بأي منطق تسقط مدينة الموصل في قبضة داعش خلال 3 أيام، رغم أنها كان موجودًا بها وقت الاقتحام نحو 40 ألف من رجال الأمن العراقيين، في مقابل 300 ينتمون إلى التنظيم المسلح؟! هذا اللغز ربما تكشفه معلومات أدلى بها شاهد عيان من المدينة. هذا الشخص الذي هرب بعد الاقتحام، أصبح معرضًا للذبح في أي لحظة؛ حيث وضعه تنظيم داعش في العراق على قائمة مطلوبيه، بعد هروبه من مدينة الموصل حاملاً معلومات موثقة تكشف خبايا التنظيم. CNN قالت عن هذا الشخص: "اسمه رائد.. وهو بالطبع ليس اسمه الحقيقي، وهو معرض للذبح بسهولة وفي أي وقت؛ لأنه مطلوب من قبل التنظيم بعد أن هرب مؤخرًا من الموصل وهو يحمل معه مقطع فيديو التقطه بواسطة هاتفه المحمول يظهر حقيقة ما يحدث هناك". الشخص المسمى "رائد"، كشف حقائق جديدة حول ممارسات داعش؛ حيث قال إن الشعب -في إشارة إلى العراقيين- تمت خيانته، مضيفًا: "داعش بدأت تنفيذ رؤيتها المتشددة للشريعة الإسلامية؛ حيث إن الرجال الذين يرتدون بنطالاً قصيرًا يُجلَدون، وإذا عثر المسلحون على شخص يستخدم الإنترنت فسيتعرض لأسوأ تعذيب يمكن تخيله، كما لا يمكن للنساء الخروج دون ولي أمر". وأبدى رائد صدمته بسرعة سقوط مدينته، مضيفًا: "لم يكن موجودًا سوى مائتين إلى ثلاثمائة مقاتل من داعش مقابل نحو 40 إلى 50 ألفًا من قوات الأمن العراقية، لكن بعد قتال امتد ثلاثة أيام اختفى جميعهم، كما أن كل الفصائل التي كانت تقاتل الأمريكيين في البداية أصبحوا الآن مع داعش". وكشفت "سي إن إن " عن مضمون اللقطات التي كانت بحوزة رائد؛ حيث أظهرت شخصًا أفغاني الجنسية يتكلم العربية بلغة ركيكة تؤكد أنه ليس عراقيًّا، ويقول إن المقاتلين في طريقهم من الموصل إلى بغداد، حسب ما أكده "رائد". كما ظهر في أحد المشاهد صبي وهو يُقبل أحد مقاتلي داعش، كما يبدو عرفانًا بإنقاذهم من جيش المالكي الطائفي -على حد تعبير رائد- كما تظهر بعض النسوة وهن يرمين قطع حلوى على المقاتلين ويهتفون باسمهم. وشدد على أن الإجراءات التي اتخذها المالكي قد زادت الوضع سوءًا، مشيرًا إلى أن القصف الأمريكي سيؤدي إلى تدهور أكبر في الوضع. وختم رائد حديثه لـ"سي إن إن" وصوته يتقطع من الحزن وعيناه تفيض بالدمع، حسب الشبكة: "مدينتي دُمِّرت ولن ترجع إلى ما كانت عليه، حتى بعد آلاف السنين. الموصل كانت في وقت ما مدينة رائعة، وقد تحولت الآن إلى مدينة أشباح وكوابيس بين يوم وليلة".
مشاركة :