اتخذ عدد من كبار السن والعجزة، الذين تبدو عليهم ملامح الشقاء جسور وأرصفة مكة ملاذًا آمنًا في ظل عدم وجود مأوى مناسب، وأيضًا مصدر دخل لبعضهم، فيما تمرّ عليهم الأعياد والمناسبات دون أن يلتفت إليهم أحد يعايدهم أو يحاول مواساتهم. ويشير العم أبو حسن السم لـ»المدينة» إلى أنه يعيش تحت جسر الحجون وأن المحسنين وأهل الخير لا يتوقفون عن مساعدته وكبار السن والعجزة، تحت الجسور، ويقومون بتوزيع الطعام والشراب لهم. وحول أمنياته ذكر بأن رؤية أبنائه هي الأمنية الأولى والأخيرة له رغم عدم اهتمامهم لكنه وجد في ذلك المكان مأوى يضمه ويستره من حرّ الصيف وبرد الشتاء. وأشار أحد المسنين - رفض ذكر اسمه - إلى أن الأهل والأقارب تركوه يواجه الزمن وحده فقرر أن يكون نزيل الجسور حاله مثل بقية المفترشين، الذي فضّلوا برد الشتاء وحرّ الصيف على أن يكونوا عالة وغير مرغوب فيهم بين أحبائهم نظرًا لمرضهم وكبر سنّهم. وأشار إلى أن من أصعب اللحظات التي مرت عليه قدوم العيدين وشهر رمضان المبارك دون أن يجد من يهنئه بالشهر الفضيل أو يشعره بشيء من فرحة العيد. وفتحت حالات افتراش العجزة والمسنين لتلك الجسور والعديد من التساؤلات عن غياب دور وزارة الشؤون الاجتماعية والضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية في احتواء تلك الحالات وتوفير العيش الكريم لها والعمل رغم أن الدولة تنفق بسخاء من أجل رفاهية المواطن وضمان حياة كريمة. من جهته أوضح مصدر مسؤول في مكتب الضمان الاجتماعي بمكة بأن الإدارة تقوم بإرسال الباحثين الاجتماعيين لجميع المواقع من أجل رصد ومتابعة الحالات، التي ينطبق عليها شروط التسجيل في الضمان. وأشار إلى أن معظم أولئك هم في الأساس مسجلون لدى الضمان لكن المشكلة تكمن العديد من أولئك المفترشين أسفل الجسور يعانون من اضطرابات نفسية ويصعب السيطرة عليهم ودخلوا للمستشفى النفسي وخرجوا منها في أكثر من مرة، مما يوحي بأن وضعهم مهمل داعيًا ذويهم بضرورة الاهتمام بهم. وذكر أنه تم تسجيل الكثير من الحالات، وتبين أن الكثير منهم من مستفيدي الضمان، مؤكدا أن الوزارة لا تتوانى في رعاية المستحقين للضمان، وأن أي شخص تنطبق عليه شروط الحصول على الضمان أو المساعدات المقطوعة يستطيع التقدم إلى المكتب والتسجيل.
مشاركة :