أعرب عدد من المحامين والقانونيين أن دولة قطر رغم كل هذه الضغوطات والحصار والافتراءات، ما زالت تدعو للحلول السلمية وفقا لقواعد وأعراف القانون الدولي، مشيرين إلى أن قطر تلجأ دائمًا للوسائل السلمية لتسوية النزاعات والقضايا الدولية، كالمفاوضات التي تنادي بها دائمًا لدول الحصار ودعوتهم إلى طاولة الحوار، في حين أن الدول المحاصرة لجأت مباشرة إلى التدابير والطرق القسرية والمتمثلة بالحصار والمقاطعة والأعمال الانتقامية علاوة على عدم تقديمها أي دليل يدين دولة قطر. وقالوا في تصريحات خاصة لـ الراية إن هذه المواقف الحكيمة، جعلت الطاولة تنقلب تدريجيًا على من افتعل الخلافات الخليجية دون وجه شرعي يجيز لها ذلك، مؤكدين أن الله لا يخذل من جعل وطنه بابًا للمظلومين والمنكوبين، ويدًا للمساكين والمستضعفين وأكدوا أن قطر اتخذت حزمة من الإجراءات والسياسات، قد أفقدت دول الحصار توازنها حيث إنه ومنذ اليوم الأول لإعلان هذا الحصار الغاشم تعاملت معه القيادة الرشيدة من خلال تنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات الوطنية حيث حرصت دولة قطر ولاتزال على الدعوة إلى الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات لحل النقاط الخلافية. ادعاءات دول الحصار بدون حجج قانونية أكد المحامي عبد الله المنصوري التفاف الشعب القطري حول قيادته منذ بداية الأزمة والحصار من الدول المجاورة، خاصة أنه لايوجد اتهامات مباشرة إلى قطر إنما جميع ماتم ذكره عبارة عن افتراءات وادعاءات بدون أدلة قانونية أو حجج ثبوتية، مشيراً إلى أن قطر تحترم جميع الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الموقعة مع المنظمات الدولية ومن ضمنها منظمات حقوق الإنسان، معتبرا الحصار على قطر يندرج في إطار الحصار البشري قبل أن يكون حصارا جوياً وبرياً بغرض تجويع المواطنين والمقيمين على أرض قطر من خلال منع وصول الإمدادات الغذائية والمنتجات والأدوية إلى داخل قطر. موضحًا أن قطر بحكمتها وقيادتها الرشيدة وحضارتها استطاعت التغلب على هذا الحصار بإيجاد البدائل في أسواق الدول الأخرى. وتابع إن مطالب دول الحصار فيها انتهاك صريح للقانون الدولي وسيادة الدولة ولاتتفق مع صحيح القانون الدولي أو مبادئ حقوق الإنسان العالمية وأعرب عن أمله أن تحل تلك الأزمة ضمن البيت الخليجي الواحد، والجلوس معًا إلى طاولة الحوار للتفاوض حول النقاط الخلافية. القيادة القطرية نجحت في التعامل مع الأزمات قال المحامي حمد اليافعي إن الدبلوماسية القطرية أثبتت نجاحاً في التعامل مع الأزمات وأثبتت حكمة القيادة القطرية قدرتها على التعاطي مع الموقف المستجد. فتفوقت بذلك على كثير من الدول ذات الباع الزمني الطويل وغدا من الظاهر أن قطر (هذه الدولة الصغيرة حجماً) تجاوزت كثيراً من الدول التي تفوقها مساحة وتعداداً سكانياً. فالعبرة ليست بالمساحة ولا بالحجم وإنما بالحكمة والإرادة الرشيدة. ولفت إلى أنه في حين تنافس كثير من مسؤولي الدول المحاصرة على توجيه الاتهامات لدولة قطر دونما سند أو دليل، لا بل وتجاوزت تصريحات أولئك المسؤولين كل حدود الأعراف الدولية لتهبط إلى مستوى غير مقبول ولا مسبوق فقد أثبت المسؤولون القطريون تمتعهم بحس دبلوماسي رفيع المستوى ناهيك عن التزامهم حدود الأخلاق والعادات العربية الأصيلة التي تربوا عليها. وتابع كان الخطاب القطري مثالاً يستحق أن يُدرس في المعاهد الدبلوماسية والسياسية وكان تعامل قطر مع الأزمة المستجدة تعاملاً رشيداً حليماً متزناً أكدت فيه القيادة القطرية على أن النزاع القائم لا يعدو كونه خلاف أشقاء مصيره إلى الزوال. وأضاف لعل هذه الأزمة تطبيق مباشر للمثل «رب ضارة نافعة» إذ اثبتت هذه