رغم التطور والتنوع اللذين تشهدهما الأسواق في طريقة العرض لجذب الزبائن من خلال الديكورات واللمسات اللافتة إلا أن سوق الحراج بالأحساء وبرغم تواضعه يظل جاذبا بذكريات الماضي من خلال ما يعرضه من لوازم، مثل شاشات التلفاز القديمة وأشرطة الفيديو للمسلسلات والبرامج والتي تجذب كل من عايش هذه الذكريات بمجرد سماع اسمها. ويبقى الحراج معْلماً سياحيا بارزا في الأحساء لقدمه واتساع مساحته وكثافة المعروضات به وتنوعه، واشتماله على كافة احتياجات الإنسان ومتطلبات حياته، حيث يقصده المواطنون من داخل وخارج الأحساء كما يقصده مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي والسياح الأجانب الذين يجدون فيه مبتغاهم من الأدوات التراثية والمنتجات المحلية، إلى جانب البضائع والسلع المستوردة بشتى أنواعها. وفي أسواق الأحساء الشعبية يشعر زائر السوق بمتعة التسوق الحقيقية التي تعيده إلى الماضي التليد وتسترجع لديه شريط الذكريات الجميلة، حيث تتجلى فيه مظاهر التراث من المنتجات التقليدية بمختلف أنواعها والمأكولات الشعبية والأدوات القديمة، إلى جانب الملابس والخضار والفواكه والتمور والطيور والدجاج والأرانب والبط والنباتات والمواد الغذائية والاستهلاكية والأجهزة والأواني والفرش، بل تمثل هذه الأسواق ملتقيات للأحباب والأصحاب يتجاذبون فيها الأحاديث السريعة والأخبار السارة، ويرتادها السياح ويبيع فيها الرجال والنساء والكبير والصغير على حدٍ سواء. يقول صالح البلوشي، أحد مرتادي السوق: هناك مقتنيات في سوق الحراج تراثية أو معرفية لا يعرف قيمتها حتى البائع، فمثلا هناك من يأتي إلى الحراج لبيع كتب والده بعد وفاته ويشتريها البعض وهو لا يعرف قيمتها ويفاجأ بعد فترة أن لها قيمة عالية، فلذلك تجد الكثير من الباحثين يحضر إلى سوق الحراج بشكل مستمر من أجل اقتناء الحاجات الثمينة او التي تخصه في بحث معين. ومن جانبه يرى عبدالله الجوف أن سوق الحراج يحتوي على العديد من المقتنيات التي تساعد أي باحث للتوسع في بحثه، ويتابع: هناك من يحضر إلى السوق رغبة في اللوازم القديمة، التي يعود بعضها إلى أكثر من 100 سنة، فهناك حاجات لم يسبق لنا أن شاهدناها. أما أحمد الطويل أحد البائعين بالحراج فقال: إن لكل موسم مقتنيات؛ ففي موسم الشتاء تستبدل الناس الدفايات القديمة وتشتري الجديدة، فتجد العديد من أشكال الدفايات القديمة في السوق وفي شهر رمضان يستبدل الكثير من الناس المقتنيات التي تستخدم بشكل كبير في هذا الشهر الكريم كالمطاحن والدلال والخلاطات، ويضيف: إن الكثير من العوائل تغير أثاث المطبخ قبل رمضان فتجدهم يتخلصون من بعض المقتنيات التي كانت في الدواليب لفترات.
مشاركة :