الثمن هو وجودنا - مقالات

  • 7/6/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تترقب شعوب الخليج والدول العربية والعالم أجمع، مساعي الوساطة الكويتية، بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين، من جهة، وقطر من جهة أخرى. وتأمل شعوبنا بأن يتم التفهم والتجاوب البنّاء بين هذه الدول جميعاً، تجنباً للتمزق والفرقة والعداء الذي لن يخدم سوى أعداء الأمة وبالأخص أميركا وإسرائيل، وليتسنى مواجهة الأخطار الإقليمية والمصيرية المحدقة بنا جميعاً، فلا توجد دولة من دولنا العربية بمنأى عن التفتيت والخراب الاقتصادي والسياسي والعسكري.إننا نمر بأسوأ مراحل حياتنا السياسية والاقتصادية والثقافية، والكل مهدد في مشاريعه الحضارية والتنموية والسياسية، ونحتاج كدول ضعيفة واقعياً وعملياً إلى جبهة تصد مخططات التقسيم ونهب ثرواتنا.ولكي نجد لنا مكاناً في هذا العالم المتلاطم كأمواج المحيط، على دولنا احترام سيادة كل دولة خليجية وعربية، التي يتحتم عليها أن تعالج وسائل إعلامها، ما يحرف أنظار شعوبنا عن قضاياها المصيرية، خصوصاً قضية فلسطين المحتلة.لقد مرت عقود طويلة على سياسة استعمارية تقليدية يعرفها القاصي والداني، هي سياسة فرق تسد وإن كانت بأشكال ومخططات مختلفة، واستفادت من دروسها شعوب تحررت وانطلقت في طرق البناء والتنمية، ما عدانا نحن نظل نكرر أخطاءنا ونحن نرى بلداننا تتمزق وثرواتنا تنهب.والقادم ليس بأفضل من حاضرنا، إذ يتنبأ الاقتصاديون بتعمق الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، أو ظهور أزمة جديدة لن يتعافى منها الاقتصاد الرأسمالي، الذي لن يجد حلاً سوى في ما تبقى من ثروات بلادنا، وسنُترك بلا بدائل وبلا مداخيل وبلا مستقبل.نحن أضعف من أن نختلف فنزداد ضعفاً أمام عواصف عاتية، سياسياً واقتصادياً وبيئياً، فلنتعالى على صغائرنا ونتجاوز ما نعتقد أنه يمسنا، فلا شيء أهم من بقائنا كدول وشعوب، ولنعي أن السياسة ليست مغامرة، بل هي فن الممكن الذي يراعي مصلحة الشعوب ومستقبلها.osbohatw@gmail.com

مشاركة :