توصل باحثون من خلال دراسة نشرت حديثاً بمجلة «أرشيف الأمراض في الطفولة» إلى أن جلوس الطفل مدة 3 ساعات أو أكثر أمام أجهزة الترفيه كالهواتف الذكية وغيرها، يرتبط بعوامل خطر الإصابة بداء السكري في الطفولة.تعتبر السمنة أو البدانة (زيادة الشحوم بالجسم) ومقاومة الأنسولين من عوامل الإصابة بداء السكري، وتنشأ مقاومة الأنسولين عندما تعجز خلايا الجسم عن الاستجابة لهرمون الأنسولين الذي تنتجه غدة البنكرياس للسيطرة على معدلات الجلوكوز بالدم؛ وتوصل الباحثون من خلال دراسات سابقة إلى أن السكون طويلاً أمام شاشات تلك الأجهزة يرتبط بزيادة خطر اكتساب الوزن والإصابة بداء السكري النوع2 لدى البالغين ولكن لم يتضح مدى تأثير ذلك في الأطفال لذلك قام الباحثون بتقييم سلسلة من عوامل خطر الأيض والقلب الوعائية لدى عينة من الأطفال تضم 4500 تلميذ أعمارهم بين 9-10 سنوات، وهي عوامل شحوم الدم، ومقاومة الأنسولين، ومعدلات سكر الدم أثناء الصوم، والمواد الكيميائية الالتهابية، وضغط الدم، وشحوم الجسم؛ وسئل الأطفال عن المدة الزمنية اليومية التي يقضونها أمام التلفاز والكمبيوتر والألعاب، مع جمع بيانات عن الأنشطة البدنية التي يمارسونها في اليوم؛ وبعد تحليل البيانات والمعلومات التي أدلوا بها وجد أن مؤشرات زيادة الوزن وكتلة الشحم بالجسم تزيد لدى الأطفال الذين يقضون 3 ساعات أو أكثر باليوم أمام الشاشة، وذلك بالمقارنة بالأطفال الذين يقضون ساعة أو أقل، كما وجد أن هنالك علاقة قوية بين تلك المدة الزمنية وبين كل من ارتفاع معدلات هرمون اللبتين (الهرمون الذي يتحكم بالشهية)، وسكر الدم أثناء الصوم، ومقاومة الأنسولين، ولم تتغير تلك العلاقة حتى بعد الأخذ بالحسبان لبعض العوامل مثل التاريخ العائلي، ومعدلات النشاط البدني للعائلة، وسن البلوغ وبعض العوامل الأخرى؛ وتشير النتائج إلى أن تقليل فترة الجلوس أمام الشاشات يمكن أن يسهم في خفض عوامل الإصابة بداء السكري النوع2 لدى كل من الذكور والإناث منذ مرحلة مبكرة.