متى تنتهي الحياة الزوجية ويصبح الانفصال هو الحل

  • 7/9/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

متى تنتهي الحياة الزوجية ويصبح الانفصال هو الحلشهدت معدلات الطلاق في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا لافتا في نسبها، في ظل تباين الأسباب من حالة إلى حالة ومن مجتمع إلى آخر، لاتخاذ مثل هذا القرار المصيري، والتضحية بكيان أسري مقابل شعور كل طرف بارتياح للتخلص من شريكه، والأمر الأكثر دهشة هو التعجيل في إتمام الكثير من الزيجات مقابل ارتفاع حالات الانفصال والطلاق، فقد يجهل الطرفان أو أحدهما قبل الزواج أن ما يقدمان عليه هو حياة مشتركة مما يجعلهما بعد الزواج غير راضيين تماما عن حياتهما سويا، ويندفعان خلف مشاعر الرفض التي تستحوذ عليهما مع مرور الوقت وتتطور إلى استحالة العشرة والحياة المشتركة، فلا يستطيعان إيجاد طريقة مناسبة للتواصل الجيد.العرب  [نُشر في 2017/07/09، العدد: 10686، ص(21)]ما بين الحب والكره خيط رفيع من التفاهم القاهرة – رغم أن قرار الانفصال صعب إلا أن الزوجين -في الكثير من الأحيان- لا يمهلان نفسيهما فرصة للتراجع عنه، حتى وإن كانت هناك بارقة أمل، لذلك لا بد من التمييز بين الأشخاص الذين يستحيل الاستمرار معهم والأشخاص الذين يمكن تغييرهم وتعديل طبيعة الحياة الزوجية معهم، حتى وإن بُني الزواج على جهل الطرفين بحجة مسؤوليته. تقول أمينة كاظم أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس إن هناك خلطا بين الشركاء الذين يمكن الاستمرار معهم وغيرهم ممّن يستحيل البقاء بجوارهم وتكوين أسر مستقرة معهم، لذلك ترتفع معدلات الطلاق، ورغم أنه من أكثر القرارات صعوبة، إلا أن الكثير من الأزواج والزوجات يتخذونه بشكل سريع. وشددت كاظم على ضرورة التفرقة بين الحالات التي يمكن التحمل فيها قليلا للحفاظ على كيان الأسرة خاصة في ظل وجود أبناء، والحالات التي يستحيل استمرارها وتستحق اتخاذ قرار الانفصال. وأوضحت أن هذه الحالات لها مؤشرات يتأكد الطرفان من خلالها بأن قرار الانفصال قد حان وقته، أبرزها أن يكون أحد الطرفين قد تجاوز الخطوط الحمراء، وفي هذه الحالة ينبغي على الطرفين أن يتخذا قرار الانفصال للحفاظ على ما تبقى بينهما، خاصة وأن الجرح لم يتمكن أيّ من الطرفين معالجته، ولن يستطيع أحدهما أيضا أن يسدّ الفجوة التي فرّقت بينهما. وأضافت أمينة أن الخداع أو الخيانة أيضا من العلامات التي تقول بأن قرار الطلاق حان وقته، فإذا حدث، على الطرفين أن يدركا استحالة استمرار العلاقة بينهما على هذا الشكل، حيث يكتنف الشريك التشكيك في الذكريات والمشاعر السابقة وهو ما يدفعه إلى اتخاذ قرار الانفصال، ويعدّ في هذه الحالة حقا أصيلا له، ولكن ذلك يخلّف تأثيرات نفسية سلبية نظرا لقسوة ما تعرّض له مع الشريك، خاصة إذا كان هذا الشخص لا يميل كثيرا لفكرة الخضوع إلى العلاج النفسي ومن ثم فإن فرص تعديل سلوكياته تبدو ضعيفة. كما أن الكره المطلق للشريك من العلامات التي تقود لاتخاذ قرار الانفصال ويكون هذا عندما لا يستطيع الشخص إخفاء مشاعره السلبية نحو الشريك وإن كان أمام الأبناء أو الأهل، فكل ما يفكّر به عند رؤيته هو إثارة غضبه، في تلك الحالة يصعب الاستمرار في العلاقة لكونها فقدت الاحترام والود، ومن الصعب الرجوع إلى سابق العهد، خاصة وأن ذلك مؤشر على عجزهما في حل المشاكل السلوكية بينهما. من جانبه، يقول جون عادل، استشاري العلاقات الزوجية “من الجيد أن يلجأ الشريكان إلى الاستشارات الزوجية لكونها تؤثّر إيجابا على طبيعة العلاقة بينهما، ولكن إذا ما فعلا هذا ولم تتغير حياتهما للأفضل عليهما اتخاذ قرار الانفصال على الفور فهي من العلامات الدالة على كون العلاقة انتهت بالفعل، واستمرارها سيزيد الأمر سوءا بينهما، خاصة إذا كان الأمر قد طرح في السابق من جانب أحد الطرفين، فلن يستطيع الطرف الآخر الحفاظ على حياة زوجية قائمة بمفرده”.