السحابة المارقة التفاف الشعب القطري حول قيادته وغدا لسان حال الشعب «كلنا تميم» لا بل وتعدى هذا الالتفاف الشعبي المواطنين إلى المقيمين فتبارى هؤلاء على إثبات حبهم لدولة قطر وقيادتها. كما أن لسان حال مواطني الدول العربية كان يتضمن تعاطفاً غير مسبوق مع دولة قطر وقيادتها ولم يثنهم مواقف بعض من حكامهم عن إثبات وقفتهم مع قطر وقيادتها، فكان ما جرى مثالاً على لُحمة الشعب العربي بصرف النظر عن بعض المواقف الشاذة. وأضاف المحامي اليافعي: أما عن مطالب دول الحصار وكما جاء في الخطاب القطري الرسمي، فكأنما وضعت هذه المطالب لترفض ويمكن لأي عاقل إدراك استحالة تنفيذها لما تتضمنه من اعتداءٍ صارخ على سيادة قطر ومساس غير مقبول بالحريات والحقوق المضمونة دولياً ودستورياً، لابل وأن هذه المطالب تضمنت فرض الوصاية من دول الحصار على دولة لها استقلالها وإرادتها الحرة. ولفت إلى أن أي خبير دولي أو حتى مطلع على الشؤون الدولية يستطيع أن يجزم بكون المطالب غير ذات أساس قانوني ولا تسندها شريعة أو عُرف، وكعادتها فإن قطر لا تقبل أن تفاوض على المبادئ التي قامت عليها الدولة، ولن تقايض أو تتفاوض على أي من ضيوفها فقطر كانت وستبقى كعبة المضيوم خاب كل من أراد بقطر سوءاً وانتصرت إرادة الحق. محمد الأنصاري: الدبلوماسية القطرية تتفق مع القانون الدولي أوضح الباحث القانوني بجامعة قطر محمد عيسى الأنصاري، أن قطر حافظت دائمًا في جميع الأزمات والتحديات السياسية التي واجهتها على اتباع الأساليب الدبلوماسية الراقية ،الموافقة للقانون الدولي في حل هذه الأزمات والتحديات، فلم تلجأ أبدًا إلى اتخاذ قرار طائش أو ردة فعل خارجة عن حدود الحكمة والصواب. وتابع لذلك نجد أن قطر رغم كل هذه الضغوط والحصار والافتراءات، ما زالت تدعو للحلول السلمية الموافقة لقواعد وأعراف القانون الدولي، فهي تلجأ دائمًا للوسائل السلمية لتسوية النزاعات والقضايا الدولية، كالمفاوضات التي تنادي بها قطر دائمًا لدول الحصار ودعوتهم إلى طاولة الحوار، في حين أن الدول المحاصرة لجأت مباشرة إلى التدابير والطرق القسرية والمتمثلة بالحصار والمقاطعة والأعمال الانتقامية علاوة على عدم تقديمها أي دليل يدين دولة قطر. وأضاف الانصاري: أن هذه المواقف الحكيمة ،الموافقة لقواعد القانون الدولي جعلت الطاولة تنقلب تدريجيًا على من افتعل الخلافات الخليجية دون وجه شرعي يجيز لها ذلك، فالله لا يخذل من جعل وطنه بابًا للمظلومين والمنكوبين، ويدًا للمساكين والمستضعفين، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان. يسّر الله لنا دائمًا الوقوف مع المظلومين في أزماتهم، فلم يخذلنا عند كربتنا، بل أفاض علينا بالعز والخير والبركات من تلاحم الشعب القطري الوفي، وتطور التنمية الاقتصادية والاعتماد على الموارد الداخلية، وتعاطف المجتمع الدولي مع حكومتنا. واختتم الأنصاري بالقول: يسرني أن أنتهز هذه الفرصة لأوجه رسالة مهمة للشعب القطري العظيم: الخلافات موطن اكتشاف المعادن والأخلاق، لذلك أثنى المجتمع الدولي على موقف قطر المشرف وعلى أخلاق ومروءة قيادتها لترفعها عن رد الإساءة بالإساءة، بل مقابلة هذه الإساءات بالإحسان، فلنقتدي بهم ولنسر على نهجهم. ولننشغل بالخير وعمارة الوطن عن الالتفات والرد على كل من يُسيء إلينا، ولنا في صمت وأخلاق أميرنا العبرة. عبدالله السليطي: قطر برهنت على صحة موقفها قال الكاتب عبدالله السليطي إن قطر استطاعت أن تبرهن للعالم أجمع أنها صاحبة الحق في الأزمة الخليجية الأخيرة التي فرضت عليها من قبل دول مجاورة ودول أخرى، لافتاً إلى أن القيادة الرشيدة استطاعت أن تخترق حصون الدبلوماسية العالمية لتبرهن للعالم صحة موقفها وأنها