قائد في قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن سامي العارضي الاثنين إن هناك "اشتباكات قوية هم لا يقبلون أن يسلموا". وأضاف "هو يخاطبنا (مقاتل التنظيم) بصوت عال ما نسلم، إحنا نريد نموت". لكن العارضي أشار إلى أن "العمليات في مراحلها الأخيرة، أو تقريبا على وشك أن تنتهي". ولفت إلى أن مقاتلي التنظيم محاصرون في مساحة "تقريبا 200 متر في 100 متر" داخل المدينة القديمة على حافة نهر دجلة. مدنيون عالقون أشار العارضي إلى أن قواته تمتلك معلومات تفيد بأن "ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف مدني" متواجدون في المنطقة، ولكن لا يمكن التأكد من تلك المعلومات من مصدر مستقل. وبدأت القوات العراقية هجومها لاستعادة ثاني أكبر مدن العراق في 17 تشرين الأول/أكتوبر. واستعادت في كانون الثاني/يناير شرق المدينة، لتبدأ بعد شهر هجومها على الجانب الغربي. واشتدت المعارك عندما اقتحمت القوات العراقية في 18 حزيران/يونيو المدينة القديمة في الموصل، ذات الكثافة السكانية العالية والأزقة الضيقة والمباني المتلاصقة. وبذلك، انتقل التنظيم المتشدد من السيطرة الكاملة على الموصل وأصبح محاصرا من القوات الأمنية ونهر دجلة داخل مساحة صغيرة في غرب المدينة. لكن تكلفة "النصر" كانت ضخمة، إذ أن معظم المدينة أصبحت في حالة خراب، إضافة إلى آلاف القتلى والجرحى، واضطرار نحو نصف السكان للنزوح بفعل المعارك. وقالت الأمم المتحدة الأحد إنّ معركة الموصل أسفرت عن نزوح 920 ألف شخص منذ تشرين الأول/أكتوبر. وأوضحت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي في بيان إنه "لمن دواعي ارتياحنا معرفة أن الحملة العسكرية في الموصل تنتهي. ربما تنتهي المعارك، ولكن ليس الأزمة الإنسانية". من جهتها، لفتت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة الاثنين في بيان إلى أنه "من المحتمل أن يضطر مئات الآلاف من الناس للبقاء نازحين لفترة قد تستمر لأشهر". "لا شيء ليعودوا إليه" وأضافت "لا يمتلك العديد منهم شيئا ليعودوا إليه بسبب الدمار الهائل الذي سببه الصراع، بينما تحتاج الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والبنى التحتية الأخرى، كالمدارس والمستشفيات، لإعادة الإعمار أو للإصلاح". وأصدرت 28 منظمة إنسانية عاملة في العراق بيانا، طالبت فيه بدعم دولي لجهود إعادة البناء، وحضت السلطات عدم الضغط على المدنيين للعودة. وذكر البيان، الذي وقعته منظمات عدة بينها المجلس النروجي للاجئين و"أوكسفام" و"سايف ذا تشيلدرن"، أن "استمرار انعدام الأمن ونقص الخدمات الأساسية والتلوث جراء المتفجرات، وأضرار المنازل والشركات والبنى التحتية العامة بما في ذلك المدارس والمستشفيات، كلها ما زالت تشكل عائقا أمام العودة". وأثار البيان مخاوف حيال العراقيين الذين ما زالوا في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، بما في ذلك بلدتي تلعفر والحويجة في الشمال، فضلا عن أراضي في غرب محافظة الأنبار. في إطار ردود الأفعال الدولية على إعلان رئيس الوزراء العراقي، هنأت كل من بريطانيا وفرنسا القوات العراقية الأحد، فيما رحب الاتحاد الأوروبي بـ"خطوة حاسمة في الحملة للقضاء على سيطرة الإرهاب في أجزاء من العراق". أما إيران، الحليفة الرئيسية لحكومة العبادي، فهنأت العراق وعرضت مساعدتها في إعادة البناء. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قوله في رسالتين إلى العبادي والمرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني إن "الحكومة والقوات المسلحة وأمة إيران الإسلامية الشجاعة على استعداد لتقديم المساعدة للنازحين والجرحى في الحرب، والمساعدة في إعادة بناء المدن والبنية التحتية الحيوية في البلاد". ومع أنّ خسارة الموصل ستشكل ضربة كبيرة لتنظيم الدولة الإسلامية، فإنها لن تمثل نهاية التهديد الذي يشكله، إذ يرجح أن يعاود المتطرفون وبشكل متزايد تنفيذ تفجيرات وهجمات مفاجئة تنفيذا لإستراتيجيتهم التي اتبعوها في السنوات الماضية.
مشاركة :