الموصل (العراق)، لندن «إيلاف»، وكالات - في محاولة يائسة لوقف التقدم المستمر للقوات العراقية، يبدي مسلحو تنظيم «داعش» مقاومة في شريط من الأرض في الموصل على امتداد نهر دجلة مستخدمين في ذلك انتحاريين أجانب، فيما تمكنت القوات العراقية التي تتقدم صوب حيي الميدان والشعارين من اختراق دفاعات المتشددين وباتت على مسافة 200 متر من ضفة النهر.وذكر قادة عسكريون عراقيون ان قواتهم «واجهت مقاومة شرسة من بضع مئات من المتشددين المندسين وسط آلاف المدنيين في متاهة من أزقة المدينة القديمة خاصة من المفجرين الانتحاريين الأجانب».وقال اللواء سامي العريضي من جهاز مكافحة الإرهاب إن «مقاتلي داعش يفجرون على نحو متزايد مواد ناسفة بين المدنيين الفارين صوب قوات الأمن بل إنهم يستخدمون النساء دروعا بشرية».وأضاف إن «مقاتلي التنظيم ينتظرون وصول القوات العراقية إليهم ثم يفجرون أنفسهم. إنهم لا يستطيعون فعل شيء أكثر من هذا»، موضحاً أن الإرهابيين «يتقدمون لعرقلة القوات وليس للتشبث بأرض أو استعادة مواقع أخرى لأن نهايتهم واضحة للجميع وهم مقتنعون أن هذه هي نهايتهم».من ناحيته، قال قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد جودت ان القوات العراقية تخوض «معركة الساعات الأخيرة» لانتزاع ما تبقى من المدينة القديمة من الموصل من قبضة «داعش».وأكد في بيان ان قوات الشرطة الاتحادية «تحقق اهدافها المرسومة ببسالة عالية» ضد مسلحي (داعش) الذين يتمركزون على بعد 250 مترا في منطقة النجفي في المدينة القديمة.واشار الى أن «خسائر داعش قدرت بمقتل نحو 83 مسلحا وإلقاء القبض على شخصين آخرين اضافة الى العثور على عدد كبير من الاسلحة المختلفة».وفي السايق نفسه، أكد مسؤول في التحالف الدولي الذي يدعم القوات العراقية أن «القوات الحكومية قلصت الأراضي الواقعة تحت سيطرة داعش إلى 250 متراً مربعاً».وأظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية، نشرتها الأمم المتحدة، اول من امس، أن «الهجوم لاستعادة الموصل ألحق أضرارا بآلاف المباني في المدينة القديمة ودمر نحو 5500 مبنى».وأكدت الأمم المتحدة ان «الدمار أكبر من المتوقع بكثير ومن المرجح أن يتكلف إصلاحه مليارات الدولارات».إلى ذلك، قتل تنظيم «داعش» صحافيين عراقيين يعملان لقناة «هنا صلاح الدين» في قرية جنوب الموصل، وفق بيان للقناة امس.وتسلل عناصر من التنظيم إلى قرية إمام غربي في وقت سابق من الأسبوع الجاري وسيطروا على أجزاء منها تخوض فيها القوات الأمنية حاليا معارك لطردهم.وأعلنت القناة في بيانها «مقتل الزميل حرب هزاع الدليمي المراسل في قناة هنا صلاح الدين، والمصور في المحطة نفسها سؤدد الدوري» في قرية إمام غربي.في غضون ذلك، قرر مجلس النواب العراقي تصنيف عدد من«الجرائم» التي ارتكبها «داعش»، «جرائم ابادة جماعية».من جهة ثانية، واجه مؤتمر يعد له «الحزب الإسلامي»، الواجهة العراقية لجماعة «الإخوان المسلمين»، للانعقاد منتصف يوليو الجاري، معارضة شخصيات وقوى سنية اتفقت على رفضه وعقد مؤتمر خاص بها قبل ذلك بيومين.وجاء الاتفاق خلال اجتماع عقد في منزل رئيس مجلس النواب السابق محمود المشهداني في بغداد، ليل اول من امس، بحضور اكثر من 20 نائباً من«تحالف القوى السنية» وشخصيات سياسية، حيث سيعقد مؤتمر للعرب السنة في 13 يوليو الجاري في مواجهة المؤتمر الذي يعد له «الحزب الاسلامي»، الواجهة العراقية لجماعة «الاخوان».واوضح النائب عن «تحالف القوى العراقية» مشعان الجبوري أن «المؤتمر سيكون تحت شعار من اجل دولة المواطنة لا دولة المكونات»، مؤكداً أن «المؤتمر سيرحب بجميع الشخصيات الفعالة التي تؤمن بهذا العنوان لمستقبل الدولة العراقية».
مشاركة :