احتفل الفلسطينيون بقرار لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) اعتبار مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي موقعاً تراثياً فلسطينياً وإدراجه على لائحتها، فيما عبرت إسرائيل عن سخطها من القرار.وأدرجت منظمة “يونسكو” مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي في الضفة الغربية، ضمن قائمة التراث العالمي، ودعمت 12 دولة القرار، فيما كانت 3 دول فقط ضده، وتغيبت 6 دول أخرى.ترحيب فلسطينيوأثنى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على إدراج منظمة (اليونسكو)، مدينة الخليل ضمن لائحة التراث العالمي.واعتبر عباس، أن التصويت على القرار جاء بفضل الدبلوماسية الفلسطينية الهادئة ومساندة الأصدقاء في العالم بالرغم من الضغوط التي مورست من قبل إسرائيل وأمريكا.من جانبه، رحب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، بنتائج التصويت، معتبراً القرار نجاحا لمعركة دبلوماسية خاضتها فلسطين على الجبهات كافة، في مواجهة الضغوطات الاسرائيلية والأمريكية على الدول الأعضاء.كما اعتبر المالكي القرار، فشلا وسقوطا مدويا لإسرائيل وحلفائها وماكينتها أمام تاريخ واصالة مدينة الخليل الفلسطينية باعتبارها من أقدم مدن العالم المأهولة، والتي سكنها الفلسطينيون منذ أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد.من جانبها، رحبت الحكومة الفلسطينية بقرار اليونسكو، وإدراج مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي على لائحة التراث العالمي.وأكد المتحدث باسم الحكومة طارق رشماوي، أن “القرار يدحض بوجه قاطع كافة الإدعاءات الإسرائيلية المطالبة بضم الحرم الإبراهيمي إلى الموروث اليهودي ويؤكد على هوية الخليل الفلسطينية”.بدوره، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، القرار انتصار للحق الفلسطيني، بمساندة عربية وعالمية، وصفعة في وجه الحكومة الإسرائيلية واكاذيبها.وعلق رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، على قرار اليونسكو قائلاً إن “القرار يأتي ردا من العالم على تصاعد وتيرة التهويد الممنهج والتشويه المتعمد الذي يقوم به الاحتلال للموروث الثقافي والتاريخ الفلسطيني في الخليل”.وأكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح اسامة القواسمي، أن “القرار يؤكد هوية الخليل الفلسطينية بكل مكوناتها التاريخية والدينية والثقافية، ويدحض ادعاءات الاحتلال حول يهودية المكان، ويضع حدا لمحاولاتهم تزوير التاريخ وتضليل الرأي العام الدولي”.وفي السياق، اعتبرت حركة حماس أن تصويت منظمة اليونسكو على قرار ادراج مديمنة الخليل والحرم الإبراهيمي على لائحة التراث العالمي “تأكيد جديد على حقنا الكامل في الخليل وعلى الأرض الفلسطينية”.وقال حازم قاسم المتحدث باسم الحركة، إن “عملية التصويت تكشف زيف الرواية الإسرائيلية، وكذب دعايتها، وإن كل محاولات الاحتلال في قلب الحقائق لن تنجح أمام تمسك شعبنا بحقه وأرضه، وأمام تصاعد التأكيد العالمي للحق الفلسطيني في أرضه ومقدساته”.وقال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني جمال الخضري، إن قرار اليونسكو هو انتصار للحق الفلسطيني، مشيراً إلى أن ممارسات الاحتلال لا زالت تقسمه وتفرض واقع غير شرعي، داعيا لتدخل دولي من أجل حماية المدينة والمسجد الإبراهيمي.غضب إسرائيليقرار منظمة (اليونسكو)، أغضب المسؤولين الإسرائيلين، واعتبروا المنظمة معادية لإسرائيل ومنحازة للفلسطينيين على الدوام، وأن الخليل والحرم الإبراهيمي مرتبطان بالموروث الديني اليهودي.ووصف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قرار اليونيسكو بأنه ‘سخيف ووهمي’، وقال إن إسرائيل ‘سوف تواصل الحفاظ على مغارة المخبيلا’، وهي التسمية اليهودية للحرم الإبراهيمي.وقال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، والذي شغل منصب عضو اللجنة الإسرائيلية لليونسكو، إن “قرار اليونسكو معيب، الرابط اليهودي للحرم الإبراهيمي أقوى من أي تصويت، علينا رفض القرار والعمل على تقوية مدينة الآباء”.واتهم بينيت، المنظمة الأممية بإنكار التاريخ مرة تلو الأخرى وأنها تخدم ” من يحاول محو الدولة اليهودية عن الخارطة، لن تعاود إسرائيل العمل مع اليونسكو”.كما اتهم وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اليونسكو بانها منظمة معيبة ومعادية للسامية، وأن القرارات التي تتخذها مثير للجدل ومنحازة للفلسطينيين.وعقب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، على قرار اليونسكو، قائلاً: “ان المنظمة الأممية (اليونسكو) تواصل نشر الأكاذيب المعادية لليهود”.وحاولت إسرائيل تعطيل القرار في منظمة اليونسكو ونسب الحرم الإبراهيمي لها، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل بعد أن دعمت 12 دولة القرار، وعارضته 3 دول، وامتنعت 6 دول عن التصويت.وتُعدُّ مدينة الخليل واحدة من أقدم المدن العريقة التي مازالت مأهولة في العالم، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 6000عام.كما تعد المدينة مقدسة للديانات السماوية، وأصبحت رابع أقدس مدينة إسلاميَّة بعد مكة والمدينة المنورة والقدس.وتضم المدينة الحرم الإبراهيميّ الشريف ويعتبر من أهم المعالم الحضارية المميزة للمدينة والذي منحها مكانتها المميزة، وجعلها مقصدًا دينيًّا للمؤمنين والرحَّالة العرب والأجانب الذين أفاضوا في الحديث عنها وعن معالمها الدينيَّة والحضاريَّة.
مشاركة :