العفو عند المقدرة

  • 7/11/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أشيد بالعهد الجديد فقد تولى سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في يناير 2015 وما صحبه من تحديث لأجهزة الدولة وإعادة هيكلتها بدءً من الديوان الملكي مرورًا بكل مفاصل الدولة وكان للشباب المؤهل نصيب وافر في التشكيلات الوزارية والمرافق والقطاعات المختلفة لتستمر عجلة التنمية في البلاد دون أن تشيخ بإذن الله، هذا التوجه لا يقلل حتمًا من الجهود الكبرى والإنجازات والمكتسبات العظيمة التي تحققت للعهود السابقة، ومراحل التأسيس التي وضع بذورها الملك المؤسس عبدالعزيز وأبناؤه البررة ممن تقلدوا الحكم من بعده، ونظام الحكم الذي أعان على نقل السلطات بكل يسر، وبناء البنية التحتية لأركان الدولة والمرافق العامة، وتأهيل الكوادر الشابة من السابق هي التي مهدت الطريق للعهد الجديد الذي نعيشه الآن الذي يحمل في طياته رؤية البلاد لمستقبل واعد بإذن الله يتطلب قدرًا عظيمًا من الصبر والجلد وتحمل الصعاب وقبول التحديات والمراجعة مع النفس والتحلي بالعفو وإغلاق كل الملفات التي تقود إلى تعطيل خارطة الطريق. لعل أجمل هدية تقدم للوطن في كل عام هو العفو عن سجناء الحق العام ويحدونا الأمل أن تتم توسيع دائرة العفو لتشمل السجناء الآخرين وكلنا ندرك أن من هؤلاء وهم قلة قليلة جدًّا ممن يمثلون خطرًا عظيمًا لو تم الإفراج عنهم، ما لم يتم استتوابهم، والحر إذا تاب لن يعود والشواهد عديدة، والعفو تركك إنسانًا استوجب عقوبة فعفوت عنه، وقد يكون قبل العقوبة أو بعدها، والآية الكريمة خير شاهد (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) وقوله سبحانه (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) وقوله جلَّ جلاله (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) وقد قيل في الأثر (ليس الحليم من ظُلِم فَحَلُم، حتى إذا قدر انتقم، ولكن الحليم من ظُلِم فَحَلُم، حتى إذا قدر عفا). وبعد.. فإن العفو مظهر من مظاهر حسن الخلق ودليل على سعة الصدر وحسن الظن وهو يجلب محبة الخالق ثم محبة الناس، والعفو عند المقدرة سمعة عظيمة للحكام، ويحدونا الأمل أن يستهل هذا العهد الجديد بعفو شامل. في الحديث: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عِزّا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.

مشاركة :