الانتصار في الموصل نجاح لخطة «البنتاغون» أيضاً - خارجيات

  • 7/11/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - ا ف ب - يمثل الانتصار الذي تحقق على تنظيم «داعش» في الموصل لحظة حاسمة ليس للجيش العراقي وحده بل أيضاً للخطة الأميركية التي تقف وراء ذلك الانتصار.فعوضاً عن نشر أعداد كبيرة من الجنود الأميركيين على الأرض، تقضي الإستراتيجية الأميركية في العراق وسورية بشن ضربات جوية من دون توقف، ترافقها تدريبات متواصلة وتقديم المشورة للقوات المحلية التي تقاتل بالوكالة.ويقول مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان النتيجة واضحة: فبعد ثلاث سنوات على الانهيار أمام اجتياح المتطرفين مساحات واسعة من العراق، أصبحت القوات الأمنية العراقية جيشاً يتمتع بقدرة قتالية عالية ظهرت في حرب مدن شرسة.وقال ضابط اميركي كبير خدم في العراق في العامين 2015-2016 إن «التدريب يؤتي ثماره»، و«مكّن العراقيين من استعادة بلادهم».وهذه تصريحات بعيدة كل البعد عما كان وزير الدفاع الاميركي آنذاك آشتون كارتر قد أعلنه في مايو 2015 عن أن القوات العراقية «لا تبدي أي رغبة في القتال».عندما شن تنظيم «داعش» هجومه في 2014، كانت القوات العراقية قد أصبحت ضعيفة في ظل حكومة رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي. وكان الجنود يعودون أدراجهم، أحياناً من دون القتال، تاركين وراءهم آليات ومعدات عسكرية مهمة زودتهم بها الولايات المتحدة.وقال المسؤول العسكري نفسه «كان الأمر مدهشاً»، مضيفاً «حتى (تنظيم) الدولة الاسلامية فوجئ على الارجح بالسرعة التي انهار فيها الجيش العراقي».وتركزت المهارات التي تعلمها الجنود العراقيون في الفترة بين 2008 و2011 على محاربة تمرد، وليس على وقف تقدم سريع لجيش متطرفين.وقال المسؤول «كنا نحتاج إلى جيش يمكنه خوض حرب تقليدية».ونجم قرار استخدام بضع مئات من الجنود الأميركيين وغيرهم من الخبراء العسكريين الغربيين لتدريب مقاتلين محليين، جزئياً عن حرب العراق التي قتل فيها أكثر من 4400 جندي أميركي.في صيف 2015، بدأ مستشارون من التحالف تقديم الارشادات للعراقيين بشأن الحرب التقليدية، مثل القتال في وحدات صغيرة وإقامة الدفاعات وكيفية خرق حقول الألغام وغير ذلك.وبنهاية ذلك العام، بدأ العراقيون تسديد الضربات لـ«داعش» واستعادوا السيطرة على الرمادي.وحتى بداية الشهر الجاري، كانت قوات التحالف قد دربت نحو 106 آلاف من القوات الأمنية العراقية، بينهم 40 ألف جندي عراقي و15 ألف شرطي وستة آلاف من حرس الحدود و21 ألفاً من البيشمركة الأكراد و14 ألفاً من قوة النخبة الخاصة بمكافحة الإرهاب إضافة إلى 9500 من «قوات الحشد العشائري» المؤلفة من مقاتلين من العشائر السنية.ورأى براين ماكيون، أحد كبار المسؤولين عن سياسة «البنتاغون» الرسمية في نهاية إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ان الإستراتيجية أثبتت نجاحاً، وإن ليس بالسرعة المأمولة.وأضاف ان «الأمر استغرق ربما أكثر مما تم تقديره في البدء، لكن هذا في الواقع ليس أمراً غير عادي. لا خطة تنجح من الخطوة الأولى ولا يمكن أن نعرف إلى أين سنتجه نظراً للعدد الكبير للمتغيرات في أي حرب».وستتزايد أهمية استراتيجية دعم القوات التي تقاتل بالوكالة فيما تبتعد الولايات المتحدة عن القيام بعمليات انتشار كاملة.ورأى جون سبنسر الباحث في معهد الحرب الحديثة في ويست بوينت أن معركة الموصل كانت «أكبر دراسة حديثة تنبئ بما ستكون عليه حرب (مدن) في المستقبل»، مضيفاً «إنها نتيجة نهائية لبناء جيش وقوة شرطة وقوة لمكافحة الإرهاب تكون قادرة على القتال ولا ترسل سوى بضعة مئات من الجنود والدعم الجوي للاسناد».

مشاركة :