(في الخدمات الصحية بين الرجل والمرأة التي نادت بها المادة الثانية عشرة لا غبار عليها، غير أن توفير موانع الحمل للأنثى عموماً دون تحديد لارتباط ذلك بعلاقة شرعية (الزواج) أمر يقر الفاحشة ويشيعها ولا يرضاه الإسلام). ورد هذا النص في قراءة متأنية وناقدة لاتفاقية سيداو من قبل أحد مناوئيها. يتحدث فيه كاتبه عن المادة الثانية عشرة المتعلقة بالعناية الصحية بالمرأة. من يقرأ هذا النص سيتفق مع الكاتب أن الحث على توفير موانع الحمل دون تقييده بالزواج الشرعي سيكون إقرارا صريحا بالفاحشة لا يقره الإسلام. اسمحوا لي أن أنقل لكم المادة الثانية عشرة كاملة بنصها كما نشرت بالعربية في الموقع الرسمي ونقارن بين ما قاله كاتب هذا النص، وبين ما جاء في النص الرسمي. يقول النص تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في ميدان الرعاية الصحية من أجل أن تضمن لها، على أساس تساوي الرجل والمرأة، الحصول على خدمات الرعاية الصحية بما في ذلك الخدمات المتعلقة بتخطيط الأسرة بالرغم من أحكام الفقرة 1 من هذه المادة تكفل الدول الأطراف للمرأة الخدمات المناسبة فيما يتعلق بالحمل والولادة وفترة ما بعد الولادة وتوفر لها الخدمات المجانية عند الاقتضاء، وكذلك التغذية الكافية أثناء الحمل والرضاعة. سوف أسأل من لديه أدنى درجة من الضمير هل ورد في هذا النص ما يشير إلى حبوب منع الحمل أو ما يلمح إليها أو أي علاقة بين هذا النص وبين كلمة الفاحشة. بهذه الطريقة تطرح هذه الاتفاقية بين العامة. في كل مقال ينتقد هذه الاتفاقية لا يورد صاحبه البند الذي يناقشه بصورته الأصلية ولكنه يكتب بطريقة مكيفة توحي بأنها ضد الدين وضد الأخلاق مع حشو المقال بكلمات قبيحة (فاحشة، تفسخ.. الخ). لكي نعرف التدليس والتزييف سأورد كل البنود التي تشير من بعيد أو قريب إلى المسألة الصحية شرط أن تضع ضميرك حكما بينك وبين النص. في المادة 11 تقول الفقرة (ه) الحق في الوقاية الصحية وسلامة ظروف العمل بما في ذلك حماية وظيفة الإنجاب. في الجزء الثاني من المادة 11 نقرأ توخيا لمنع التمييز ضد المرأة بسبب الزواج أو الأمومة ولضمان حقها الفعلي في العمل تتخذ التدابير المناسبة: (أ) لحظر الفصل من الخدمة بسبب الحمل او إجازة الامومة والتمييز في الفصل من العمل على أساس الحالة الزوجية مع فرض جزاءات على المخالفين.(ب) لإدخال نظام إجازة الأمومة المدفوعة الأجر أو مع التمتع بمزايا اجتماعية مماثلة دون أن تفقد المرأة الوظيفة التي تشغلها أو أقدميتها أو العلاوات الاجتماعية. (د) لتوفير حماية خاصة للمرأة أثناء فترة الحمل في الأعمال التي يثبت أنها مؤذية لها. هذا ما جاء في سيداو في كل ما يتعلق بموضوع الصحة. واسأل نفسك أين حبوب الحمل وأين الفاحشة.. لا استطيع أن اسرد كل ما جاء في الاتفاقية لتفنيد الأكاذيب التي يلفقها المناوئون لكن هذا قد يكفي كمؤشر على النوايا السيئة. تستطيع أي امرأة الآن أن تضع في قوقل كلمة (سيداو) وسيظهر لها الرابط التالي اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة www.un.org/womenwatch/daw/cedaw/.../0360793A.p تنزل الاتفاقية بنصها العربي وتقرأها بنفسها شريطة أن تتحرر ولو واحدا في المئة من قيود هؤلاء النفسية عليها. ستعرف بإذن الله أن اتفاقية سيداو عون لها في حياتها ومستقبلها ومستقبل أطفالها وعائلتها ومستقبل السلام والمحبة للبشر أجمعين.
مشاركة :