"هذا المساء"، ذاك المسلسل الذي جعلنا نشعر بأننا مراقَبون عن طريق موبايلاتنا من شخص لا نعرف هويته، حيث جعلنا نسترجع ذاكرتنا إذا كنا قمنا بالدخول على لينك تم إرساله من صديق أو قريب وربما منذ ذلك الحين .أصبحنا مراقَبين. في زمن انعدمت فيه الخصوصية حتى في المكان الذي تهرب منه من الناس لتنعم بالعزلة والخصوصية؛ ألا وهو منزلك! كما أن المسلسل تناول الحياة التي نعيشها من صداقة غير مفهومة بين سوني (محمد فراج) وسمير (أحمد داود)، حيث تتخلل صداقتهما بعض المواقف الغريبة، البعيدة تماماً عن الصداقة، ومع ذلك فإن صداقتهما مستمرة حتى النهاية. شخصية أكرم (إياد نصار)، هي الشخصية التي تقابلها في أي مكان وتنخدع بها من أول وهلة، حيث تعتقد أنها شخصية مثالية من حيث الشكل، المنصب، الأخلاق، وتتخيل أنك وجدت الشخصية المرادة، ولكن بالتعامل معها لا تجد فيها إلا الصفات التي تبغضها. فأكرم، رجل مثالي من الظاهر حيث الوسامة والوظيفة المرموقة والأخلاق الطيبة، في حين أنه يتصف بالأنانية عندما بحث عن سعادته حينما تزوج عبلة (حنان مطاوع) سراً؛ ليجرب الحياة الشعبية الغريبة بالنسبة له.. وعدم الشهامة حينما رآهما صديقه معاً واعتقد أنها عشيقته وليست زوجته ولم يعترض أكرم على ذلك، في حين أنه رأى زوجته نايلا (أروى جودة) تتعرض للتحرش في الشارع واتخذ موقف المتفرج؛ حتى لا تعرف أنه تزوج عليها. عكس شخصية سمير الذي على الرغم من أنه هو المحور الأساسي لهذه المشكلات، فهو من علَّم أخاه وصديقه التجسس على الموبايلات وكيفية اختراقها. كما أنه يحمل على عاتقه ذنب قتْل صديقه حامد (أشرف مهدي) زوجته الخائنة ودخوله السجن، إلا أنك تراه بطلاً عندما يكفِّر عن ذنبه حينما يتكفل بتربية ابنة صديقه حامد وينقذ تُقى (أسماء أبو اليزيد) من (ضاحي)، محمد جمعة. "هذا المساء" مليء بالشخصيات الواقعية، غير المثالية، غير المبالَغ فيها، سواء بالبطولة أو الشر. والسؤال الذي يبقى في أذهاننا: هل نريد أن تصبح حياتنا مثل "هذا المساء"؟ أم نتطلع إلى مساءٍ آخر؟ ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :