تحصلت «المدينة» عن تفاصيل مشروع هيئة تطوير المدينة لـ»تأهيل وادي العقيق» في المدينة المنورة. وهو الحلم الذي راود الكثير من سكان منطقة المدينة المنورة بعد نجاح مشروع وادي حنيفة بالرياض. وتأتي هذه الخطوة بعد تجربة الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة الذي أنجز قبل عدة سنوات والذي يمتد على مسافة تزيد على 80 كيلو مترًا من الدرعية شمالًا إلى الحائر جنوبًا . لتبدأ رحلة التغيير لنقل التجربة وتنفيذ مشروع «لتأهيل البيئي لوادي العقيق « في المدينة ليتناول القيمة الإستراتيجية للوادي وتطويره وتأهيلة بهدف المحافظة على بيئته الطبيعية إلى جانب تهيئته للقيام بوظيفته كمصرف طبيعي للمياه ليساهم تطوير تأهيل وادي العقيق في تحقيق التوازن المنشود في الاستفادة من مقوماته بحيث يتم التحكم في مسببات التلوث البيئي في الوادي، والاستفادة من المورد المائي الضخم الذي يتم صرفه حاليًا في الوادي. وأكد الأمين العام لهيئة تطوير المدينة المنورة الدكتور طلال بن عبدالرحمن الردادي لـ»المدينة» أن تأهيل وادي العقيق في طور التصميم حاليًا ويشمل ثلاث مراحل، التصميم بتكلفة 14 مليون ريال مضيفًا بأنه بعد الانتهاء من التصميم سيتم طرحه في منافسة عامة وبذلك يتم تحديد تكلفة المشروع. وأشار الردادي بأن جزءًا من حرم الوادي تداخلت بها مناطق ومزارع وجميعها بحاجة إلي إعادة تملك القطاع العام لها من أجل تهيئته للقيام بوظيفته الأساسية كمصرف طبيعي للمياه. وأوضح الردادي أن المشروع ينقسم إلى مرحلتين أولًا نزع الملكيات وإزالة التعديات على الوادي وتنظيف الوادي والمرحلة الثانية التأهيل البيئي للوادي. أما عن قيمة المشروع قال الردادي إن المشروع لأول مرة يطرح وبالتالي يعتمد على الشركات المتقدمة لتنفيذ المشروع والتي ستضع التكلفة للمشروع. وبيَّن بأن التكلفة التقديرية التي رصدت ميزانية للمرحلة الأولى من المشروع لتنفيذ الـ10 كلم الأولى من 120 كيلومترًا قدرت بـ 500 مليون ريال. يذكر أن وادي العقيق من أشهر أودية المدينة المنورة، حيث تتجمع مياهه من منطقة العقيق التي تبعد عن المدينة بأكثر من مائة كيلومتر جنوبًا، ويسير إلى مشارف المدينة حتى يصل إلى جبل عير، ويسمى هذا الجزء منه العقيق الأقصى، وفي السنوات التي تكثر فيها الأمطار تظل المياه فيه عدة أشهر وما يميز وادي العقيق تحيط به المزارع الخصبة وتغطيها أشجار النخيل وشتلات الخضروات ولذا يتزود منها أهل المدينة والمسافرون إليها وكذلك يتردد عيله العديد من المواطنين للتنزه لما يتمتع به من جمالية تحيط به من جبال وأشجار ونخيل. وأشارت الكتابات والآثار القائمة في وادي العقيق تدل على وجود استيطان بشري موغل في القدم حيث بقايا قصور ترجع للعصرين الأموي والعباسي والتي من أشهرها قصر سعيد بن العاص، قصر مروان بن الحكم ، قصر سكينة بنت الحسين، وقصر سعد بن أبي وقاص (وما زالت بعض آثاره قائمة حتى الآن)، وقصر عروة بن الزبير (ومازالت بعض مبانيه قائمة حتى الآن) وقد غطت القصور ضفاف وادي العقيق، وشيدت تلك القصور على أرض واسعة، وكان لكل قصر مزرعة عامرة بأشجار النخيل والعنب وغيرها من الثمار. المزيد من الصور :
مشاركة :