قصة أمنية قالتها أسمهان قبل وفاتها بأيام: «أتمنى أعيش كمّا الفلاح البسيط»

  • 7/13/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في أحد أيام شهر يوليو 1944، شهر أحمد سالم مسدسه بوجه اسمهان، فاستغاثت بالأميرالاي سليم زكي، مدير أمن القاهرة، فأوفد مدير الأمن البكباشي محمد إبراهيم إمام لإصلاح ذات البين بين الزوجين. وفي محاولته انتزاع المسدس من يد أحمد سالم، أصيب الاثنان معا، كلٌّ برصاصة، وعندما استقرت حالة الجريحين الصحية، وانتهت اسمهان من تصوير مشاهد فيلمها الأخير، طلبت من إدارة استديو مصر بعد انتهاء العمل في يوم الخميس إجازة لمدة ثلاثة أيام تقضيها في رأس البر. ولأنّ الموت كان قدرها، في الثامنة والنصف من صباح الجمعة، 14 يوليو 1944، ماتت أسمهان غرقًا، الأمر الذى أحزن أحمد سالم كثيرًا، كان في المستشفى حينها وعندما دخل مُحررو مجلة «الإثنين والدنيا» وجدوه حزينًا، حيث قال: «كلمة الحب لا تكفي لتدل على شعوري نحوها، أعتقد أنها ماتت وهي لا تزال تحبني، أرسلت لي رسولاً يقول لي إنها لا تزال تحبني، وإن الرصاص الذي أطلقته لم يقتل حبها بل زاده اشتعالًا، وإنها تعرف أني لم أقصد قتلها». وأضاف: «أرسلت لي قبل موتها تقول أذكر جيدا يوم 11 من كل شهر، ففيه تزوجنا، وقد اعتدنا أن نحتفل بهذا اليوم، وكنت أحب أن أحضر إلى المستشفى لاحتفل به كعادتنا، ولكن الظروف تمنعني من ذلك، ففي نفس اللحظة التي تزوجنا فيها فكرت في أنني سأكون جالسة وحدي أفكر فيك، وناجِني من بعيد فإني سأسمعك. وقبّلني في وحدتك فإني سأحس بحرارة قُبلتك». لم يكُن خطاب أسمهان لزوجها، هو الأمر الوحيد الذى جعلها تشعُر بوفاتها قبلها بأيام، قبل ذلك أيضًا، قال يوسف بك وهبي، في مقاله الذى نشره بعد وفاة أسمهان، بعنوان «أسمهان كمّا عرفتها»، في مجلة «الإثنين والدنيا»، 1944، قائلاً: «أود أنّ أتحدث للقراء عن أسمهان كصديق وزميل، ورجل علمته مهنته دراسة النفوس البشرية وتصويرها على المسرح أو الشاشة البيضاء». بدأ يوسف وهبي تعريفه لأسمهان، قائلاً: «فتاة ساذجة، طيبة القلب، مرحة، طروب، تُحب الناس والحياة، الكُل في نظرها أصدقاء والجميع أحباء، لم تعرف في حياتها كلمة الحسد، ولم تشعر بضغينة المنافسة»، وأضاف: «ماتت أسمهان ولم تخلف وراءها ثروة، أين ذهبت الألوف التى وصلت إلى يديها، هل كانت مُقامرة، مضاربة في البورصة؟.. لا ولكن هُناك المطاعم الشعبية والأسواق الخيرية في سوريا ولبنان، كانت أسمهان ترعاها عندما تزوجت أحمد سالم، أرادت له الخير، اشترطت في أتفاقها مع إحدى شركات السينما، أن يدخل شريكًا في الأرباح». وحسبْ كلمات وهبي في مقاله المذكور سابقًا، كان الناس يعيبون على أسمهان تناول الخمر، وكانت هي تقول: «أنا فعلاً أرتكب جريمة تشمئز منها نفسي، ولكني أتناولها طلبًا للنسيان لا حبًا فيها». وفي أيامها الأخيرة، كانت تشعُر أسمهان بانقباض عجيب، وعندّما تلقت من وزارة الداخلية إنذارًا بمغادرة مصر، 28 أكتوبر، قدّمت الخطاب بيدٍ مرتجفة، قائلة:«ماذا فعلت؟، إلى أين أذهب؟، مذا يكون مصيري؟، مصر بلدى وبها مكاني، ألا يوجد غير أسمهان يقولون عنها أجنبية خطرة؟». وقبل وفاتها، قالت ليوسف وهبي، حسبْ شهادته، أمنية وحيدة تمنّت تحقيقها، ولكن القدر لم يُسعفها: «أمنيتي أنّ تكون لى ثروة متواضعة، وأعتزل عملى بعد بضع سنوات، فأقيم في دار أنيقة تحيط بها مزرعة جميلة، فأداعب زهورها وأعيش كمّا الفلاح البسيط».

مشاركة :