بلعياط يحذر من مغبة ذهاب الحزب إلى كارثة سياسية جديدة خلال الانتخابات المحلية المقررة نهاية العام الجاري.العرب صابر بليدي [نُشر في 2017/07/08، العدد: 10685، ص(4)]ضغوطات كبيرة على ولد عباس الجزائر - شجعت التغييرات الأخيرة في الحكومة، الأجنحة المناوئة للقيادة الحالية في حزب جبهة التحرير الوطني، على استنفار جهودها من أجل الإطاحة بالأمين العام جمال ولد عباس ومكتبه السياسي. ودعا القيادي السابق في جبهة التحرير الوطني عبدالرحمن بلعياط، الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، بوصفه الرئيس الفعلي للحزب، من أجل التدخل لتنحية جمال ولد عباس، لإنهاء حالة التفكك والتشرذم الداخلي وإعادة الشرعية لقيادة الحزب، عبر استحقاقات تكرس لاستحداث مؤسسات وهيئات شرعية جديدة. وحذر بلعياط من مغبة ذهاب الحزب إلى “كارثة سياسية جديدة خلال الانتخابات المحلية المقررة نهاية العام الجاري”، على خلفية تراجع نتائج الحزب في الانتخابات التشريعية الأخيرة حيث حصل على أغلبية من 161 مقعدا، من أصل 462 مقعدا في البرلمان. واتهم القيادة الحالية وعلى رأسها ولد عباس بالوقوف وراء “تراجع نتائج الحزب وحضوره في البرلمان الجديد”، بسبب “خطاب وأساليب إدارة شؤون جبهة التحرير الوطني، خلال الحملة الانتخابية”. وجاءت تصريحات بلعياط بالتزامن مع دعوة مماثلة أطلقها القيادي عبدالكريم عبادة، للرئيس بوتفليقة، لنفس الأسباب والأهداف، مع التركيز على محاربة ما أسماه بـ”تغول المال السياسي داخل الحزب، وهو ما أدى إلى تفجير فضائح رشوة وممارسات مالية، عشية الانتخابات الأخيرة”. وشدد ولد عباس في تصريحات أدلى بها مؤخرا، على تمسكه بمنصبه إلى غاية نهاية عهدة المؤتمر الأخير في 2020، وبأنه خلف الأمين العام السابق عمار سعداني بصفة شرعية، لكن مؤشرات عديدة توحي بقرب رحيله تحت ضغط مصادر القرار في هرم السلطة. وقام ما يقارب 100 عضو من هيئة اللجنة المركزية بتوقيع عريضة تدعو ولد عباس لتقديم استقالته. ويرى مراقبون للشأن السياسي في الجزائر أن حظوظ بقاء ولد عباس على رأس جبهة التحرير الوطني تضاءلت كثيرا، مع خلافة عبدالمجيد تبون لعبدالمالك سلال في رئاسة الوزراء، كون الأخير كان الذراع القوية لولد عباس داخل المؤسسات الرسمية، بناء على أجندة سياسية كان يحضر لها الطرفان، في إطار طموح خلافة بوتفليقة.
مشاركة :