وجدت الشرطة الأردنية صعوبة بالغة في اصطحاب المتهم بقتل طفل سوري يبلغ من العمر 7 سنوات بعد اغتصابه، الى موقع الجريمة لإعادة تمثيلها، بسبب الحشود الغاضبة من المواطنين التي تجمعت في سفح منطقة جبل النزهة شرق العاصمة عمان حيث وقعت الجريمة الجمعة. وأدى تجمع حوالى ألفي شخص في موقع الجريمة الى تأجيل إعادة تمثيلها أكثر من مرة، لكن في النهاية اصطحبت الشرطة المتهم، وهو أردني الجنسية في أواخر العشرينات، لتمثيل الجريمة، وسط إجراءات أمنية مشددة لم يسبق لها مثيل في مثل هذا النوع من الجرائم، فأعاد المجرم تمثيل جريمته وسط صيحات الاستهجان من المواطنين والدعوات الى إعدام القاتل. ووسط مظاهر حزن بالغ، شيعت أمس جنازة الطفل السوري في منطقة النزهة حيث تقيم عائلته التي قدمت الى الأردن قبل 4 سنوات. وقالت وسائل إعلام محلية إن والدة الطفل وقعت مغشياً عليها خلال الجنازة ونقلت الى المستشفى، فيما اجتاحت موجة استنكار واسعة مواقع التواصل الاجتماعية الأشهر (فايسبوك وتويتر)، منددة بالجريمة ومدى بشاعتها. وكانت الشرطة الأردنية أعلنت السبت أنها تمكنت، في زمن قياسي، من اعتقال قاتل طفل سوري وجدت جثته ملقاة في أحد المنازل المهجورة في منطقة سفح النزهة شرقي العاصمة عمان. وقالت الشرطة في بيان لها إن الجريمة وقعت في وقت متقدم من مساء الجمعة، اذ تم الاعتداء على الطفل جنسياً قبل قتله، مضيفة انه بعد جمع المعلومات، دارت الشبهات حول أحد الأشخاص، وهو من جيران الطفل، والذي اعترف باصطحابه الى ذلك المنزل المهجور حيث اعتدى عليه جنسياً قبل أن يقدم على ذبحه بقطعة زجاج لكي لا يفتضح أمره، وغادر المكان بعد ذلك. وأفادت مصادر قضائية بأن المدعي العام لمحكمة الجنايات الكبرى وجه الى القاتل تهمتَي القتل العمد مع سبق الإصرار، وهتك العرض، وهو موقوف حالياً على ذمة التحقيق في سجن الجويدة شرق عمان. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر مقربة من التحقيق ان القاتل البالغ من العمر 27 سنة، ويعمل في أعمال الدهان، هو جار لعائلة الطفل المغدور، واعتاد على مساعدة هذه العائلة التي تقيم أمام منزله منذ 4 سنوات في منطقة النزهة، بتوزيع المعونات لها ودهان منزلها. وأضافت انه حصل على ثقة الطفل كونه جاره، ووافق على ان يصحبه عندما طلب منه ذلك. وأكدت أن الطفل قاوم القاتل قبل أن يضرب رأسه بالحائط فيقع مغشياً عليه، ويغتصبه. كما نقلت وسائل إعلام عن المصادر أن الكلاب البوليسية هي أول من استدل على شخصية المتهم بعد أن تتبعت أثر الضحية من مسرح الجريمة في منزل مهجور وحتى شارع رئيس في مخيم الحسين، وبعد التقاط العينات والبصمات من مسرح الجريمة، تبين أن إحدى البصمات تعود الى المتهم استناداً الى قاعدة البيانات في إدارة المختبرات والأدلة الجرمية، خصوصاً أن المتهم من ذوي الأسبقيات، ولديه بصمات محفوظة في المختبرات الجنائية. وأكدت المصادر أن القاتل اعترف في التحقيقات الأولية بأنه كان تحت تأثير المشروبات الكحولية، ولم يكن متعاطياً لأي نوع من أنواع المخدرات. وتابعت أن القاتل خلال اقتياده أبلغ الشرطة أنه يعرف أن جريمته عقوبتها الإعدام. وفي بلد يقيم على أراضيه حوالى 1.300 مليون لاجئ ومقيم سوري، لم تسجل جرائم عنيفة ضد اللاجئين السوريين في المملكة على عكس ما جرى في لبنان وتركيا أخيراً حيث سجلت جرائم ضد اللاجئين السوريين كان آخرها قتل سورية حامل وطفلها على يد شابين تركيين. وعلى رغم ضيق بعض المجتمعات في بعض المناطق الأردنية من وجود لاجئين سوريين بسبب استحواذهم على معظم الوظائف لقدرتهم التنافسية على القبول برواتب شهرية أقل من الحد الأدنى للأجور في المملكة البالغ 190 ديناراً أردنياً (267 دولاراً)، الا أن الصورة الغالبة في البلاد أن السوريين يحظون بقبول عام من المواطنين الأردنيين الذي ساعدوا أعداداً منهم على الانخراط في الحياة العامة في المملكة.
مشاركة :