انتعش الناتج الصناعي في منطقة اليورو بأقل من المتوقع في حزيران (يونيو) بفضل زيادة إنتاج السلع المعمرة، ما يدعم التوقعات بأن المنطقة تتجه لتجاوز الركود المستمر منذ 18 شهراً في النصف الثاني من العام. وبحسب الألمانية، فقد أكد مكتب الإحصاء الأوروبي يوروستات أن الناتج الصناعي في تكتل العملة الموحدة (17 دولة) زاد بنسبة 0.7 في المائة على أساس شهري في حزيران (يونيو) بعدما انكمش بنسبة 0.2 في المائة في أيار (مايو). ويرجع النمو لزيادة إنتاج السلع المعمرة مثل السيارات والأجهزة الإلكترونية التي سجلت نموا 4.9 في المائة وهي النسبة الأعلى منذ تموز (يوليو) 2011. غير أن الزيادة في الشهر محل الدراسة كانت أقل من نسبة 1 في المائة التي كان المحللون يتوقعون أن يرتفع بها المؤشر، ومع ذلك، عززت الزيادة الشهرية التوقعات بأن البيانات المقرر صدورها ستظهر أن منطقة اليورو تعافت من الركود في الأشهر الثلاثة المنتهية في حزيران (يونيو) مع نمو الاقتصاد بمعدل 0.2 في المائة. وأوضح بيتر فاندين هوته المختص الاقتصادي لدى مصرف آي إن جي أن تقرير الناتج الصناعي يظهر أن الركود ربما قد انتهى في منطقة اليورو. ووفقا لمختصي اقتصاد، فقد ارتفع ناتج منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة في الربع الثاني مقارنة بزيادة بلغت 0.2 في المائة خلال الربع الأول. وارتفع الناتج الصناعي بنسبة 0.3 في المائة في حزيران (يونيو) بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي. ونما الناتج الصناعي بنسبة شهرية بلغت 0.9 في المائة في الاتحاد الأوروبي الأوسع (27 دولة) بنسبة سنوية بلغت 0.4 في المائة في حزيران (يونيو). ويبدو أن منطقة اليورو بصدد الخروج من أطول فترة ركود تتعرض لها مع إظهار دراسات اقتصادية ارتفاعا آخر في ثقة المستثمرين وكذلك توسع الصناعة في المنطقة للمرة الأولى منذ 18 شهرا. لكن صدور مؤشر مجموعة ماركيت للأبحاث لمديري المشتريات لقطاعي التصنيع والخدمات وكذلك مؤشر مجموعة سينتيكس لثقة المستثمرين تزامن مع صدور بيانات أظهرت تباطؤا في مبيعات التجزئة في المنطقة. وكان التراجع الشهري بنسبة 0.5 في المائة في المبيعات خلال حزيران (يونيو) تذكيرا بالحالة الهشة التي عليها تكتل العملة الموحدة الذي يضم 17 دولة، وجاء الانخفاض بعد ارتفاع نسبته 1.1 في المائة في أيار (مايو). وقال فاندين هوته الخبير الاقتصادي لدى مصرف إي إن جي الهولندي: إنه بشكل عام، تستمر معظم البيانات المنشورة أخيرا في التأكيد على التوقعات بتعاف هش وضعيف في النصف الثاني من العام الجاري. وقالت ماركيت ومقرها لندن: إن مؤشرها المجمع لمديري المشتريات ارتفع إلى 5ر50 نقطة الشهر الماضي مقابل 7ر48 نقطة في حزيران (يونيو) مخترقا مستوى 50 نقطة الرئيسي للمرة الأولى منذ كانون الثاني (يناير) عام 2012. ويستند المؤشر إلى استطلاع رأي نحو خمسة آلاف مسؤول تنفيذي في الشركات. ويشير مستوى 50 نقطة إلى الحد الفاصل بين الانكماش الاقتصادي والنمو. وجاء الرقم النهائي أعلى بشكل طفيف عن 4ر50 نقطة كانت ماركيت حددتها في بيانات أولية للمؤشر صدرت الشهر الماضي. وبحسب المختص الاقتصادي لدى ماركيت روب دوبسون فإن مؤشر مديري المشتريات لشهر تموز (يوليو) يؤكد عودة مرحب بها لنمو اقتصاد منطقة اليورو في بداية الربع الثالث، ما يزيد الآمال بأن المنطقة تستطيع في النهاية شق طريقها للخروج من أطول فترة ركود لها. وقالت مجموعة سينتيكس الألمانية للأبحاث: إن التطور الديناميكي للمؤشرات الاقتصادية يظهر أن القارة العجوز بدأت تنتعش من جديد.
مشاركة :