العلاقة الزوجية التي يعود تأثير الخلافات فيها على صحة الشريك بالسلب ينبغي التخلص منها. وعلى الزوجين أن يدركا أن العلاقة بينهما لا بد أن تدفعهما إلى الأمام في كل شيء، وسوء حالة أحدهما الصحية دليل على أن وقت الانفصال قد حان ومن بين السلوكيات التي تقود أيضا إلى انفصال الزوجين، وكثيرا ما يتبعها الرجال، أن تصبح حالته المادية من الأسرار التي لا يحق للزوجة السؤال عنها، مما يدفع الزوجة إلى التفكير في الانفصال عن زوجها لأن السبب الوحيد الذي يدفعه للتصرف بهذا الشكل هو أن يكون مرتبطا بأخرى ويخشى من كشف الأمر. وعن أخطر العلامات التي تقود لحتمية اتخاذ قرار الانفصال يقول جون عادل “عندما تصبح فكرة تكوين أسرة من الأمور المستبعدة لدى أحد الزوجين، خاصة إذا كانا يخططان له من قبل، هذا يعني أن هناك تطورات سلبية في العلاقة بينهما دفعت أحد الطرفين إلى التفكير في الطلاق، ومن ثم إغلاق كل الطرق المؤدية إلى الاستمرار مع الشريك”، كما أشار إلى أن العلاقة الزوجية التي يعود تأثير الخلافات فيها على صحة الشريك بالسلب ينبغي التخلص منها. وعلى الزوجين أن يدركا أن العلاقة بينهما لا بد أن تدفعهما إلى الأمام في كل شيء، وسوء حالة أحدهما الصحية دليل على أن وقت الانفصال قد حان، خاصة إذا كان الطرف الآخر لا يعبأ بذلك. وعن الخطوات التي تساعد الشريكين في الحفاظ على زواج ناجح يدوم طويلا يشير الحسين محمد عبدالمنعم أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة إلى أهمية الحديث عن احتياجات كل شريك، حيث ينبغي على الزوجين أن يتحدثا عن احتياجات كل طرف من الآخر لأن جهل الزوجين باحتياجاتهما قد يكون سببا قويا في حدوث خلافات بينهما وبالتالي تظل الحياة بينهما في تهديد مستمر. وتقول لنا محيي، استشارية العلاقات الزوجية “على الرغم من تعدد الأسباب التي تدفع الشريكين أحيانا إلى الانفصال عن بعضهما واقتناعهما بأن استمرارهما سويا من المستحيلات، إلا أن المشاعر السلبية تظل تلاحقهما إلى مدى بعيد، حيث تسيطر عليهما مشاعر الوحدة وعدم الرغبة في فعل أيّ شيء، كما يشعران باليأس من الحياة وهو ما يجعلهما غير قادرين على تخطي هذه التجربة الفاشلة والخوض في أخرى”. وعن الخطوات التي تساعد في تخطي تجارب الزواج الفاشلة، تشير عزة حجازي أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس إلى أن قضاء وقت كاف مع العائلة من شأنه أن يحسّن من الحالة النفسية للرجل أو المرأة، حيث أن مشاركتهما في القيام ببعض الأعمال وتجاذب أطراف الحديث مع بعضهما يجبر العقل على نسيان ما مضى ويمنحه قدرة في السيطرة على الأفكار السلبية. كما يتيح ذلك فرص التواصل مع الأصدقاء مما يشعر الإنسان بالانتعاش والنشوة ويدفعه للنظر إلى المستقبل، ويفضّل أيضا الابتعاد عن متابعة مواقع التواصل الاجتماعي لفترة من الزمن بعد وقوع الانفصال وعدم متابعة أخبار الطرف الآخر، لأن ذلك سيزيد من حدّة المشاعر والأفكار السلبية فلا داعي من رؤية صوره أو يومياته لأنها ستجعل من الصعب على الإنسان نسيان تجربة زواجه الفاشلة.

مشاركة :