تأهل الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف ثانياً إلى الدور ربع النهائي لبطولة ويمبلدون الإنجليزية للتنس، ثالث البطولات الأربع الكبرى، للمرة التاسعة في مسيرته الاحترافية بفوزه على الفرنسي أدريان مانارينو 6 - 2 و7 - 6 و6 - 4 أمس.وكان من المفترض إقامة المباراة أول من أمس، لكنها تأجلت إلى أمس، بسبب تأخر انتهاء مباراة الإسباني رفائيل نادال مع اللوكسمبورغي جيل مولر التي استمرت أربع ساعات و48 دقيقة.وتسببت أمطار خفيفة في غلق السقف المتحرك للملعب الرئيسي أمس.وسيطر ديوكوفيتش تماما على المباراة أمام مانارينو، ولم يتأثر بالإصابة التي عانى بها في كتفه، واضطر إلى استدعاء الطبيب بعد 3 أشواط فقط من بداية المباراة، ومجدداً في المجموعة الثالثة عندما كان متقدماً 4 - 3، بسبب آلام في كتفه الأيمن، ليعبر الدور الرابع بسهولة ليواجه التشيكي توماس برديتش المصنف الحادي عشر.ويتفوق ديوكوفيتش بوضوح على برديتش وصيف بطل 2010 في المواجهات المباشرة، إذ فاز 25 مرة بينها 12 متتالية، مقابل خسارتين، إحداهما في دور نصف نهائي البطولة الإنجليزية عام 2010.على جانب آخر، واجه نادال صعوبات في إخفاء خيبة أمله بعد انهيار محاولته لانتزاع لقب بطولة ويمبلدون بخروجه من الدور الرابع إثر خسارته الماراثونية أمام اللوكسمبورغي جيل مولر.وربما أدرك نادال، 31 عاماً، بأن الأمور لن تسير كما يشتهي حتى قبل مواجهة مولر، إذ صدم رأسه بهيكل الباب خلال عملية الإحماء قبل دخوله الملعب الرقم واحد، ووجد نفسه بعدها بخمس ساعات خارج البطولة بخسارته 3 - 6 و4 - 6 و6 - 3 و6 - 4 و13 - 15.وأصبحت ويمبلدون تشكل عقدة للاعب الإسباني الفائز قبل أسابيع بلقبه العاشر في بطولة رولان غاروس الفرنسية، إذ انتهى مشواره قبل الدور ربع النهائي في مشاركاته الخمس الأخيرة في البطولة الإنجليزية التي أحرز لقبها مرتين عامي 2008 و2010، ووصل إلى مباراتها النهائية أعوام 2006 و2007 و2011.وكان نادال، 31 عاماً، مرشحاً للذهاب بعيداً في البطولة الإنجليزية بعد أن أظهر استعادته لمستواه القديم، لكن اللاعب اللوكسمبورغي الأعسر والمصنف 16 كان له رأي آخر، وتفوق في المجموعة الخامسة الملحمية 15 - 13، بعدما أنقذ نادال 4 نقاط لخسارة المباراة في أجواء مثيرة.وكان نادال رحب الصدر كالمعتاد ولم يتخذ اللاعب الإسباني الحاصل على 15 لقباً في البطولات الأربع الكبرى أي أعذار، واعترف بأن مولر كان اللاعب الأفضل، لكنه قال إنه أهدر فرصة ذهبية للمضي قدما في البطولة.وعلى رغم خيبة الخروج المبكر، أكد نادال أنه سيعود إلى ملاعب ويمبلدون في 2018 لمحاولة الفوز باللقب للمرة الثالثة وقال: «لم أقل أبداً إني لست عائدا... أريد العودة لأني أرغب في الحصول على المزيد من الفرص للعب على الملعب الرئيسي».ورأى نادال أنه مدين لجمهوره بمشاركة أخرى مكللة بالنجاح، وقال: «شعور رائع. أجواء رائعة. قدمت كل ما لدي على أرضية الملعب. لعبت بكل ما أملكه من شغف، والجمهور دائما ما يقدر هذا الأمر. أعتذر للجمهور الذي كان يساندني».وترجم نادال فرصتين فقط من 16 فرصة حصل عليها لكسر إرسال مولر الذي حقق 30 إرسالا ساحقا، ما ساهم بشكل كبير في حسمه المواجهة وبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في ويمبلدون والثانية فقط في بطولات «الجراند سلام»، بعد فلاشينغ ميدوز الأميركية عام 2008 حين انتهى مشواره على يد السويسري روجيه فيدرر.وتحدث الإسباني عن بداية اللقاء قائلاً: «لقد لعب مولر بشكل جيد. لا أعتقد أني قدمت أفضل ما لدي في المجموعتين الأوليين. ارتكبت بعض الأخطاء ما جعلني أركض خلف النتيجة طيلة الوقت، وهذا أمر صعب ضد لاعب مثله. بالتالي، هنيئاً له، لعب بشكل جيد لا سيما في المجموعة الخامسة... قاتلت حتى الكرة الأخيرة».وتابع: «قد لا تكون أفضل مبارياتي، لكن في الوقت ذاته أنا لعبت ضد منافس مزعج».وأظهر اللاعب اللوكسمبورغي البالغ 34 عاما والمصنف 26 عالميا، رباطة جأش لافتة، لا سيما في المجموعة الخامسة الحاسمة التي امتدت لساعة و35 دقيقة، بل كان الأكثر تفوقا فيها لأنه حصل على ثلاث فرص لحسم اللقاء في الشوطين العاشر والعشرين.وقال مولر عقب الفوز: «أنا متعب، لقد كانت مباراة طويلة... لقد سنحت لي كثير من الفرص لحسم المباراة ولكنني لم استغلها... إنه واحد من أهم انتصاراتي».ويأمل مولر الذي وضع حداً لمسلسل هزائمه المتتالية أمام المصنفين الخمسة الأوائل في العالم عند 22 مباراة، في مواصلة مغامرته، وتخطي الكرواتي مارين سيليتش السابع في ربع النهائي.ويحقق مولر هذا الموسم أفضل النتائج في مسيرته، وهو يختلف كثيرا عن اللاعب الذي كان عليه قبل 4 أعوام حين كان مصنفاً 366 عالمياً، ومهددا بانتهاء مسيرته بسبب إصابة في مرفقه.
مشاركة :