أدنوك في تحول استراتيجي لتوسيع قاعدة استثمارات الطاقةخطت حكومة أبوظبي خطوة كبيرة نحو رسم ملامح تحول استثنائي في سياستها المالية بإعلان شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) عن حزمة مبادرات تطوير توفر فرصا استثمارية محليا وعالميا لرفع كفاءة اقتصاد الإمارة وزيادة قدرته التنافسية.العرب [نُشر في 2017/07/11، العدد: 10688، ص(11)]نظرة أشمل إلى المستقبل أبوظبي - دخلت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) مرحلة جديدة في أعمالها بعد أن كشفت عن برنامج مبادرات يهدف لتنفيذ استراتيجيتها لعام 2030، في تحول اعتبره محللون سيعزز من مكانتها كإحدى أكبر شركات الطاقة في العالم. وأكد ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن توجه الشركات الوطنية الإماراتية نحو تنويع خياراتها الاستراتيجية والاستثمارية يعزز تنافسيتها ويحقق لها المزيد من الريادة الإقليمية والعالمية. وقال في تغريدة على حسابه في تويتر إن “خطوة أدنوك تهدف إلى التوسع في النمو والتعدد في المكاسب والعوائد الاستثمارية بما يواكب الحاجة المتنامية لمتطلبات المستقبل”. وأضاف أن “مبادرات أدنوك تأتي في إطار مرحلة انتقالية لرفد أعمالها واستثماراتها بأفق ومسارات جديدة تحقق لها قفزات نوعية ومتميزة”. ووفق بيانات رسمية، تنتج شركة أدنوك نحو 3 ملايين من النفط برميل يوميا، وأكثر من 9.8 مليار متر مكعب من الغاز يوميا، ما يضعها ضمن قائمة أكبر منتجي الطاقة في العالم. وقال وزير الدولة الإماراتي والرئيس التنفيذي للشركة سلطان الجابر في مقابلة مع صحيفة “ذا ناشيونال” المحلية إن “الشركة بدأت بالفعل مباحثات بشأن شراكات جديدة من المتوقع أن يجري الإعلان عنها في وقت لاحق من العام”. وأوضح أن أدنوك تخطط لإدراج حصص قليلة في بعض أنشطة الخدمات من خلال عمليات طرح عام أولي في أسواق الأسهم المحلية، لكنه أشار إلى أنه لا توجد نوايا للقيام بطرح الآن. وقال الجابر معلقا على ذلك “لأكن واضحا جدا.. لن ننفذ طرحا عاما أوليا لأدنوك في أسواق المال وستستمر في دورها كمؤسسة وطنية تقود قطاع النفط والغاز والمشتقات والبتروكيماويات”، لكنه لم يذكر قيمة الطرح. وتشمل المبادرات توسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية المرتكزة على الاستكشاف والتطوير والإنتاج لتغطي مختلف مراحل الأعمال بما فيها تطوير مشاريع الغاز والنقل والتوزيع والتكرير والبتروكيماويات وتعزيز المرونة والكفاءة والإدارة الاستباقية لمحفظة الأصول. ويهدف تحول الشركة، المملوكة لحكومة أبوظبي، المنسجم مع رؤيتها الاستراتيجية 2030 أيضا لتوفير فرص جديدة للاستثمارات المشتركة تشمل مجالات وجوانب ومراحل الأعمال كافة للاستفادة من فرص التكامل.الشيخ محمد بن زايد: مبادرات أدنوك تأتي ضمن مرحلة انتقالية لرفد أعمالها بمسارات جديدة وتعمل أدنوك حاليا بشكل وثيق مع شركائها في القطاع الخاص المحلي لدعم نموه ودعم النشاط الاقتصادي المحلي بشكل عام من خلال توفير فرص عمل جديدة مع ضمان التدريب والتطوير المهني. وتأتي خطة أدنوك لإدراج بعض أنشطة الخدمات، بعد أن كشفت بعض الدول الخليجية مثل السعودية وسلطنة عُمان عن خطط لإدراج أصول في قطاع الطاقة. وتخطط أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم لطرح عام أولي في العام المقبل بنحو 5 بالمئة من أصولها لجمع نحو تريليوني دولار، وسيكون أكبر طرح في البورصة. وتريد السعودية استثمار تلك الأموال في صناعات جديدة في الوقت الذي تسعى فيه لتنويع موارد اقتصادها، المعتمد على صادرات الخام، في حقبة النفط الرخيص. وقالت سلطنة عمان في وقت سابق من هذا العام إنها تخطط لطرح أسهم في شركات حكومية تعمل في أنشطة المصب. وقالت حليمة كروفت الرئيس العالمي لاستراتيجية السلع الأساسية في شركة آر.بي.سي كابيتال ماركتس “كنت أتساءل دوما ما إذا كنا سنرى تحركا أوسع من جانب شركات النفط الخليجية لتسييل أصولها للتكيف مع عالم أسعار النفط الخافتة”. وأوضحت أن جميع تلك الدول لها نسختها من رؤية 2030 التي تشمل مكونا كبيرا لتنويع الاقتصاد، مشيرة إلى أن “تسييل أصول شركات النفط الوطنية يتماشى أيضا مع ذلك”. وأكدت أن ذلك يثير أيضا السؤال بشأن ما إذا كانت مؤسسة البترول الكويتية قد تكون التالية في إدراج أصولها في قطاع الطاقة. ويقول محللون إن الاختلاف بين المستثمرين الذين تسعى إليهم أدنوك والشركاء القائمين هو أنهم قد يشملون أيضا شركات تجارة كبرى وصناديق استثمارية بدلا من الاقتصار على شركات النفط”. وبدأت شركة بترول أبوظبي بالفعل في البحث عن مستثمرين جدد لدعمها في طرح منتجاتها بالأسواق وبخاصة في آسيا. وقال الرئيس التنفيذي للشركة إن “نهج المشاركة في الاستثمارات الجديد سيقود إلى نموذج شراكة أكثر انفتاحا”. وستعقد أدنوك للمرة الأولى شراكات استراتيجية في جميع أنشطة التكرير والخدمات ومختارات من أصول البنية التحتية مثل خطوط أنابيب أدنوك ومنشآت التخزين التابعة لها. وتشير مصادر مطلعة إلى أن مجالات الشراكة المحتملة التي تدرسها أدنوك تشمل تطوير وتوسعة شركة رائدة في مجال الحفر بالمنطقة ومشروعا جديدا للبنية التحتية في قطاع الطاقة. وتجري الشركة أيضا دراسة مشروعات في قطاع أنشطة المصب على غرار شركة بروج والمشروع المشترك الحالي بين أدنوك وشركة بورياليس النمساوية.
مشاركة :