يتحدث بعض الناس عن حلول بسيطة لأمراض مستعصية كانت تفتك بالبشر، وتنغص عليهم حياتهم، قبل أن يكتشف بعض المصابين بها بأنفسهم، أو بمساعدة آخرين توصلوا إلى تلك الحلول، أن معاناتهم مع مثل تلك الأمراض يمكن أن تزول أو تخف كثيراً من خلال أشياء بسيطة، وأغلبها يتمثل في وصفات غذائية معينة. أين الشركات العملاقة ومراكز البحوث العلمية الضخمة، التي تبحث في أسباب تلك الأمراض المستعصية، والفرق المدججة بأعتى القدرات العلمية والأجهزة المعقدة والتمويل الكبير لأغلب هذه القلاع العلمية المحترمة في بلدان العالم المتقدمة؟ أيعقل ألا تستطيع التوصل إلى مثل تلك الحلول؟ أم إن في الأمر عقدة لا يفهمها إلا العارفون ببواطن الأمور، مما يسبب غصة في حلق من ينشد استقامة تلك المراكز التي نذرت نفسها للعلم فحسب؟ في أحد المواقع شاهدت مقطعاً لشخص يسرد قصته مع مرض النقرس المزمن، الذي يسمع عنه كثير منا، ويعرفه العالم القديم مثلما نعرفه في العصر الحديث. وكان يسمى قديماً «مرض الملوك»، لأنه يصيب الفئة الارستقراطية، التي تتغذى غالباً على كثير من اللحوم، مما يسبب لها ترسب كمية كبيرة من اليوريكاسيد في المفاصل، ويعيق الحركة كثيراً، بل قد يؤدي إلى إصابتهم بعدم القدرة على الحركة مطلقاً. وكان ذلك الشخص يسرد في المقطع المبثوث في اليوتيوب قصته مع المرض، وأنه كان يعاني إلى الدرجة التي تجعله أحياناً يحبو، لعدم قدرته على المشي. وما أن اتبع نظاماً غذائياً بسيطاً يتلخص في الإكثار من الخضراوات والتقليل من اللحوم والبقوليات، وبدرجة أساسية كان يعتمد على تناول ثلاثة كؤوس من عصير البرتقال، الذي يحرص عليه كثيراً، خاصة مع تناول اللحوم وقبل النوم، حتى أصبحت أموره طيبة، وتعافى من كثير من الآلام، التي كانت تزعجه كثيراً قبل تلك الحمية الغذائية. فهل هذه من الأمور، التي يصعب اكتشافها في تاريخ البشرية، حتى لا يجدوا علاجاً مناسباً لذلك المرض، أو لغيره مما وصف آخرون له طريقة علاج اكتشفوها بأنفسهم، أو بمساعدة بعض المجتهدين الأفراد ممن توصلوا إلى تلك الوصفات؟ ويضاف إلى حكاية هذا المرض، ما يقال عن بعض أنواع السرطان، خاصة سرطان الدم، الذي تستخدم لعلاجه مواد كيماوية مدمرة للخلايا السرطانية وغيرها، ومؤلمة إلى حد كبير للمرضى الذين يتعالجون بها. وقد ذكرت تقارير أخرى بعض المواد الغذائية، التي تستخدم بديلاً لتلك المواد المهلكة. وفي الغالب تكون تلك الأغذية في متناول الناس، ويصعب أن يكون من يحكي عنها منتفعاً من تسويق لها أو رواجها عند الناس. فمثل هذا الأمر، إن صدق هؤلاء الناس البسطاء فيما قالوا، يجعلنا نشكك في أهداف تلك المراكز التي تصف كثيراً من تلك الأمراض بأنها مستعصية، وأن أقصى ما يمكن للبشر أن يتوصلوا إليه هو التخفيف من آلامها، أو محاولات اتقاء الإصابة بها. لكن ألا يمكن أن تكون تلك المراكز واقعة تحت ضغوط شركات الأدوية والمستحضرات الطبية التي تستفيد منها اقتصادات عريضة، وذات لوبيات قوية تسعى بكل ما تستطيع إلى إبقاء الناس تحت وهم هذه المظلة، والدوران في الإطار الذي ترغب الشركات المصنعة في إبقاء الناس عليه، لكي تستمر مكاسبها وهيمنتها على تلك الصناعة؟ آمل أن يسهم أصحاب الاختصاص في الإدلاء بآرائهم، لتوسيع دائرة الوعي بشأنها.
مشاركة :