أكد تقرير نشره موقع أويل برايس «oilprice.com» أن الطلب على النفط لا يزال ينمو بشكل كبير رغم وجود بعض النقاشات التي تجادل حول إمكانية أن تلعب السيارات الكهربائية دوراً حاسماً في التقليل منه.وأشار إلى الدور الكبير الذي تلعبه الشاحنات الثقيلة ونقل الشحن في استمرارية هذا الطلب، حيث كشف التقرير استناداً لبيانات وكالة الطاقة الدولية، أنه بحلول عام 2040 سيكون الشحن البري مسؤولاً عن 5 ملايين برميل يومياً من نمو الطلب، أي ما يعادل تقريباً 40 في المئة من إجمالي الطلب الإضافي في ذلك الإطار الزمني.في حين نجد أنه منذ عام 2000 مثلت الشاحنات الثقيلة 40 في المئة من إجمالي نمو الطلب على النفط، على قدم المساواة مع سيارات الركاب، حيث أحرقت هذه الشاحنات ما يقارب 17 مليون برميل من النفط كل يوم، أي ما يقارب خمس إجمالي الطلب العالمي.وقال التقرير، عندما ننظر إلى مسألة الطلب على النفط، نجد أن تركيز محللي الأسواق يتوجه بشكل كبير نحو سيارات الركاب، وتمثل احتمالية ارتفاع الطلب على النفط واحدة من أهم النقاشات الساخنة اليوم، إذ تبحث احتمالية أن يؤدي وجود السيارات الكهربائية جنباً إلى جنب مع الاتجاهات العامة نحو المزيد من كفاءة الوقود، في نهاية المطاف، إلى ارتفاع أو انخفاض الطلب الإجمالي على النفط حول العالم.ومن المرتقب أن يشعل الإصدار القادم لسيارات تيسلا (Tesla Model 3) المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية، والمتوقع نهاية 2017، الجدل أكثر حول ما يمكن أن تكون عليه بداية النهاية لحاجتنا للنفط، رغم ذلك، نجد في اتجاه آخر أن النقاش ينظر غالباً إلى الدور الذي ستلعبه الشاحنات الثقيلة وسيارات الشحن في استمرارية الطلب على النفط، وفي هذا الاتجاه يجدر الإلتفات إلى ما نشرته وكالة للطاقة الدولية من تقرير أفادت فيه أن العالم بحاجة إلى التركيز على كفاءة الوقود بالنسبة للشحن، وإن تعذر ذلك فإن الطلب على النفط سيستمر في الصعود بغض الطرف عن حجم وجود سيارات تيسلا في العالم!.وأشار التقرير إلى أن خدمات نقل الشحن تتخذ موقعاً مهماً في النمو الاقتصادي، يميل على أرض الواقع إلى أن يكون مرتبطاً بالناتج المحلي الإجمالي.وأفادت وكالة الطاقة الدولية أن هناك 4 دول فقط تشمل كندا والولايات المتحدة الأميركية، والصين واليابان، لديها معايير كفاءة الوقود للشاحنات الثقيلة، وهو يمثل واحد من عشر 40 دولة لديها قواعد لعربات النقل.وفي تصريح له أكد المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية الدكتور فاتح بيرول أنه منذ فترة طويلة كان هناك نقص في السياسات التي تركز على كفاءة وقود الشاحنات، وبالنظر إلى أنها أصبحت المحرك المهيمن على الطلب العالمي للنفط، فإن المسألة لا يمكن أن يتم تجاهلها إذا أردنا أن نحقق أهدافنا على مستوى البيئة والطاقة.وعودة إلى الوراء قليلاً نجد أنه منذ عام 2000 مثلت الشاحنات الثقيلة 40 في المئة من إجمالي نمو الطلب على النفط، على قدم المساواة مع سيارات الركاب، حيث أحرقت هذه الشاحنات ما يقارب 17 مليون برميل من النفط كل يوم، أي ما يقارب خمس إجمالي الطلب العالمي.ولفت التقرير إلى أنه حتى بالنسبة للدول الصناعية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، التي تشهد هبوطاً في استهلاك الوقود بالنسبة لسيارات النقل، يظل قطاع الشحن يشهد طلباً متزايد، إلا أن أكثر الدول التي سيتزايد طلبها على النفط ستكون الصين والهند، حيث سيتم استهلاك 90 في المئة من البراميل الإضافية في الشحن.ونظراً لذلك، نجد أن الوكالة الدولية للطاقة تحث الحكومات على وضح حد تجاه نمو الطلب، وقد اقترحت لذلك 3 اتجاهات ممكنة للتحسين، تبدأ بالتركيز على الجانب اللوجستي والعمليات ما يعني استخدام أشياء مثل الـ GPS بغية تحسين توجيه الشاحنات، وتحسين كفاءة سلسلة التوريد بحيث تتمكن الشاحنات من عمل حمولات أثقل والتقليل من عدد الحمولات الفارغة. ويضم هذا الصنف من التحسين التركيز على مستوى البيانات الكبيرة وإنترنت الأشياء، بالإضافة إلى الشاحنات الذاتية.أما الاتجاه الثاني المقترح فيتمثل في أن يكون هناك تحسين كبير على مستوى العتاد المادي (Hardware)، حيث تؤكد وكالة الطاقة الدولية أن أسطول النقل بالشاحنات بالإمكان أن يستخدم التعديلات الهوائية للتقليل من السحب. مشيرة إلى أن وجود مواد أخف، ومحركات أفضل، وأجهزة نقل الحركة بالإضافة إلى أنظمة دفع كلها بالإمكان أن تعزز من الإقتصاد في استخدام الوقود. كما أن هناك أيضاً إمكانية لإيجاد شاحنات هجينة أو من تتميز بعدم وجود الانباعثات فيها.أما الاتجاه الثالث، تجد الوكالة أنه من الممكن أن يكون هناك فائدة كبيرة من استخدام أنواع وقود بديلة، والتي تشمل الوقود الحيوي والغاز الطبيعي والكهرباء وحتى الهيدروجين.وشددت وكالة الطاقة على أنه إذا تم تبني عدداً من هذه التحسينات، فإنه يمكن أن يقل الطلب على النفط ليصل إلى 16 مليون برميل في اليوم في عام 2050 مقارنة بسيناريو العمل المعتاد، إلا أن هناك اتجاهات يصعب تحقيقها، موضحة أنه يجب على الحكومات التركيز على عدد من الأمور منها معايير الوقود الاقتصادي، ودعم تحسين استخدام البيانات لإدارة سلسلة التوريد، والتركيز على سياسات الترويج لبدائل الوقود، بما في ذلك البحث والتطوير واستيعاب السوق والبنية التحتية للتزود بالوقود.وإجمالاً، نجد أن الجميع يركزون على السيارات المتنقلة حيث إن الواقع يكشف لنا عن وجود العديد من التقدم المحرز مع قلة الاهتمام في ما يتعلق بمجال نقل البضائع. وعموماً، نجد أن احتماليات ارتفاع الطلب على النفط على الأقل في مستوى المركبات الخفيفة في متناول اليد. لكن إذا لم يكن هناك حملة مكافئة على مستوى المركبات الثقيلة، فإن الطلب على النفط الخام سيستمر في النمو للعديد من العقود.وهذا بالطبع سيكون جيداً بالنسبة لصناعة النفط، لكن بالنسبة للحكومات التي تحاول تقليل استهلاك النفط وتحاول إحراز تقدم في مسألة التغير المناخي، فإن نهج سياسة قطاع النقل يحتاج إلى نظرة أكثر شمولية.
مشاركة :