أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن تسجيل جدة التأريخية في قائمة التراث العالمي لم يأتِ من فراغ بل كان ثمرة جهود كبيرة قادتها ودعمتها الدولة حتى تم تحقيق الهدف المنشود. وقال سموه «إن دعم خادم الحرمين الشريفين ورعايته للتراث الحضاري وإطلاق مشروع وطني كبير يحمل اسمه رعاه الله ودعمه بمبلغ ٥ مليارات ريال أسهم في العناية بهذا التراث الوطني الكبير وإيصاله الى مكانته الطبيعية في قلوب المواطنين وعلى مستوى العالم. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في حفل محافظة جدة بمنطقتها التاريخية مساء أمس بمناسبة انضمام المنطقة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو وذلك ما أثمرت عنه الجهود المبذولة والمستمرة التي تقدمها الحكومة ممثلة في جهات عدة. وقد شارك في الاحتفالية التي أقيمت أمام بيت نصيف، صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة مكة المكرمة. وأضاف «نشكر بعمق الرجال الكرام الذين بذلوا جهدا في العناية بجدة التاريخية ممن رحلوا من قادة المملكة وأمراء ومسئولي منطقة مكة المكرمة، وممن هم اليوم معنا من الرجال الأوفياء المؤمنين بتاريخ وطنهم وعراقته وعمقه الحضاري. ونبه إلى أن مشرع جدة التاريخي ليس تنمويا او اقتصاديا فحسب بل هو تكوين ثقافي وهذه المدينة هي بوابة أطهر بقعة ومن الطبيعي أن تحظى بهذه الأهمية، ليس في ذهن العالم والمهتمين بالتراث فقط بل لدى جميع المسلمين كونها بوابة الحرمين الشريفين. وأشار إلى أن ملف جدة التاريخية قدم الى مجلس الوزراء ضمن ٢١ موقعا وتراثا وطنيا رائدا، وقد أخذ هذا المسار نحو ٥ سنوات من الدراسة لدى الجهات ذات العلاقة، حيث رأينا في هيئة السياحة تقديم ثلاثة مواقع هي مدائن صالح والدرعية عاصمة الدولة السعودية الاولى وجدة التاريخية لتسجيلها في قائمة التراث العالمي، وفي عام ٢٠١٢ قررنا سحب مشروع جدة التاريخية ولم يرفض كما يعتقد البعض، وقرار سحبه كان من قبلي شخصيا لأنه لو رفض فلن يتم تسجيله مستقبلا، وقد تم بحمد الله العمل على هذا الملف بشكل مهني ومنهجي وعلمي ليتم تقديمه وتأتي الموافقة عليه في الدورة المنعقدة في الدوحة. وأوضح رئيس هيئة السياحة أن جدة ينتظرها الكثير من العمل من قبل ملاك المباني التاريخية ومؤسسات الدولة والجهات ذات العلاقة، ونحن في هيئة السياحة أنجزنا كل الدراسات والخطط والبرامج ونملك رؤية دقيقة لما يجب ان يكون عليه المشروع في قادم الأيام، وهناك مشاريع يجري تنفيذها ومشاريع ستنفذ مستقبلا لكنها مجدولة وتسير بخط متوازٍ. وشكر سمو الأمير سلطان جميع من عملوا معه في المشروع ووجه لهم شكره الخاص وتقديره العميق على جهدهم وكفاءتهم وطريقة عملهم الاحترافية الرائدة، كما قدم شكره للأمير خالد الفيصل امير منطقة مكة المكرمة السابق الذي بذل جهدا كبيرا في العناية بهذا الإرث الحضاري وحمايته. كما وجه تقديره لأمير منطقة مكة المكرمة، على اهتمامه ومتابعته الدائمة لمراحل اعداد ملف جدة التاريخية والدفع به الى اليونسكو، كما شكر ايضا محافظ محافظة جدة على جهده ومتابعته والتي أثمرت عن تعاون تعاضد جميع الجهات المعنية بملف جدة التاريخية، كما شكر الملاك على إيمانهم العميق بالمشروع حاضرا ومستقبلا، وازجى شكره ايضا للجهات الأمنية وفي مقدمتها الدفاع المدني الذي عمل على حماية جدة التاريخية من الحرائق المُصطنعة. المزيد من الصور :