برلين - سمير عواد: أكد بيرول بازكان، الخبير السياسي والأستاذ المحاضر في جامعة «جورجتاون» في الدوحة، في مقابلة مع الإذاعة السويسرية، أن إسرائيل، المستفيد الأكبر من الانفتاح على بلدان الخليج العربية. وكان بازكان يعلق على سؤاله حول سبب عقد السعودية وإسرائيل مباحثات سرية في المرحلة التي تقود فيها السعودية حصاراً ضد دولة قطر، وقال: إن الاتصالات بين الطرفين تتم منذ فترة طويلة حول مجالات الاقتصاد والتعاون العسكري والتقنية الأمنية. - تتبع السعودية وإسرائيل منذ فترة طويلة أهدافاً إستراتيجية مماثلة. في الواقع أن خبر عقدهما مباحثات سريّة لم يفاجئني. فهما يتباحثان مع بعضهما منذ فترة طويلة في مجال الأمن، ولكن وراء أبواب موصدة. ولكن سوف أفاجأ إذا تم الإعلان عن ذلك. فالتقارب مع السعودية معقّد بالنسبة لها بسبب عدم حل النزاع الفلسطيني/الإسرائيلي حتى اليوم. ولذلك فإن الكشف عن وجود هذه العلاقة سوف يشجّع الإسلاميين المناهضين للسعودية على استهدافها. ولذلك تحرص السعودية على إبقاء الاتصالات سريّة. - تعتبر بعض دول الخليج أن قطر أصبحت مشكلة بالنسبة لها منذ عقد التسعينيات، وتأسيس قناة «الجزيرة» من ضمن عدد من الأسباب. واستطاعت قناة «الجزيرة» أن تصبح الصوت المناهض للأنظمة الاستبدادية في العالم العربي. في نفس الوقت، حصل تقارب بين قطر وإيران بسبب تقاسم البلدين مشروع حقل للغاز يعود بالنفع على كلا البلدين. ولذلك ليس في مصلحة قطر أن تسوء علاقاتها مع إيران، وهذا ما لم تفهمه السعودية التي تنتقد هذه العلاقة. كما لقطر علاقات مع كافة الأطراف في المنطقة بما فيهم الإخوان المسلمين وحركات عربية أخرى تواجه الاضطهاد في بلدانها. وباعتقادي إذا تمكن السعوديون من الضغط على قطر كي تتخلى عن دعم حماس وتقطع علاقاتها مع إيران، فإن إسرائيل هي التي ستستفيد من ذلك. وشعرت الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي بالغيظ من قطر في عام 2011 عندما نجح الإخوان المسلمين في الإطاحة بأنظمة بلدانهم في مصر وتونس وليبيا لأنها كانت الدولة العربية الوحيدة التي لها علاقات جيدة مع هذه الحركات، وقرعت الأنظمة الاستبدادية في الخليج جرس الإنذار، لأنها أصبحت تخشى أن يؤدي انتشار نفوذ الإخوان المسلمين إلى بلادهم ويتم الإطاحة بها ولذلك راحت الأنظمة الاستبدادية في الخليج تدعم المعارضة المسلحة في ليبيا لإفشال قيام حكومة إسلامية فيها. - لا شك أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، كانت وراء هذا التصعيد. ويبدو لي أن السعوديين والإماراتيين نجحوا في إقناع ترامب بوجهة نظرهم. فالرئيس الأمريكي الجديد ليس عنده خبرة في سياسات الشرق الأوسط وهو رجل أعمال فقط. وقد أعطاهم الضوء الأخضر لتصعيد النزاع مع قطر، رغم أن الخلاف مع قطر كان دائماً معرضاً للتصعيد. - لقد فقدت الكثير من أهميتها خلال الربيع العربي. ورغم أن القضية الفلسطينية عبارة عن مأساة إنسانية، فإن مآسي إنسانية أخرى أصبحت موجودة في العالم العربي، مثلا ضحايا الحرب في سوريا، واليمن والعراق أو الناس الذين يعانون بسبب تنظيم الدولة. لهذا السبب، لم تعد القضية الفلسطينية تحتل صدارة الأولويات عند البعض.
مشاركة :