كعادة أغلب الأسر في ذلك الوقت، توجهت المواطنة اللبنانية نورا الزعيم، برفقة زوجها ونجلهما، صاحب العام ونصف، إلى أحد المنتجعات على البحر، للاستمتاع بفصل الصيف على الشاطئ بطرابلس، وفي حقيبتها، مستلزمات العائلة الصغيرة، منها «البوركيني» الخاص بها. بوصول ثلاثتهم، دفع الزوج 250 دولارًا نظير الليلة الواحدة، وبانتهاء الإجراءات، توجه بصحبة زوجته وابنهما إلى الشاطئ، الذي يتصدره لوحة تضم 5 شروط: «يُمنع إدخال الحيونات، ويُمنع إدخال المأكولات والمشروبات، وضرورة الاستحمام قبل السباحة، وارتداء لباس البحر، والسباحة حتى السادسة مساء». التزامًا بالتعليمات ارتدت «نورا» زيها البحري الخاص، البوركيني، وتوجهت مصطحبة نجلها الصغير إلى الشاطئ، وبعد دقائق من نزولها في المياه فوجئت بقدوم أحد العاملين إلى زوجها وأخبره: «ممنوع المدام تنزل عا الماي»، مرجعًا السبب إلى «لوائح المكان». «طنشت و تركت ابني ينبسط بالمي» هكذا كان رد فعل «نورا» حسب روايتها عبر حسابها الخاص بموقع «فيس بوك»، وتابعت: «من بعدا اجا 3 أشخاص وطلبوا من زوجي أنو المدام تطلع من البحر، ورجع أجا المسؤول وأصر على الطلب». صورة تعبيرية الأمر استفز الزوجة إلى أبعد حد، حتى قالت للمسؤول: «هيدا شط ملك للدولة وأنا ما أسأت لحدا و بحقلي مثل أي لبناني أنزل عالشط»، ليعرض عليها النزول في المكان المخصص للمحجبات وهو ما رفضته: «طبعا ما قبلنا لأنو كان فيني سبح ابني بالبانيو بالبيت بلا ما أدفع دكة». وطلبت «نورا» من أصدقائها على «فيس بوك» الدخول على الصفحة الخاصة بالمنتجع، وكتابة مراجعة سلبية بسبب ما حدث معها، وختمت: «أنا بتأسف أنو بعد في هيك نوع من التخلف بلبنان».Noura Al Zaim من كم يوم قررنا انا و زوجي نحجز بال Miramar Hotel Resort and Spa بطرابلس. حضرنا حالنا مبسوطين أخدين ابني ابن السنة و نص نسبحو لاول مرة. و طبعا انا جبت burkini من عند Mike sport يعني مرتب و مثلو مثل… على الفور صرح مالك المنتجع، محمد أديب، بأن السيدة لم تُمنع من السباحة في ميرامار، مشيرًا، وفق تصريحه لموقع «المدن» اللبناني، إلى أنه منذ سنوات تم تخصيص مساحة خاصة بالسيدات المحجبات. وعن الأزمة أوضح أن المدير توجه إلى السيدة بكل لياقة وطلب منها الإلتزام بالأنظمة المطبقة في الفندق منذ سنوات طويلة، والتوجه إلى مسبح المحجبات لـ«الحفاظ على حرياتهن الشخصية وعدم الاختلاط بالرجال، إلا أن السيدة رفضت وأصرت على السباحة في المكان المحظور»، حسب قوله. وأردف: «السيدة المحجبة تأتي إلى المنتجع مثل أي زبون ويمكنها أن تدخل إلى جميع الأقسام والخدمات باستثناء السباحة، إذ يُفترض بها التوجه إلى المسبح الذي يحترم حجابها لأنه لا يمكن إلباس جميع الزبائن مايوهات شرعية، منهيًا حديثه بالإشارة إلى إبلاغه نقابة أصحاب المنتجعات السياحية ووزير السياحة بتفاصيل الحادث». المفاجأة تمثلت في إقحام البعض للواقعة في المجال السياسي، بالإشارة إلى صلة القرابة بين مالك المنتج ووزير العدل اللبناني السابق أشرف ريفي. صورة أرشيفية للواء أشرف ريفي اللواء أشرف الريفي، ممثل تيار المستقبل في الحكومة ووزير العدل السابق، دخل في بداية العام الماضي في خلاف مع رئيس التيار سعد الحريري، بعد اعتراضه على عدم إحالة الوزير السابق ميشال سماحة، المقبوض عليه منذ 2012، إلى المحاكمة إثر تورطه في قضية تتعلق بتنفيذ عملية إرهابية. آنذاك غرد «الحريري» على حسابه الخاص بـ«تويتر» قائلًا: «موقف الوزير ريفي لا يمثلني ولا يزايدنّ أحد علينا باغتيال وسام الحسن أو محاكمة سماحة، فكل من ارتكب جريمة سينال عقابه».Saad Hariri on Twitter موقف الوزير ريفي لا يمثلني ولا يزايدنّ احد علينا بإغتيال وسام الحسن او محاكمة سماحة فكل من ارتكب جريمة سينال عقابه الخلاف أفضى في النهاية إلى تقديم «ريفي» استقالته من وزارة العدل في فبراير من العام الماضي، ليعقب «الحريري» على القرار، وفق المنشور بصحيفة «النهار»: «ريفي اتخذ قراره واستقال، وهو حر فيه، ولو كان هناك رئيس للجمهورية لكان قبل استقالته وتم تعيين وزير مكانه». رغم مرور عام وأكثر على الخلاف إلا أن واقعة «البوركيني» حاولت إذكاءه من جديد، وحسب المنشور بـ«المدن»: «البعض اعتبر الأزمة مفتعلة وأنها محاولة لاستهداف الوزير أشرف ريفي، بسبب القرابة التي تجمعه مع مالك ميرامار (شقيق زوجته)»، وهو ما نفته «نورا» عبر حسابها الخاص بـ«فيس بوك»: «لكل يلي عم بقول أنو نحنا تعرضنا للواء أشرف ريفي هيدا الحكي مش مزبوط.. قضيتي مش سياسية ولا خصها بالسياسة».Noura Al Zaim لكل يلي عم بقول انو نحنا تعرضنا للواء اشرف ريفي هيدا الحكي مش مزبوط. قضيتي مش سياسية ولا خصها بالسياسة. انا شفت ظلم صار بحقي وبمجتمع عايشة في وقررت ارفع الصوت كرمالي وكرمال غيري. عأمل هالعقلية تتغير…