الأمم المتحدة (نيويورك) (وكالات) أعلنت لجنة التحقيق الأممية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية المكلفتان كشف الجهة المسؤولة عن استخدام غاز السارين في هجوم استهدف خان شيخون بريف إدلب في 4 أبريل الماضي، أنها تتعرض «لتدخلات وضغوط سياسية شديدة» من «أطراف عديدة» لتوجيه تقريرها المتوقع صدوره منتصف أكتوبر المقبل، بهذا الاتجاه أو ذاك، مناشدة الدول عدم التدخل في عمل المحققين. وأبلغ ادموند موليت، رئيس اللجنة الصحفيين عقب جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن الليلة قبل الماضية، أن اللجنة تعمل للأسف «في بيئة مسيسة للغاية» تحاول خلالها «أطراف معنية» التأثير على عمل اللجنة. وأضاف «نتلقى للأسف، رسائل مباشرة وغير مباشرة، على الدوام من جهات عدة تقول لنا كيف علينا أن نقوم بعملنا»، موضحاً بالقول «بعض هذه الرسائل واضحة للغاية بقولها إننا إذا لم نقم بعملنا كما يريدون.. فهم لن يوافقوا على نتيجة عملنا». وفيما لم يذكر إدموند أي دولة بالاسم، قال دبلوماسيون إن روسيا كثيراً ما تضغط على المحققين. وشككت موسكو، حليفة سوريا، علناً في عمل التحقيق الذي فتحه مجلس الأمن في 2015، قائلة إن النتائج لا يمكن استخدامها لقيام الأمم المتحدة بتحرك، وإن على الحكومة السورية أن تحقق في الاتهامات. وحتى الآن، يلقي التحقيق بالمسؤولية على القوات السورية النظامية في 3 هجمات بغاز الكلور في 2014 و2015، كما استخدم إرهابيو «داعش» غاز الخردل في 2015. واستجابة لهذه النتائج حاولت قوى غربية فرض عقوبات أممية على دمشق في فبراير الماضي، لكن روسيا والصين عرقلتا هذا التحرك. ويبحث المحققون حالياً قضيتين هما تعرض امرأتين سوريتين لخردل الكبريت بهجوم على ما يبدو بمنطقة أم حوش بحلب في سبتمبر الماضي، وهجوم مميت بغاز السارين في الرابع من أبريل الماضي بخان شيخون أوقع 87 قتيلاً معظمهم أطفال ونساء، ومئات المصابين.
مشاركة :