امرأة واحدة تكفي وزيادة!!

  • 6/25/2014
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

في كل مرة يعود الناس إلى نفس السؤال: هل تكفيك امرأة واحدة أم أنك تؤيد التعدد؟! وتتفرق الإجابات بين جزر التعصب للرجل من جهة وجزر التعصب للمرأة من جهة أخرى. ولكي أصدقكم القول فإن الرجال، وأنا منهم، عينهم فارغة ويندب فيها رصاصة، كما علمتنا الأفلام المصرية. وقليل جدا من الرجال الذي يكف عينه أو رغبته عن امرأة أخرى غير زوجته. لكن ليس هذا هو موضوعي هنا. موضوعي هو أن هناك من يبدو موكلا بالتعدد والحث عليه من باب أنه يروج لفضيلة كبرى. وهو ونحن نعلم أن أبغض ما تبغض المرأة هو أن يكون لها ضرة تقاسمها قلب زوجها واهتمامه وأشيائه الأخرى. وبالتالي فإن ما يفعله، الداعي إلى التعدد، هو إغاظة النساء المطمئنات إلى نوايا أزواجهن وغفلتهم والاكتفاء بحبهن وحضورهن في حياتهم. وهذا فضلا عن وجود نساء يعانين الأمرين من أزواج مستهترين أو (منتفين) أو غير مبالين بهن وبأولادهن، ومع ذلك يركبون مركب فضيلة التعدد فيزيدون تعاسة الزوجة الأولى وأولادها تعاسة مع عدم ضمان سلامة الزوجة الثانية وأولادها من هذه التعاسة، حين لا يكون هذا (الذكر) قادرا على تلبية مطالب الحياة المادية التي تتعاظم يوما بعد آخر. أي أن الأمر ليس مجرد (رغبة) أو سعيا بالمعروف أو سترا لبنات الناس كما يتم تداول الموضوع، بل هي مسؤولية ثقيلة يترتب عليها نتائج أسرية واجتماعية يدفع ثمنها الباهظ أشخاص آخرون غير الزوج المعدد الذي يورط نفسه ويورط أسرتين أو ثلاثا أو أربعا معه في فقره وقلة حيلته. ومن أراد أن يتأكد من ذلك فليذهب إلى عيادات المواليد ليرى كمية البؤس التي تنتج من حالات التعدد غير الخاضعة للشروط الصحيحة والقدرة المادية المناسبة، فضلا عن العدل الذي لا يعرفه أو لا يجيده كثيرا من المعددين. وبالتالي فإن المسألة ليست نزهة أو (سالفة) عابرة نتسلى بها ثم نضحك ونمضي، بل هي مسألة جادة، إما أن تعطيها حقها أو تنصرف عنها لتسلم ويسلم غيرك من نتائجها وأذاها. ومن أهم هذا (الغير) المجتمع الذي سيضطر لدفع ثمن أخطائك ورغباتك. في هذا الزمن امرأة واحدة تكفي وزيادة.

مشاركة :