جددت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أمس، تمسكها بالمطالب التي قدمتها إلى قطر، مقابل إعادة العلاقات معها، في ختام اجتماع خماسي عقد في جدة أمس، ضم وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، إلى جانب نظيرهم الأميركي، لبحث آفاق حل الأزمة المتصاعدة منذ إعلان الدول الأربع قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة في الخامس من الشهر الماضي، واتهامها بدعم وتمويل منظمات إرهابية.وأنهى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس، محادثات في جدة مع نظرائه الأربعة، قبل أن يتوجه إلى الكويت التي تقوم بدور الوساطة في الأزمة، ثم الدوحة، في إطار جولته المكوكية الخليجية. وأخفق تيلرسون فيما يبدو في التسويق لاختراق محدود سجله في الدوحة أول من أمس، يقضي بقبول السلطات القطرية الرضوخ لآلية تنفيذية للرقابة على نظامها المالي يمنع تسرب الأموال لدعم الإرهاب حول العالم. ورفضت الدول الأربع اعتبار هذا الخطوة إنجازا يُعتّد به، مؤكدة رغم ذلك أنها ستراقب عن كثب تطبيق قطر هذا الاتفاق. وأكدت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط»، أن الدول الأربع أكدت تمسكها بالمطالب الـ13، مؤكدة لتيلرسون ضرورة التزام قطر بتعهداتها السابقة. وقال مسؤول إماراتي لـ«رويترز» إن أي حل للأزمة يتعين أن يبدد كل المخاوف التي أشارت إليها الدول الأربع التي تقاطع قطر ومنها تقويض الدوحة لاستقرار المنطقة.والتقى تيلرسون وزير الخارجية عادل الجبير، وذلك قبل اللقاء الخماسي مع نظرائه من الدول الأربع. وبعيد انتهاء الاجتماع، توجه تيلرسون إلى الكويت التي زارها الاثنين في بداية جولته الإقليمية. والكويت تتوسط لحل أكبر خلاف دبلوماسي تشهده منطقة الخليج منذ سنوات. وتمكن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون من تحقيق ما ينظر إليه على أنه «اختراق»، ولكنه محدود في هذه الأزمة خلال زيارته الدوحة، حيث أسفر عن رضوخ الدوحة للتوقيع على اتفاق يضع فعليا رقابة دولية على عمليات التمويل، مما يسهم في الحدّ من تمويل الإرهاب. وكانت الدول الأربع المقاطعة لقطر وصفت أول من أمس، في بيان مشترك، توقيع الدوحة مع واشنطن على مذكرة تفاهم بهدف مكافحة تمويل الإرهاب بأن «هذه الخطوة غير كافية، وستراقب الدول الأربع عن كثب مدى جدية السلطات القطرية في مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه واحتضانه».من جهته، قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، إن الاجتماع الذي شارك به وزير الخارجية سامح شكري تناول الأبعاد المختلفة للأزمة مع قطر واستعرض جميع التطورات الأخيرة الخاصة بها، حيث أعاد وزير الخارجية طرح شواغل مصر حيال موقف قطر الداعم للإرهاب، مؤكدا تمسك مصر بالمطالب التي قدمتها الدول العربية الأربع لقطر. كما أكد شكري، خلال الاجتماع، أن التوصل إلى تسوية لهذه الأزمة يظل رهنا بتفاعل قطر الإيجابي مع هذه المطالَب وتوقفها عن دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية. وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن وزير الخارجية أوضح أن مشاركة مصر في هذا الاجتماع إلى جانب الدول العربية الأخرى تأتي في إطار العلاقات الخاصة التي تربط جميع هذه الدول بالولايات المتحدة، وكذا في إطار ما تم تناوله خلال قمة الرياض واتصالا بالجهد الأميركي للقضاء على الإرهاب.وفي حين تودع المنطقة وزير الخارجية الأميركي، تستقبل يومي السبت والأحد المقبلين، وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي يقوم بجولة خليجية للدعوة إلى ما سمته وزارة الخارجية الفرنسية «تهدئة سريعة» للأزمة غير المسبوقة بين قطر وجيرانها. وينضم الوزير الفرنسي إلى جهود دبلوماسية سابقة قام بها، بالإضافة إلى وزير الخارجية الأميركي، ووزيري خارجية ألمانيا وبريطانيا.وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، أنييس روماتي، إن لودريان سيتوجه السبت والأحد إلى قطر والسعودية، والكويت، وهي الدولة التي تتولى وساطة في الأزمة، إضافة إلى الإمارات العربية المتحدة. وأضافت: «نحن قلقون للتوتر الراهن الذي يؤثر في الدول التي تربطنا بها علاقات متينة وودية وندعو إلى تهدئة سريعة لمصلحة الجميع». وتابعت المتحدثة أن الوزير «سيذكر محاوريه بالنتائج السلبية لهذه الأزمة على الصعد الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والأمنية»، و«سيجدد التأكيد أن تعزيز مكافحة الإرهاب يشكل أولوية لفرنسا».
مشاركة :