مصادر لـ «البيان»: دول غربية ترصد التقارب بين أذرع الدوحة وطهران

  • 7/10/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

علمت «البيان» من مصادر دبلوماسية بالعاصمة التونسية، أن الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة ترصد بدقة متناهية ردود الفعل حول الإجراءات المتخذة في ما يتعلق بمقاطعة النظام القطري من قبل الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب. وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية ترصد من خلال سفاراتها في عواصم المنطقة، وبشكل غير مسبوق، مواقف وتحركات قوى الإسلام السياسي، وخاصة المرتبطة بتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، والمعروفة بتحالفها مع النظام القطري، بعد عزل الدوحة خليجيا وعربيا، نتيجة دورها الإجرامي في دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتآمرها ضد دول مجلس التعاون للخليج العربي والدول العربية، وتهديدها للسلم والأمن العالميين. وأضافت أن هناك رغبة أميركية وغربية في مزيد فهم طبيعة التحالفات القائمة بين قوى الإسلام السياسي والجماعات المتشددة من جهة والنظام القطري الإرهابي من جهة ثانية، من خلال ردود فعل الحركات والأحزاب الإخوانية وأشباهها، وطبيعة دورها كأذرع سياسية واستخباراتية وميدانية لمشروع الدوحة في المنطقة العربية المبني على أساس التدخل المباشر في الدول والمجتمعات. لافتة إلى أبرز ما تم التوصل إليه أن إخوان تونس والجزائر والمغرب، أظهروا خلال الأيام الأولى للمقاطعة اندفاعاً في التعاطف مع النظام القطري، ثم سرعان ما تراجعوا واختاروا الصمت، تاركين المجال لكتائبهم الإلكترونية وقواعدهم الحزبية للتحرك بدلاً عن القيادات والزعامات المعروفة، والتي يبدو أنها أضحت تخشى التورط أكثر في إبداء التعاطف مع نظام مهدد بالسقوط في أية لحظة. وأشارت المصادر إلى أن الجهات الغربية لاحظت وجود تقارب في عدد من الدول العربية بين قوى الإسلام السياسي التابعة لقطر والشيعية التابعة لإيران، انسجاما مع طبيعة التحالف القائم حاليا بين تنظيم الحمدين في الدوحة ونظام الملالي في طهران. وأن هذا التقارب يطرح أكثر من سؤال حول مستقبل المنطقة في ظل ارتباط الطرفين بعقيدة العداء للأنظمة الوطنية وتبنيهما المشترك لما يسمى بمشروع «الصحوة الإسلامية» الهادف إلى بث الفوضى في المنطقة لتمكين الأحزاب والجماعات الإرهابية من الوصول إلى الحكم بغض النظر عن هويتها المذهبية. برود أميركي وبحسب المصادر، فقد لوحظ أن السفارات الأميركية في المنطقة بدأت تظهر برودة في علاقاتها مع الأحزاب الإسلامية عكس ما كانت عليه في ظل الإدارة السابقة، واستشهدت المصادر بالحالة التونسية، حيث ولأول مرة منذ سنوات، أدى وفد من الكونغرس الأميركي زيارة إلى البلاد دون أن يلتقي بقيادة حزب حركة النهضة الإخوانية. وقد اقتصر برنامج زيارة وفد الكونغرس على الاجتماع بالرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد. كما اقتصرت الدعوات لحضور احتفال السفارة الأميركية بالعيد الوطني لبلادها على دعوة رئيس الحركة واثنين من مستشاريه في إطار البروتوكول المعتاد، كون النهضة شريكة في الحكم، ولأول مرة لم يدع للحفل بقية قياديي الحركة ووزراؤها الحاليون والسابقون وكتلتها البرلمانية. إلى ذلك، لاحظ المراقبون أن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد دشن أمس زيارته إلى واشنطن بدعوة من الإدارة الأميركية دون أن يصطحب معه أي مسؤول حكومي ينتمي إلى حركة النهضة، وهي سابقة في الحياة السياسية التونسية منذ العام 2012. حيث كانت الحركة تدفع بمن يمثلها في الوفود الحكومية نظراً لموقعها في مؤسسات الحكم وخاصة البرلمان الذي تتصدر حالياً كتله النيابية في ظل انهيار حزب نداء تونس نتيجة صراعاته الداخلية التي يردها المراقبون إلى مخططات طالما وقفت حركة النهضة وراءها لإضعاف منافسها الأبرز في المشهد السياسي. ويتضمن برنامج زيارة الشاهد إلى واشنطن، والتي تكتسي طابعا سياسيا واقتصاديا وأمنيا، سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وكذلك مع ممثلين عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وأبرزهم المدير العام المساعد للصندوق دافيد ليبتون.

مشاركة :