قالت وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية: «إنه على الرغم من مضي أكثر من شهر على إغلاق 4 دول عربية منافذها البرية والبحرية والجوية من وإلى قطر، لا توجد دلائل تذكر على وجود مشقة أو معاناة داخل مراكز التسوق البراقة والفنادق الفاخرة في الدولة الخليجية الغنية بالغاز». وأضافت الوكالة، في تقرير لها، «إن متاجر الملابس الراقية تبيع أحدث صيحات الموضة الصيفية، كما تمتلئ محلات البقالة باللحوم والجبن المستوردة من أوروبا وتركيا. وفي الشهر الماضي تلقى الميناء الرئيسي دفعة من الأغنام القادمة من أستراليا». وتابع: «إن الفنادق الفاخرة مثل دبليو وسانت ريجيس، تقدم وجبات فخمة على مدار الساعة، وفي الأسبوع الماضي التقى نجوم كرة القدم بنادي برشلونة جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا، بالمعجبين في أحد مراكز التسوق في العاصمة الدوحة، التي ستستضيف بطولة كأس العالم 2022». ونقلاً عن القطري بدر جيران، قوله من داخل المركز التجاري: «نحن لا نشعر بأي فرق. في كل مكان يوجد احتفال». وأشار التقرير، إلى أنه بعد أن أغلقت المملكة العربية السعودية، الحدود البرية الوحيدة في قطر، هرع السكان القلقون إلى المتاجر وفرغوا رفوفها من منتجات الألبان والواردات الغذائية الأخرى، لكن أعيد ملؤها بالسلع بسرعة. وقال التقرير: «إذا كانت الدول العربية تعتزم إحداث تغيير في الحكومة، يبدو أن هذه الآمال قد تلاشت بسبب الدعم الشعبي للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأمير البالغ من العمر 37 عاما؛ إذ تظهر على السيارات واللوحات الإعلانية عبارات تقول «كلنا تميم. كلنا قطر». وأشار إلى أنه بعد وقت قصير من بدء الأزمة، بدأ حساب على تويتر يسمى DohaUnderSiege بتوثيق الحياة تحت الحصار، وأظهرت التغريدات حقيقة أن قطر دولة غنية بشكل خيالي، فهي واحدة من أغنى الدول في العالم بالنسبة لدخل الفرد، مما يجعل مواطنيها أكثر ثراء، مقارنة بجيرانهم في الخليج. ولفت إلى أن عدد سكان قطر يبلغ حوالي 2 مليون نسمة، لكن عدد المواطنين يزيد قليلاً على ربع مليون فقط، ما يعني أن الحكومة لديها الكثير من الثروة التي تستطيع توزيعها. كما نوَّه إلى أن قطر لديها نحو 340 مليار دولار في الاحتياطيات. ونقل عن محافظ البنك المركزي الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني، قوله «إن قطر لديها حوالي 40 مليار دولار من النقد، بالإضافة إلى الذهب، و300 مليار دولار في الاحتياطيات لدى جهاز قطر للاستثمار، الذي استثمر على مر السنين في علامات تجارية عالمية فاخرة، وعقارات في مدن كبرى، مثل نيويورك ولندن». وأشار التقرير، إلى أن المصدر الرئيسي للدخل في قطر هو الغاز الطبيعي، الذي يستمر في التدفق دون انقطاع، لافتاً إلى أن قطر، أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، وتقوم بنقله عبر ناقلات إلى جميع أنحاء العالم. كما يقدم خط أنابيب تحت سطح البحر الغاز إلى عمان والإمارات العربية المتحدة، التي تعتمد بشكل كبير على الغاز القادم من قطر رغم قطع العلاقات الدبلوماسية. ونقلاً عن نهى أبو الدهب،- زميل زائر في مركز بروكنجز الدوحة- قولها «إن الأزمة كانت بمثابة تجربة جديدة للقطريين؛ لتحديد كيفية إدارة اقتصادهم في مواجهة مثل هذه الأحداث». وأضافت «إن هناك ارتفاعاً في التكاليف بالنسبة للحكومة، بسبب طرق الطيران الملتوية التي يتعين اتخاذها لشحن المواد الغذائية، وغيرها من السلع إلى البلاد، لكن النفقات المضافة لم يشعر بها المتسوقون بعد. وتقول الحكومة «إنها تغطي زيادة عشرة أضعاف في تكاليف الشحن للأغذية والأدوية». وأشار التقرير إلى أن حليف قطر تركيا وجارتها إيران، سارعا إلى سد أي ثغرات، مثلما فعلت المغرب، مشيرة إلى أن أرفف المتاجر تمتلئ الآن بالحليب والمنتجات التركية، بدلاً من منتجات شركة المراعي السعودية. وقال التقرير «إن من بين الأسباب وراء قرار الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، هو علاقة الأخيرة مع إيران، التي تتقاسم معها حقل غاز طبيعي ضخم تحت سطح البحر، ولكن يبدو أن الحصار كان له أثر معاكس هنا أيضاً؛ فقد أبقت إيران مجالها الجوي مفتوحاً أمام الخطوط الجوية القطرية، وشركات الطيران الأخرى. وأضاف التقرير «إن الاستثمارات القطرية السابقة في الزراعة الصحراوية، ساعدتها في تجنب أي أزمة غذائية، وعلى الرغم من المناخ القاحل، فقد وجد المزارعون طرقاً لزراعة المنتجات العضوية؛ مثل الطماطم والخيار والكوسا والباذنجان وفطر الشامبينون، داخل البيوت المحمية. وأشار التقرير إلى أنه منذ إعلان الحصار، الذي فرضته الدول الأربعة، في الخامس من يونيو الماضي، أطلقت قطر خمس خطوط شحن جديدة إلى سلطنة عمان، واثنتين إلى الهند، وواحدة إلى تركيا. ولفت التقرير إلى أن شركة «ميرسك لاين»- التي قامت من قبل بشحن الكثير من البضائع المتجهة إلى قطر عبر جبل علي- قامت بإعادة تجهيز عملياتها إلى قطر عبر سلطنة عمان. كما يمكن لقطر أن تتطلع إلى شركة النقل الوطنية، التي يمكنها أن تنقل البضائع جواً. وتدير الخطوط الجوية القطرية -وهي إحدى أكبر شركات الطيران في المنطقة- 200 طائرة، منها 21 طائرة شحن.;
مشاركة :