لندن - قال باحثون بريطانيون إن أسرع نجوم مجرة "درب التبانة" الذي تتبعه شمسنا شردت عن مجرة ماجلان الكبرى أقرب مجرة للأرض وكشف الباحثون عن نحو 20 من هذه النجوم حتى الآن. الدراسة أجراها باحثون في علم الفلك بجامعة كامبريدج البريطانية ونشروا نتائجها االأربعاء، في دورية الجمعية الملكية لأبحاث الفلك في بريطانيا. وقال فريق البحث إن هناك آلاف من مثل هذه النجوم التي تحوم بسرعة هائلة عبر مجرة درب التبانة. وأضافوا أنه "من المعروف لدى علماء الفلك أن النجوم لها حركة خاصة بها ولكن هذه الحركة لا تلاحظ غالبا سوى عبر فترات متباعدة جدًا، وذلك بسبب المسافات الهائلة في الكون". ومع ذلك فهناك عدد صغير من النجوم لاحظ علماء الفلك حركتها بسرعة عالية بشكل مفاجئ، وبعض هذه النجوم تسير عبر مجرة درب التبانة بسرعة 1.8 مليون كيلومتر في الساعة. وأشار الفريق إلى أن هذه النجوم فائقة السرعة، لدرجة لا تستطيع الجاذبية في درب التبانة وقفها، لذلك فإن هذه النجوم ستغادر المجرة في المستقبل. وأوضح الباحثون أن "النجوم فائقة السرعة توجد بشكل رئيسي في برجي الأسد والسدس". يعتقد علماء الفلك بأن النجوم السريعة تكونت من سحابة ماجلان الكبرى، وهي مجرة قزمية تحوم حول مجرة درب اللبانة بسرعة نحو 1.4 مليون كيلومتر في الساعة، حيث كانت هذه النجوم تتبع على الأرجح أنظمة مزدوجة. وقام الباحثون بمحاكاة تطور النجوم في المجرة القزمية المجاورة باستخدام برامج حاسوب خاصة، وتابعوا خلال ذلك مدارات طيران جميع النجوم الشاردة. وأشار الفريق إلى أن نحو 10 آلاف نجم شارد موزعة في السماء، وأن نصف هذه النجوم كانت خلال المحاكاة سريعة بشكل يكفي للإفلات من قوة الجاذبية الخاصة بمجرة درب التبانة، ما يجعلها تصنف ضمن النجوم فائقة السرعة. لكنهم أضافوا أن "معظم النجوم الجامحة انفجرت خلال المحاكاة وقتًا ما أثناء طيرانها وخلفت خلال ذلك نجما نيوترونيا أو ثقبا أسود". لذلك فإن الباحثين يعتقدون أنه إضافة إلى هذه النجوم العشرة آلاف، فإن نحو نصف مليون نجم نيوتروني وثقوبًا سوداء من سحابة ماجلان الكبرى شاردة بسرعة فائقة خلال مجرة درب اللبانة. وفي فبراير/شباط الماضي، أعلن فريق دولي من علماء الفضاء عن اكتشاف جسر من النجوم يربط بين مجرَّتي ماجلان الصغرى والكبرى أقرب مَجرَّتين إلى درب التبانة الذي توجد به الأرض. وتدور مجرتي ماجلان الكبرى والصغرى، ببطء حول مجرتنا درب التبانة، وتبعدان نحو 200 ألف سنة ضوئية عن الأرض. ويصل قُطر ماجلان الصغرى، إلى نحو نصف قطر شقيقتها الكبرى، البالغ 14 ألف سنة ضوئية، كما أنها تملك كتلة تعادل ثلثي الكتلة الموجودة في الكبرى. وتعود تسمية المجرتين إلى الملاح والمكتشف البرتغالي فيرديناند ماجلان، الذي كان أول من رآهما من الأوروبيين أثناء رحلته حول العالم، حيث تبدوان على شكل سحب كونية وعناقيد نجمية وأجرام سماوية أخرى.
مشاركة :