ليست في المكان الذي يزعم الأطراف الأخرى أنها تقف فيه وأنها تدعم الإرهاب. وأشار إلى أن التحركات المتزنة للدبلوماسية القطرية كانت محل إعجاب وتقدير للعالم أجمع وهو ما لمسه الشعب القطري أيضاً وكل من يعيش في قطر، حيث كانت الخطوات القطرية في هذه الأزمة محسوبة وتسير باتزان وثقة كبيرة. ولفت إلى أن القيادة القطرية استطاعت أن تقنع العالم بصدق وصحة موقفها ضد الاتهامات والافتراءات التي توجه إليها، خاصة أن تاريخ قطر يشهد لها في مكافحة الإرهاب والتطرف في العالم وتقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين في شتى بقاع الأرض. وأضاف أن الحوار هو السبيل لحل كافة المشاكل والأزمات وهو ما أكد عليه العالم أجمع من خلال المواقف الكثيرة لدول العالم كما أن قطر أعربت عن استعدادها للحوار والتوافق مع الآخرين بما لا يمس سيادتها واستقلال قرارها. وأوضح أن الحصار الجائر تسبب في جرح غائر للمواطنين والمقيمين مع إخوانهم وأشقائهم في الدول المجاورة والدول الأخرى التي تشارك في الحصار ولكن ما يبدو لافتاً هو أن كل من يعيش على أرض قطر أظهر تضامناً وتأييداً كبيراً للقيادة القطرية في موقفها في مواجهة هذه الأزمة الحالية. عيسى الجسيمان: موقف مشرف للمواطنين والمقيمين قال الإعلامي عيسى الجسيمان إن الأيام تثبت صحة موقف قطر في الأزمة الحالية فالكثير من دول العالم لم تنضم إلى الدول المحاصرة لقطر بل إن الغالبية العظمى من دول العالم يرفضون الحصار ويؤكدون ضرورة اللجوء للحوار فقط لحل الأزمات التي تنشب بين الإخوة والأصدقاء. ولفت إلى أن المواقف القطرية تكتسب احترام العالم يوماً بعد الآخر ولعل أبرزها التأكيد على المواطنين والمقيمين بعدم الإساءة إلى الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي وعدم الانجرار إلى حملات ومناوشات كلامية مع الآخرين والرد بالحسنى وهو موقف محترم يعبر عن مدى التزام قطر بحسن الأخوة والجوار. وأشار إلى أن النجاح القطري لم يقتصر على الدور الدبلوماسي فقط بل امتد ليشمل المواطنين والمقيمين الذين نجحوا أيضاً فى إظهار تضامنهم وتأييدهم للقيادة القطرية الرشيدة التى تعامل كل من يعيش على أرض قطر باحترام وتقدير. وأضاف أنه يجب أن نتحلى بالحكمة والصبر فى التعامل مع مثل هذه الأمور وعدم تصعيد الموقف من خلال تبادل السباب والبذاءات بما يمكن أن يؤدي إلى تعقيد الأمور وهو ما يبدو واضحاً فى أخلاق القطريين الذين لا يبادلون الآخرين سباباً أو شتائم على مواقع التواصل الاجتماعي. خالد صالح: دول الحصار أساءت لنفسها وشنت حملات كذب وافتراء قال الإعلامي خالد صالح اليافعي مدير مركز الراشد للتنمية البشرية إن الدبلوماسية القطرية استطاعت أن تفرض كلمتها وتحقق النجاح في وجه حملات الكذب والافتراء على قطر، لافتاً إلى أن هناك عاملين مهمين في هذا النجاح أولهما أن قطر صاحبة حق وصاحب الحق دائماً صوته عالٍ وقوي ولا يمكن أن يهتز ولابد للحق أن ينتصر. وأشار إلى أن العامل الثاني في نجاح القيادة القطرية في إدارة هذه الأزمة هو الذكاء السياسي والحنكة في إدارة الأمور وهو أمر لم يتوفر في الأطراف الأخرى في الأزمة والتي بات أداؤها ضعيفاً وباهتاً رغم أنها تمتلك الكثير من الإمكانيات الإعلامية والمالية الكبيرة إلا أن ذكاء القيادة القطرية والأدوات التي تستخدمها أظهرا الآخرين في الموقف الضعيف. ولفت إلى أن ما أظهرته الأطراف الأخرى هو ليس نتيجة لموقف أو حدث معين ولكن هذه هي أخلاقهم وسلوكياتهم الأصلية فقد ظهرت معادنهم الحقيقية وأساءوا لأنفسهم أكثر مما أساءوا لقطر وهو ما ظهر للعالم أجمع خلال الأيام الأخيرة والتي تجلت في أنهم لم يستطيعوا أن يحشدوا دولاً أخرى ضد قطر.
مشاركة :