أصعب ما يمكن أن يشعر به مشجع فريق كرة القدم، هو أن ينظر لمن حوله من المنافسين ويراقب تحركاتهم في وقت يبقى فريقه على أوضاعه غير الجيدة من دون أي مؤشر للتغيير، وهو الحال الذي ينطبق على مشجعي النصر هذه الأيام في ظل التنافس المحموم بين فرق "دوري جميل" والتحضير بشكل مختلف للموسم الجديد. من حق المدرج الأصفر العريق أن يُظهر قلقه تجاه البرود والغموض اللذين يطغيان على الاستعداد لموسم من المفترض أن يسعى فيه الفريق لرد اعتباره واستعادة هيبته الكروية بعدما ظهر حملاً وديعاً في موسمين ماضيين أعقبا نجاحات كبيرة لإدارة الأمير فيصل بن تركي الذي لا يبدو متحمساً بالدرجة التي كان عليها في الأعوام الخمس الأولى لرئاسته. يعاني النادي العاصمي كثيراً من مشكلات فنية وإدارية ومالية، وهذه أُشبعت طرحاً ونقداً حد التشريح، لكن أكثر ما يعيق تقدم "العالمي" كما يسميه محبوه، أنه محاط بمجموعة من المنتفعين من وجود شخصيات معينة داخل دوائر صنع القرار، تقوم بمهمات تدميرية على مدى الأعوام الماضية، أهمها تأصيل نظرية المؤامرة والمظلومية. كل ذلك يحدث لصرف الأنظار عن أي إخفاق أو فشل إداري وفني، فضلاً عن تقزيم الأعمال التي يقوم بها المنافسون ومحاولة إيجاد تفسيرات هي محض خيال تارة وافتراءات تارة أخرى، في حين تبقى مشاكل الفريق الحقيقية بعيدة عن أقلام هؤلاء الذين وصلوا للعقل الباطن للمشجعين البسطاء وزرعوا فكرة المظلومية ومحاربة النصر. في المقابل فإن العمل الإداري والفني في الموسمين الماضيين لم يكونا على مستوى البحث عن منجزات وبطولات، بعد موسمين حصد فيها "فارس نجد" ثلاثة ألقاب، لأن العمل حينذاك وببساطة كان مختلفاً وفرض نفسه على الجميع. أدوات الوصول للمنجز واضحة، تعاقدات جيدة ووفرة في الأموال ووجود جهاز فني متمكن وتنظيم إداري محكم، فهل كانت هذه الأدوات حاضرة في النصر؟ ولماذا لم يسلط الضوء على سوء العمل فيما يتم التركيز على التقليل من المنافسين واختلاق المشكلات لصرف النظر عن إخفاقات صانع القرار؟ فهم هذه اللعبة لا يتطلب الانتماء والقرب من البيت النصراوي، فهي واضحة للجميع، وتدار بطريقة ذكية لكنها لا يجب أن تنطلي على مدرج لا يجب عليه إلا رفض التضليل بعد أعوام من التراجع كان فيها المشجع والكيان الضحية الأبرز.
مشاركة :