكافحة كافة أشكال الإرهاب». وأضاف أن منطقة الخليج بأكملها أمامها فرصة لتعزيز حربها على تمويل الإرهاب. ووصف وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي الدكتور أنور قرقاش، الساعات القليلة المقبلة بأنها «مفصل تاريخي سيحدد فيه مدى رغبة قطر في العودة والالتزام إلى جانب أشقائها». وقال معاليه في تغريدة على «تويتر» قبل انتهاء المهلة، «نحن أمام مفصل تاريخي لا علاقة له بالسيادة، جوهره نهج الجماعة والتزاماتها، فإما أن نحرص على المشترك ونمتنع عن تقويضه وهدمه، وإما الفراق». واعتبرت قطر أن المطالب «غير واقعية» عشية اجتماع تجري خلاله الدول المقاطعة تقييماً لرد الدوحة على شروطها وتقرير الخطوات اللاحقة. وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني زيجمار غابرييل في الدوحة إن «اللائحة غير واقعية» وغير قابلة للتطبيق. وادعى أن الشروط التي تشملها «لا تتعلق بالإرهاب بل بقمع حرية التعبير». وعن رد الدوحة الرسمي، قال الوزير القطري إنه جاء «في الإطار العام لمبادئ حفظ السيادة.. وعدم التدخل في شؤون الدول وفي إطار القانون الدولي»، وزعم أن قطر «ملتزمة التزاماً كاملاً» بمكافحة الإرهاب. وقال غابرييل إن قطر قالت من «الدقيقة الأولى إنها مع الحوار وهذا لا يعني أن الموقف القطري صحيح». وستناقش الدول الأربع الرد خلال اجتماع في القاهرة اليوم (الأربعاء) بعد أن انتهت أمس مهلة الـ48 ساعة التي وضعتها لتلبية المطالب. سموه: الإمارات تولـــــــي أهمية خاصة لعلاقتها الاستراتيجية مع ألمانيا التقى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أمس، وزير الخارجية الألماني سيجمار غابرييل. وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون المشترك بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها، ومناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق. ورحب سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بزيارة غابرييل، وأكد أن دولة الإمارات تولي أهمية خاصة لعلاقتها الثنائية وشراكتها الاستراتيجية مع ألمانيا التي ترسخت على مدى أكثر من أربعة عقود، وأصبحت أكثر شمولية وحيوية في مختلف المجالات. وقال سموه إن العلاقات بين البلدين تقوم على أسس راسخة من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وتعتبر نموذجاً للعلاقات المتطورة بين الدول. وقال سمو الشيخ عبد الله بن زايد، في مؤتمر صحفي مشترك مع غابرييل، إن «العلاقة بين البلدين نمت بشكل مطرد في الكثير من المجالات، ونحن سعداء بأن نرى التجارة غير النفطية بين البلدين وصلت إلى 16 مليار دولار، ونرى الشركات الألمانية وصل عددها إلى 3600 شركة ألمانية في دولة الإمارات، تقوم بدور مهم لتطوير العلاقات وتنمية الإمارات». وأضاف سموه: «على المستوى الشخصي، أنا سعيد جداً بأن أرى الكثير من الألمان يعتبرون الإمارات وطناً ثانياً لهم، فهناك 14 ألف ألماني أتمنى أن نستطيع أن نوفر لهم كل سبل الراحة والعمل الكريم في هذا البلد». وأشار سموه إلى أن «هناك 87 ألف إماراتي يزورون ألمانيا بشكل سنوي، وهناك 112 رحلة جوية مباشرة بين البلدين، وأكثر من 650 ألف زائر وسائح ألماني يزورون الإمارات، وهذه أرقام ليست مبشرة فقط، بل تدل أيضاً على متانة العلاقة بين البلدين، ومدى ثقة ومحبة شعبيهما لهذه العلاقة». وقال سمو وزير الخارجية والتعاون الدولي إن «اللقاء كان فرصة لنا للتحدث عن العديد من الموضوعات، فقد تحدثنا عن التطورات في سوريا والعراق وليبيا، وأيضاً ستكون لي فرصة أن أتحدث بعد هذا اللقاء عن التطورات في اليمن وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وأضاف سموه: «لا شك أن اللقاء كان فرصة أيضاً للتحدث عن التطورات في الأزمة القطرية، وسنستمر في مشاورتنا بعد هذا اللقاء الصحفي في هذه المجالات». ورداً على سؤال عن التقدم الملحوظ لقوات التحالف وقوات دعم الشرعية في اليمن، قال سمو الشيخ عبد الله بن زايد إنه «فيما يتعلق باليمن لا شك أن هناك تقدماً في الأيام الماضية، وهذا التقدم انعكس بشكل إيجابي في محاور عدة، لكن في الوقت نفسه يهمنا أن نعزز ونسرع في إيصال المساعدات والغذائية والإنسانية إلى جميع الأطراف اليمنية، ومن المهم على القوات التي قامت بعملية الانقلاب على الشرعية ألّا تعوق إيصال هذه المساعدات إن كانت هذه المساعدات تأتي من قوات التحالف أو من المؤسسات والمنظمات الدولية». وأضاف سموه: «هذا أمر رئيس جداً، خاصة في ظل الصعوبات والظروف الإنسانية الموجودة في المناطق التي تقع تحت قوات الانقلاب». من جانبه، قال غابرييل موجهاً كلامه إلى سمو الشيخ عبد الله بن زايد: «التقينا كثيراً في الأشهر والأسابيع الماضية، وكان الحوار دائماً مثمراً، وحصلت على معلومات مفيدة عن تطور دولة الإمارات والمنطقة». وأضاف: «أعتقد أن دولة الإمارات أقرب وأهم شركاء ألمانيا، ولدينا علاقة ثابتة ووثيقة جداً في الكثير من المسائل بطبيعة الحال، فهناك أكثر من 800 شركة ألمانية في المنطقة، ليست شركات ألمانية كبيرة فقط، وإنما أيضاً شركات متوسطة وصغيرة ألمانية قوية جداً نعتمد عليها، فقد جاءت هنا ووجدت موقعاً اقتصادياً جيداً جداً بالنسبة إليهم في دولة الإمارات، ومن هنا تقيم اتصالات مع كل العالم». وقال: «لدينا أيضاً علاقات جيدة جداً في مجال الأمن والتعاون العسكري فيما يخص التبادل حول مكافحة الإرهاب والتطرف، ونحن شركاء قريبون ووثيقون في هذا المجالات». وأضاف معاليه: «من الجيد اليوم أننا تحدثنا عن الكثير من المسائل التي تهمنا، ولدينا تصورات مشتركة عن التوصل إلى حل في سوريا، ولدينا الرأي نفسه فيما يخص ليبيا، ويجب أن ننجح في الجمع بين الأطراف المختلفة، حتى نرى بناء مؤسسات دولة، وأيضاً من أجل تحسين الوضع الكارثي بالنسبة إلى اللاجئين، هناك فنحن نريد دولة واحدة في العراق، ولا نريد تقسيم العراق ولدينا أيضاً تصور مشترك فيما يخص دولة فلسطينية مستقلة». ونوه معاليه بأنه جرى الحديث عن الوضع في منطقة الخليج والأزمة القطرية، وقال:«نحن نتشارك رأي الإمارات، فكل نوع من تمويل الإرهاب والتطرف وإيواء المتطرفين يجب إنهاؤه، ونتفق أيضاً في الرأي أن ذلك يخص كل المنطقة».
مشاركة :