«قمة العشرين»: توافق تجاري وفشل مناخي

  • 7/9/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قدّم قادة مجموعة العشرين أمس تنازلات للرئيس الأميركي دونالد ترامب في ملفي التجارة والمناخ البالغي الحساسية، سعياً إلى إبقاء واشنطن ضمن المجموعة. وحمل البيان الختامي الذي صدر بعد قمة استمرت يومين في هامبورغ في ظل تدابير أمنية مشددة وعلى وقع تظاهرات غالباً عنيفة، بصمات الخلافات بين الإدارة الأميركية الجديدة وسائر أعضاء المجموعة. ولعل التنازل الأول الذي قدمته القمة لترامب وتضمنه البيان الختامي يتعلّق بالحمائية، بعد أن أثار على مدى أشهر قلق شركائه الرئيسيين بسبب توجهاته الحمائية وتهديده بفرض رسوم جمركية على الصين وأوروبا في قطاعي السيارات والفولاذ. وأقرّت المجموعة للمرة الأولى بحق الدول التي تدفع ضريبة الإغراق في اللجوء إلى أدوات مشروعة للدفاع عن نفسها في مجال التجارة. ولم تكن الولايات المتحدة الوحيدة التي أشادت بهذا التطور، إذ إنّ الرئيس الفرنسي يخوض معركة من أجل أوروبا تحمي ضمن النطاق الأوروبي، لاسيّما على الصعيد التجاري حيال الصين. وبشأن المناخ، أعطت مجموعة العشرين الولايات المتحدة الضوء الأخضر لانتهاج سياسة مختلفة، وفي الوقت نفسه شدّدت على أنّ كل الدول الأخرى تعتبر «ألّا عودة» عن هذا الاتفاق الدولي، في موقف يعد بمثابة عزل لواشنطن. وأورد البيان أنّ المجموعة ستساعد دولاً أخرى في العالم في الوصول إلى الطاقات الاحفورية واستخدامها، ما يتنافى وسعي الأمم المتحدة إلى اقتصاد أقل استهلاكاً للكربون، رغم أنّ المجموعة حرصت على التوضيح أنّ هذه الطاقات الاحفورية ستستخدم في شكل «أكثر نظافة». وحاولت الولايات المتحدة التقرب من دول شرق أوروبا الساعية إلى التعويل في شكل أقل على روسيا على صعيد الطاقة، بهدف بيعها الغاز الصخري الأميركي، فيما أثار هذا الموضوع جدلاً حاداً لأنّ دولاً عدة تخشى «انتقال العدوى» وفق ما قال دبلوماسي، إلّا أنّ ذلك كان الثمن الواجب دفعه للحفاظ على العلاقة مع الولايات المتحدة ضمن المجموعة. بدوره، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تسوية هي «الأمثل» حول المناخ، فيما أكّد نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون أنّه لم يفقد الأمل بعد بإقناع دونالد ترامب بتغيير موقفه حيال اتفاق باريس. ودعا ماكرون إلى قمة حول المناخ في ديسمبر المقبل في فرنسا. تعهّد أميركي في الأثناء، تعهد ترامب خلال القمة بتقديم مساعدات مالية كبيرة في مكافحة أزمة المجاعة الطاحنة في أفريقيا، معلناً اعتزامه منح 639 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمات أخرى. وجاء في بيان للبرنامج التابع للأمم المتحدة أنه سيحصل وحده من هذه الأموال على 331 مليون دولار، ووصف البيان هذه المساعدات بأنها «منحة منقذة للحياة». وحضّ ترامب على هامش القمة نظيره الصيني شي جينبنغ على التحرك لتسوية الأزمة مع كوريا الشمالية، مضيفاً: «قد يستغرق هذا الأمر وقتاً أطول مما أتمنى، قد يستغرق هذا الأمر وقتاً أطول مما تتمنون، لكننا سنصل إلى حل في شكل أو في آخر في نهاية المطاف». نفي تدخّل وخلال القمّة، شدّد الرئيس الروسي فلادميير بوتين على أنّ بلاده لم تتدخل على الإطلاق في الانتخابات الأميركية، مشيراً إلى أنّه أسس لعلاقة عمل مع ترامب ويظن أن هناك أسساً تدفع للاعتقاد بأن من الممكن تحقيق تعاون جزئي على الأقل مع واشنطن. وأعلن بوتين الترحيب بتعيين واشنطن مبعوثاً جديداً لمحاولة حل الأزمة الأوكرانية. استضافة سعودية في الأثناء، وفيما شدّدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال القمة، على أنّه لا تزال ثمة «خلافات عميقة» بينها والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لاسيّما على صعيد احترام دولة القانون، دافعت عن قرار بلادها عقد قمة مجموعة العشرين في هامبورج، واصفة القرار بـ «المناسب». ووعدت ميركل بتعويض ضحايا أحداث الشغب التي وقعت على هامش القمة. وأعلنت ميركل عن استضافة السعودية لاجتماعات قمة العشرين 2020. ووصف مراقبون اختيار المملكة بـ «التصويت القوي» من الدول الكبرى في العالم على الثقة في السعودية ومكانتها المتميزة بين مجموعة أكبر 20 اقتصاداً في العالم. وهنأ معالي د. أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية،السعودية باستضافة القمة مضيفاً في تغريدة عبر تويتر: «موقع يتعزّز لعمودنا وسندنا، نجاح السعودية إنجاز نفخر به ومدعاة تفاؤل للخليج العربي». 213 أفادت بيانات الشرطة الألمانية بأن عدد أفرادها الذين أصيبوا في أحداث الشغب التي وقعت على هامش قمة العشرين منذ أول من أمس بلغ 213 شرطياً حتى بعد ظهر أمس. ووقعت بعض الإصابات من خلال الرشق بالمقاليع، كما أن العديد من أفراد الشرطة أصيبوا جراء الرشق بالحجارة، وفق ما أفاد الناطق باسم الشرطة، موضحاً أنّ شرطياً سقط جراء رشق بالحجارة.

مشاركة :