بدأ الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح يخسر عناصر جيشه وحرسه الجمهوري، بعد أن ضيقت المليشيات الحوثية الخناق عليه، ومارست عليهم سلطة المال التي تمتلكها عبر مموليها من الملالي؛ إذ أضحى المخلوع يرى جنوده يتوافدون إلى معسكرات المليشيات؛ ليأخذوا دورة ثقافية في التشيع والانضمام لصفوف المليشيات التي سقط عدد من قياداتها بنيران التحالف والجيش الوطني. وقالت مصادر إن المليشيات الحوثية الانقلابية أطاحت بأكثر من 8 آلاف جندي من قوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح في سياق سعيها للسيطرة على الحرس الجمهوري، وإنهاء ولائه للمخلوع. وأضافت: "المليشيات استبدلت 8436 فردًا من الحرس الجمهوري بعناصر تابعة لها من مقاتلي المليشيات الحوثية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني". وبيَّنت أن المليشيات تعمل على مسارين في الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع، يقوم المسار الأول على استبدال العناصر التي يصعب كسب ولائها من القيادات المرتبطة بالمخلوع، في حين يقوم المسار الثاني على تنفيذ حملة تشيع لأفراد الحرس الجمهوري؛ لتحويلهم إلى أتباع مخلصين للحوثيين ومراجعهم في إيران. وأشارت المصادر إلى أن المليشيات تقوم باستدعاء عناصر الحرس الجمهوري على مجاميع، وتُدخلهم معسكرات داخلية، تسمى دورات ثقافية، يتم تلقينهم فيها مفاهيم طائفية شيعية، ومن يستجيب لهذه الأفكار يتم إلزامه بمبايعة عبد الملك الحوثي زعيم المليشيا، ومنه إلى قائد الثورة خامنئي، ويتم صرف مرتباتهم، في حين من يرفض الاستجابة يتم السماح له بالانصراف واستبداله بعناصر حوثية ضمن وحدات الحرس الجمهوري؛ لتشكل وحدة متجانسة مذهبيًّا وفكريًّا. ووجهت قيادات في حزب المخلوع دعوات علنية، حثت فيها أفراد الحرس الجمهوري على عدم الانصياع لأية دعوات للتجمع في أية معسكرات، معتبرة تلك الدعوات غير قانونية ومخالفة للقوانين العسكرية. وفي إطار حملة التشيع التي تشنها المليشيات، وإقدامها على تعديل المناهج الدراسية، وإدخال مفاهيم طائفية، وحذف وتعديل كتب التربية الإسلامية والسيرة النبوية، وجَّه المخلوع صالح حزبه بتشكيل لجنة للتأكد من إحداث التعديلات، وهدد بالانسحاب من الحكومة الانقلابية. وأعلن المخلوع في اجتماع له مع قيادات حزبه قبل يومين أن حزبه سيبقى مدافعًا عن النظام الجمهوري، في إشارة إلى كل تحركات المليشيات الحوثية التي تستهدف النظام الجمهوري، واعتبارها ثورة 26 سبتمبر انقلابًا. ويعد موقف المخلوع الأخير انتقالاً بالصراع بين الطرفين إلى مربع الثوابت الوطنية التي تتطلب المواجهة والقتال دفاعًا عنها، كما قال المخلوع صالح لقيادات حزبه التي يحاول أن يحفظ ما تبقى منها، بعد أن بدأ يفقد عناصر جيشه.
مشاركة :