حافظ الشمري | قدم المؤلف عبدالأمير رجب والمخرج علي العلي رؤية ثرية في الطرح والشكل المسرحي الخاص بالطفل من ناحية المضامين الوطنية والتربوية والإنسانية من خلال مسرحية «كلمة السر شرارة»، وسط حضور جماهيري كبير للعروض المتواصلة. المسرحية تحدثت عن قصة فتاة طيبة، تجسدها الفنانة فرح الصراف، تواجه أشخاصا أغرابا دخلوا أرضها ويحاولون استغلال طيبة قلبها بما يحملون من نوازع الشر والطمع، وتتعرض هذه الفتاة إلى أزمة تدخلها في دوامة الخطر في مواجهة الساحرة الشريرة «شرارة» التي جسدتها بطلة العمل الفنانة إلهام الفضالة، والتي تسعى لبسط نفوذها وسلطتها على تلك الفتاة بمساعدة حارسيها حسين المهدي وسعود بوعبيد، فيما يمثل بطل العمل يعقوب عبدالله الجزء الآخر من الأشرار. توليفة العمل استطاعت أن تحقق المعادلة الصعبة في الحضور الجماهيري وسط كثرة العروض المسرحية، فالنص السلس حاكى الطفل بأسلوبه المبسط واحترم عقليته، فيما ركز المخرج علي العلي على عناصر الفرجة المسرحية من خلال الديكور والإضاءة والصوت والسينوغرافيا من خلال بصمة واضحة للفنان د. فهد المذن. كما تميز الأداء التمثيلي في المعايشة الحقيقية للأدوار، حيث قدمت إلهام الفضالة دورا جديدا عليها في مسرح الطفل، من خلال تقديم الشخصية الشريرة التي لم تعهد تقديمها من قبل، وأضفى حضور الفنانين يعقوب عبدالله وحسين المهدي وسعود بوعبيد طابعا من الكوميديا التي خففت من حدة الصراع الأزلي بين الخير والشر، وجسدت فرح الصراف شخصية الفتاة الطيبة بكل متغيراتها وتقلباتها ولحظاتها الصعبة في مواجهة الأشرار والتخلص منهم خلال كشف كلمة السر للمغارة التي كانت تجمعها معهم بعد القبض عليها.
مشاركة :