السيسي يطالب بتضييق دولي على الدول التي ترعى الإرهاب

  • 7/5/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مطالبته المجتمع الدولي بـ «التضييق على الدول والجهات التي ترعى الجماعات الإرهابية»، ودعا الى «تكاتف المجتمع الدولي للقضاء على الأسباب التي تشجع على الهجرة غير الشرعية». وجاءت تصريحات السيسي خلال مشاركته في مؤتمر عُقد أمس في العاصمة الهنغارية بودابست لرؤساء حكومات هنغاريا وبولندا وتشيخيا وسلوفاكيا فيما يعرف بتجمع «فيشغراد». وحذر بيان مشترك صدر في ختام الاجتماع، الذي تشارك فيه مصر للمرة الأولى، من أن الصراعات الدائرة في دول المنطقة، «لها تداعيات خطيرة على وضع الأمن الإقليمي والعالمي»، وشدد على أهمية التوصل إلى حلول مستدامة لهذه النزاعات. وأضاف البيان أن قادة دول «فيشغراد» ومصر أعربوا عن ارتياحهم للتعاون المتبادل على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وأعربوا عن أملهم في إطلاق حوارات سياسية واستراتيجية مشتركة لاستغلال الفرص الجديدة المتاحة، والتشاور حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. ونقل البيان ترحيب قادة الدول التجمع بـ «التقدم الذي أحرزته مصر في التحول السياسي، وأبدوا استعدادهم الكامل لتبادل الخبرات في مجال التحول السياسي والمجتمعي، وإقامة النظام الديموقراطي، وأشادوا بإجراءات الإصلاح الاقتصادي التي بدأت الحكومة المصرية في تنفيذها». وأشار البيان إلى أن تجمع «فيشغراد» أكد دعمه لجهود الحكومة المصرية في «حربها ضد الإرهاب باعتباره عدواً مشتركاً لكل الشعوب المحبة للسلام، ولا يجب ربطه بأي دين أو عقيدة»، كما نقل تأكد المجتمعين على أن تطورات الأحداث في المنطقة، والصراعات الدائرة في سورية والعراق واليمن وليبيا «لها تداعيات خطيرة على وضع الأمن الإقليمي والعالمي. وشدد القادة المشاركون على أهمية الجهود الديبلوماسية التي تهدف إلى إيجاد حلول مستدامة لهذه النزاعات، كما أكدوا مساندتهم لعملية السلام في الشرق الأوسط وحل الدولتين. وحض قادة دول «فيشغراد» مصر على «الاستمرار في دورها الساعي لتحقيق الاستقرار في المنطقة». وكان الرئيس المصري أوضح في مؤتمر صحافي مشترك أعقب القمة، أن الاجتماع «ناقش سبل تعزيز التعاون لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف، وأكدنا أهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لها. وتطرقنا إلى سبل تطوير التعاون الأمني المشترك بما يمكننا من التعامل مع مختلف التهديدات»، مشيراً إلى اتفاق حصل على «ضرورة التصدي للإرهاب بكل صوره وأشكاله، وأهمية العمل المشترك لمواجهة الفكر المتطرف، وتجفيف منابع الإرهاب والتضييق على من يرعاه من دول أو جهات تقدم الدعم المالي واللوجيستي والسياسي للجماعات الإرهابية»، مشدداً على «أهمية تعزيز الشراكة بين مصر ودول فيشغراد لتعزيز الاستقرار والأمن بمنطقة جنوب المتوسط، وتحقيق تطلعات شعوبنا إلى مزيد من النمو والازدهار». وأضاف: «تطرقنا كذلك إلى أزمة اللاجئين وأساليب التعامل معها بما يضع حداً لمعاناة الأبرياء الذين يتعرضون للتشريد بسبب الحروب والاضطهاد، وبحثنا سبل تعزيز التعاون لإنهاء هذه المأساة الإنسانية، واتفقنا على أهمية تكاتف المجتمع الدولي للقضاء على الأسباب التي تشجع على الهجرة غير الشرعية، مثل تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وأكدنا أهمية مواصلة العمل على إيجاد حلول سياسية للنزاعات التي تعد سبباً رئيسياً لتلك الظاهرة». ورأى السيسي في كلمته أن ما تم بحثه اليوم من قضايا مهمة، «يمثل بداية لمرحلة ممتدة من التعاون الفاعل مع دول فيشغراد، سواء في شكلٍ ثنائي أو من خلال صيغة فيشغراد زائد مصر، وذلك بهدف مواصلة الارتقاء بالعلاقات بين الجانبين وتكثيف التشاور بينهما على جميع المستويات». وكان السيسي استقبل في مقر إقامته في بودابست رئيس وزراء تشيخيا بوهسلاف سبوتكا، وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن اللقاء «تناول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وتشيخيا وتعزيز التعاون في المجال الصناعي، حيث عرض السيسي تطورات الأوضاع الاقتصادية في مصر، والفرص الاستثمارية المتاحة في ظل المشاريع القومية الجديدة الجاري تنفيذها، فضلاً عن الجهود المبذولة لتشجيع الاستثمارات، مشيراً إلى التطلع لدفع العلاقات الاقتصادية بين الجانبين. كما أكد الرئيس المصري على اهتمام بلاده بتطوير التعاون بين البلدين في مجال تدريب الفنيين وبناء القدرات والاستفادة من الخبرة التشيخية في العديد من المجالات. فضلاً عن الاهتمام بتعزيز التعاون في المجال الثقافي. وفي هذا الإطار أشاد رئيس الوزراء التشيخي بالتعاون القائم بين الحكومة المصرية والمعهد التشيخي للمصريات على مدى سنوات طويلة، مشيراً إلى تنظيم معرض كبير للآثار المصرية في براغ العام 2019 للاحتفال بمرور ستين عاماً على بدء نشاط المعهد في مصر. كما رحب رئيس الوزراء التشيخي بتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، بما فيها المجال العسكري، فضلاً عن العمل على زيادة نشاط الشركات التشيخية في السوق المصرية. وأضاف الناطق باسم الرئاسة المصرية إن اللقاء شهد مناقشة آخر التطورات على صعيد الأوضاع في المنطقة، حيث عرض السيسي الجهود التي تقوم بها مصر في مكافحة الإرهاب وتوفير الأمن والاستقرار لمواطنيها. وأكد أهمية تبني المجتمع الدولي موقفاً حازماً من كل الدول والجهات الداعمة للمنظمات الإرهابية، وضرورة العمل على وقف تمويل تلك التنظيمات ومدها بالمقاتلين والسلاح، محذراً من التهديدات التي تمثلها هذه الظاهرة على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم.

مشاركة :