هل سيشن ترامب حرباً على كوريا الشمالية؟

  • 7/13/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الساعة الثالثة صباحاً بتوقيت واشنطن يظهر الرئيس الأميركي فجأة في غرفة إدارة الأزمة بالبيت الأبيض، يصرخ بصوت عالٍ حول كوريا الشمالية، والخيار B و"تعليم هؤلاء الأوغاد درساً". كان يسير خلفه مساعده العسكري حاملاً حقيبة بداخلها الكتاب الأسود ورموز إطلاق الصواريخ النووية، كرة القدم النووية (الخيار B بالمناسبة يصور هجوماً نووياً على كوريا الشمالية والصين). وفقاً لمسؤول عسكري حضر الواقعة: "تقول القواعد إنه إذا أراد الرئيس شن هجمات عسكرية بإمكانه فعلها بكل بساطة، ليس في حاجة لاستشارة أحد". لا تقلقوا، بإمكانكم التنفس الآن، هذا المشهد من رواية "أن تقتل الرئيس" لسام بورني، والمعروف أيضاً باعتباره الكاتب الصحفي في الغارديان الفائز بجوائز صحفية، الذي يكتب تحت اسم جوناثان فريدلاند. نشر الكتاب هذا الأسبوع (دار هاربر كولينز بـ 7.99 يورو) في توقيت جيد بشكل مذهل؛ حيث هدد الرئيس دونالد ترامب (الحقيقي هذه المرة) كوريا الشمالية بـ"أشياء خطيرة"، بعد ما يبدو أنه تجربة ناجحة لبيونغ يانغ في إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات. هذا هو نفس دونالد ترامب الذي تبجح (على تويتر بالطبع) قبل أسابيع من تنصيبه في يناير/كانون الثاني، قائلاً: "صرحت كوريا الشمالية للتو بأنها في المرحلة الأخيرة من عملية تطوير سلاح نووي قادر على الوصول إلى أجزاء من الولايات المتحدة، هذا لن يحدث". حسناً سيدي الرئيس، لقد حدث الأمر بالفعل، أو على الأقل نجحت كوريا الشمالية في صناعة صاروخ قادر على الوصول إلى ألاسكا أو حتى هاواي (لماذا قد تود مهاجمة هاواي؟ أولاً لأن الولايات المتحدة تحتفظ بحضور عسكري لافت هناك، وثانياً لأنها أقرب إليها من البر الأميركي الرئيسي، تذكروا بيرل هاربر). لكن كوريا الشمالية حتى الآن، بحسب علمنا، لم تطور سلاحاً نووياً صغيراً بما يكفي لحمله على رأس صاروخ باليستي عابر للقارات، ولا حتى واحداً قادراً على تحمل العودة إلى المجال الجوي الأرضي؛ لذا فإن التهديد، وإن كان حقيقاً، يظل محتملاً، وليس واقعاً. دعونا نتفق على أن العالم كان سيصبح مكاناً أفضل لو لم يمتلك أحد سلاحاً نووياً على الإطلاق، ودعونا نتفق أيضاً على أنه ربما بإمكاننا أن ننام بشكل أفضل على أسرّتنا إذا لم يطلب ترامب، بحسب تقارير، من خبراء في السياسة الخارجية الصيف الماضي: "إذا كنا نمتلكها (الأسلحة النووية) لما ليس بإمكاننا استعمالها". إذا كنت مكان الرئيس الكوري الشمالي كيم جون أون، سيكون سؤالي للسيد ترامب كالتالي: "لماذا بإمكان إسرائيل أن تحظى بأسلحة نووية (رغم عدم اعترافها بامتلاكها رسمياً)؟ لماذا بإمكان المملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين والهند وباكستان امتلاك هذه الأسلحة؟ آه نعم ولماذا بإمكانكم كقائد للدولة الوحيدة التي استعملت السلاح النووي فعلياً، أن تكون من يقرر من يكون بإمكانه الحصول عليها؟". قوانين النفاق، كل ما تريده كوريا الشمالية هو ما نطلق عليه نحن البريطانيون (الرادع النووي المستقل)، (عندما تحوزه دول لا نوافق على حيازتها إياه نطلق عليه (أسلحة دمار شامل)، بعبارة أخرى، تحرص على أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها ضد أي هجمات محتملة، وتريد إرهاب جيرانها. ربما تعتقد أن المهمة قد تحققت، حتى قبل أن تثبت بيونغ يانغ أنها تمتلك الأسلحة النووية، والقدرة على استخدامها، جيرانها خصوصاً كوريا الجنوبية واليابان، مرتعبون بنفس القدر، ويعتمدون بشكل كامل على الولايات المتحدة لحمايتهم. إذن ما الذي قد يفعله ترامب نافد الصبر وغير المتوقع وغير المطلع سريع الغضب؟ إذا قصف المواقع الصاروخية الكورية الشمالية فإنه يهدد حياة مئات الآلاف فور بدء بيونغ يانغ انتقامها من كوريا الجنوبية، ما يقرب من نصف الكثافة السكانية لكوريا الجنوبية تعيش في المسافة من الحدود بين البلدين حتى خمسين ميلاً. يبدو أنه غيّر رأيه بالفعل في فكرة الاعتماد على الصين؛ لتكون صمام الأمان.. مفاجأة، الرئيس الصيني شي جين بينغ ليس مستعداً للعمل ككلب بودل للرئيس دونالد ترامب (تغريدة ترامب: "التجارة بين الصين وكوريا الشمالية زادت بنسبة 40% في الربع الأول، كثير على عملنا مع الصين، لكن كان علينا أن نجرب). وبالنسبة للعقوبات المتفق عليها دولياً، حسناً لا يبدو أن ترامب غير طريقته، وبدأ في إنشاء تحالف استراتيجي، هل فعل؟ شبكة الأخبار الأميركية سي إن إن قامت بإعداد قائمة بكل القضايا التي يخالف فيها ترامب شركاءه في مجموعة العشرين. تغير المناخ؟ تقف الولايات المتحدة في طرف الأقلية البالغة عضواً واحداً. التجارة؟ من كندا والمكسيك إلى الصين، اليابان والاتحاد الأوروبي، تقف الولايات المتحدة على الجانب الخاطئ من سياج التجارة الحرة (على سبيل المثال اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين اليابان والاتحاد الأوروبي). منع سفر المسلمين؟ حتى تريزا ماي وصفته بأنه "إقصائي وخاطئ". حتى لو وافقت الأمم المتحدة على تشديد العقوبات على بيونغ يانغ (على سبيل المثال باستهداف البنوك الصينية التي تعمل في كوريا الشمالية)، لا تشير الاحتمالات إلى أن هذا الأمر لن يحدث فرقاً، كما أشار سيمون جينكينز لصحيفة الغارديان: " كوبا وصربيا والعراق وليبيا وإيران وميانمار وكوريا: يخبرنا التاريخ أن العقوبات لا تزيد سوى في أعمار الأنظمة الحاكمة". مما لا يترك أمامنا سوى خيار الدبلوماسية، في الحقيقة تمت تجربة هذا الخيار من قبل وحقق نجاحاً محدوداً، سنوات من المحادثات التي ضمت الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان وكوريا الشمالية والجنوبية أوقفت البرنامج النووي لبيونغ يانغ مؤقتاً، لكنها توقفت عندما انسحبت كوريا الشمالية في 2009. لذا ربما من الأفضل أن يدرك جيران كوريا الشمالية أنها لن تتخلى عن برنامجها النووي، كما كتبت في أبريل/نيسان الماضي، فإن سلالة كيم مقتنعة بأنه بدون هذا البرنامج ستكون نهايتهم، ففي النهاية قام صدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا بالتخلي عن برنامجهما النووي وانظروا ماذا حدث لهما. الأمل الأفضل الآن هو في أن الصين وروسيا واليابان ستعمل معاً لتقديم مقترح جديد للرئيس كيم، وتتحسن فرصها إذا استطاعت إبعاد الرئيس ترامب عن أي مكان قد يحدث ضرراً فيه. وصل الأمر إلى هذا الحد: تغريدة مغرضة في الساعة السادسة والنصف صباحاً من غرفة نوم ترامب قد تقود شبه الجزيرة الكورية إلى حافة الهاوية، الأمر المفزع أنه لم يبق أمامنا خيار سوى الاعتماد على فلاديمير بوتين وشي جين بينغ لإيجاد طريقة لتفادي الخطر. هذه التدوينة مترجمة عن النسخة البريطانية من "هاف بوست"؛ للاطلاع على المادة الأصلية اضغط . ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :